الجزائر

قال إنه عاجز عن التوسع في المنطقة معهد "بروكينغز" الأمريكي يؤكد أن الفكر التكفيري للإرهابيين في الساحل سيقضي عليه



"الربيع العربي قوض الفكر الجهادي للإرهابيين" أكد  معهد "بروكينغز" الأمريكي للأبحاث أن التحولات في الفكر الإيديولوجي للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل سيقودها إلى حتفها، خاصة وأن البيئة التي يزاول فيها فرع القاعدة بالساحل أعماله اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عشر سنوات.  وقال معهد "بروكينغز" إن "الربيع العربي" شكل تحديا قويا للفكر الجهادي ونجح إلى حد كبير في تقويض مبرراته وتفنيد حججه والتي تتلخص في أن القتال المسلح يشكل الأداة الأكثر فعالية وشرعية للتغيير.  قال معهد "بروكينغز" أمس إن قوات أمريكية خاصة تابعة للبحرية الأمريكية  نجحت شهر ماي الماضي في قتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم  القاعدة، كما أضاف المعهد أنه خلال العام الجاري "أزيلت ثلاثة رؤوس لأنظمة دكتاتورية في الشرق الأوسط"، مسترسلا بالقول "في حين حافظ تنظيم القاعدة على إيديولوجيته بعد الحادي عشر من سبتمبر، فإن هيكله التنظيمي تغير بشكل كبير، فمن منظمة مركزية هرمية تحول التنظيم إلى بنية غير مركزية إلى حد كبير، وتحولت الفروع الإقليمية إلى كيانات فاعلة مستقلة تقريبا عن التنظيم الأم".  وعلى سبيل المثال، أشار الباحث عمر عاشور إلى السعودية حيث نشأ في أواخر العام 2002 تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي دبر هجوما عنيفا في الرياض في العام 2003 ثم تلته عمليات أخرى، أعقبها ظهور القاعدة في العراق في العام 2004.  وقال المعهد الأمريكي إنه بحلول العام 2007 كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد ظهر أيضا، ما يعني أن "النموذج الأفرع" فقد سيطرته الكاملة "بعد مرور عشرة أعوام منذ الحادي عشر من سبتمبر، أصبحت هذه الأفرع مقيدة، وعاجزة عن التوسع.  وبالتوازي مع نموذج "الأفرع"، تبنى تنظيم القاعدة أيضا نهج "الشبكة العنكبوتية" الذي يتحاشى التنظيمات الكبيرة لصالح أعضاء مدربين يشكلون خلايا صغيرة تقوم بشن هجمات محددة ثم تتفكك سريعا، كما جرى بالنسبة إلى المجموعات التي نفذت الهجمات في مدريد (200 ) ولندن (2005) هذا النموذج. إلا أن عاشور اعتبر أن تنظيم القاعدة لم يتحور هيكليا فحسب، بل إن فكره الإيديولوجي بات يتعرض للهجوم بشدة ومن جانب جهات غير متوقعة على الإطلاق، موضحا أنه في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر، سارعت العديد من الحركات والفصائل الإسلامية المسلحة والجهاديين البارزين والأفراد إلى توجيه الانتقادات الشديدة لسلوك تنظيم القاعدة، ثم بدأت هذه الكيانات في التحرك نحو نبذ العنف، الأمر الذي حرم تنظيم القاعدة من عشرات الآلاف من المؤيدين والأنصار.  ورأى أن ذلك أدى إلى تحول تنظيمات كاملة، كما هو الحال في مصر وليبيا والجزائر، فضلا عن عدد كبير من الأفراد في المملكة العربية السعودية واليمن والعراق وأفغانستان وماليزيا وسنغافورة وأندونيسيا، وغير ذلك من البلدان. فاطمة الزهراء حمادي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)