الجزائر

قالها السيسي أم لم يقلها؟!



قالها السيسي أم لم يقلها؟!
هل قال المشير السيسي المرشح لرئاسة مصر حقا كلاما كهذا “إن الجيش المصري قادر على اجتياح الجزائر في ظرف ثلاثة أيام في حال تعرض أي مصري فيها إلى أي مكروه“؟!منطقيا لا أصدق أن يصدر كلاما من الرجل الذي لم يجد إلى جانبه السنة الماضية لما أطاح بالرئيس مرسي سوى الجزائر داعما لإرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين إلى شوارع القاهرة ومدن أخرى ضد حكم الإخوان. فهل الحكاية وما فيها نسجتها “صدى البلاد” الصحيفة التي نقلت لأول مرة ما اعتبرته تصريحا للسيسي، قبل أن تسحبه وتعوضه بكلام آخر؟!فهل أرادت “صدى البلاد” أن تعطي زخما للسيسي المرشح والرئيس المقبل لمصر قبيل الحملة الانتخابية، أظهر المشير على أنه قوي وسيعزز بانتخابه قوة مصر داخليا وخارجيا؟ ولأنه لا يمكن أن يوجه كلاما كهذا إلى إسرائيل التي مازالت تهدد أمن مصر والمنطقة، لأن لا رئيس لمصر لا تباركه تل أبيب، عمد المطبلون لترشيح المشير إلى التهجم على بلد آخر، ولم لا الجزائر التي عرفت منذ أربع سنوات حربا إعلامية وكروية مع مصر؟!حرب كادت تعصف بالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وما زالت آثار الحرارة الإعلامية راسخة في الكثير من النفوس، فلا بأس إذن أن تشحذ سيوف المشير على حساب الجزائر. هذا إذا كان ما نسب إلى السيسي حقيقية لأننا مثلما أسلفت أشك في صحة هكذا تصريح، ليس لأن لجنة حملة المشير كذبت الخبر أو لأن الصحيفة التي أوردته اضطرت إلى سحبه، وإنما لأنه ليس من مصلحة مصر التي تعيش أوضاعا داخلية صعبة وحربا على الإرهاب وتواجه أزمة مع الإخوان المسلمين بعد عزل رئيسهم مرسي من الحكم، أن تفتح عليها باب أزمة جديدة ومع من؟ مع الجزائر! حتى وإن رفضت بلادنا إدراج الإخوان في قائمة الإرهاب، مثلما طالبتها به المملكة السعودية ومصر.لكن يبقى احتمال ضئيل جدا وهو أن السيسي لما قال كلاما كهذا يكون اعتقد أن الأوضاع الداخلية والخارجية للجزائر هشة بحكم مرض الرئيس، والذي عارضت إعادة ترشيحه لعهدة رابعة شريحة واسعة من الجزائريين، ونسي أنه عندما يتعلق الأمر بأمن البلاد ننسى كلنا خلافاتنا، وقد عشنا هذه التجربة أثناء الأزمة الكروية، فما بالك عندما يكون التهديد عسكريا ومصريا؟!أظن أن الجزائر أحسنت التعامل مع هذه القضية ولم تولها أدنى اهتمام رسميا.فلم يصدر أدنى رد فعل رسمي حول “التصريح” المزعوم، الذي فقط حاول الإعلام إن يصنع منه قضية رأي عام ويؤجج أزمة بين البلدين هما في غنى عنها لملأ الفراغ الذي تعيشه الساحة الإعلامية بعد الرئاسيات.وهكذا تقزم هذه التصريحات المزعومة لتبقى في حجمها وتقطع الطريق على قارعي طبول الحرب والمستثمرين في الأزمات. وفي نفس الوقت تحرم حاشية المشير من استعمال اسم الجزائر في حملتهم الرئاسية سواء كبعبع لتخويف المصريين أو لإبراز قوة بلادهم وما ستكون عليه عندما تختار السيسي رئيسا.إذاً الحرب لا إعلامية ولا حقيقية بين مصر والجزائر، ولتهتم كل منهما بقضاياها الداخلية!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)