الجزائر

قال إن ساركوزي استغله لأغراض انتخابية، دوفيلبان "قانون تجريم إبادة الأرمن قد يفتح علينا جهنم الذاكرة الجزائرية"



ندد، أمس، الوزير الأول الفرنسي السابق، دومينيك دوفيلبان بــ "مصادقة النواب الفرنسيين على مقترح قانون يجرم إبادة الأتراك للأرمن". وقال المسؤول الفرنسي "إن الجمعية الفرنسية أخطأت كون واجب الذاكرة لا يتطلب التشريع"، ليتابع كلامه بالتساؤل "ماذا لو قام البرلمان الجزائري بالتشريع للمجازر التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري؟". قال الوزير الأول الفرنسي السابق والمترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة الذي كان ضيف القناة الإذاعية الفرنسية "أوروبا 1" إن "البرلمان الفرنسي أخطأ بالمصادقة على قانون يجرم إبادة الأتراك للأرمن كون مثل هذه الأمور لا تحتاج إلى قانون وإنما تدخل في الذاكرة".  وتابع دوفيلبان، الذي يرأس حركة الجمهورية المتضامنة أن "فرنسا ليست في موقع يسمح لها بإعطاء الدروس في الميدان" ليتساءل عن موقف هؤلاء المسؤولين والنواب وفي مقدمتهم ساركوزي الذي لم يذكره بالاسم ويعتبره من أشد أعدائه السياسيين "هل سنبتهج أو سنفرح في حالة قيام البرلمان الجزائري باقتراح قانون حول الذاكرة مثلما فعلته فرنسا مع تركيا؟". وقال دوفيلبان إن "على فرنسا أن تتوخى الحذر كونها في الظرف الحالي تفتح جبهات وهي تتقهقر عوض أن تتقدم"، مؤكدا أن "النواب تعاملوا مع الوضع بخلفيات سياسية في هذا الظرف الذي سيشهد موعدا انتخابيا هاما"، في إشارة إلى استغلال ساركوزي لهذا القانون تحسبا للانتخابات الرئاسية المقبلة ورغبته في عهدة ثانية، وتابع "إنها ممارسة غير نزيهة وأتمنى أن يتم التراجع عنها". وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد اتهم هو الآخر فرنسا بارتكاب "إبادة جماعية" في الجزائر كرد فعل على مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قانون يقضي بتجريم إنكار وقوع إبادة جماعية تعرض لها الأرمن على يد الأتراك العثمانيين في الفترة بين عامي 1915 و1918.   وقال رئيس الوزراء التركي "ارتكبت فرنسا مذبحة بحق ما يقدر بنحو 15 بالمائة من سكان الجزائر بداية من عام 1945" معتبرا إياها "إبادة جماعية".  كما اتهم أردوغان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بتزكية كراهية المسلمين والأتراك سعيا وراء مكاسب انتخابية"، مضيفا "إذا كان ساركوزي لا يعلم شيئا عن هذه الإبادة الجماعية، فإن بإمكانه أن يسأل والده، بال ساركوزي، الذي خدم في صفوف الجيش الفرنسي في الجزائر خلال أربعينيات القرن الماضي".  في المقابل، طلب ساركوزي من تركيا احترام "قناعات" كل طرف. وقال ساركوزي "أحترم قناعات أصدقائنا الأتراك، إنه بلد كبير، وحضارة كبيرة، وعليهم احترام قناعاتنا" في المقابل. وأضاف "أن فرنسا لا تعطي دروسا لأحد لكنها لا تعتزم تلقي دروس" في المقابل. وتابع "فرنسا تحدد سياستها بشكل سيادي"، معتبرا أنه "يتعين في كل الظروف الحفاظ على برودة الدم والهدوء". مالك رداد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)