الجزائر

قال أن الفيلم عمل سينماتوغرافي وفني ببعد إنساني



قال أن الفيلم عمل سينماتوغرافي وفني ببعد إنساني
يعد الفيلم الطويل بن باديس للمخرج السوري، باسل الخطيب، والذي تم عرضه الشرفي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، عملا سينماتوغرافيا وفنيا ذي بعد إنساني، حسبما صرح به فريق إخراج هذا الفيلم التاريخي. وقال باسل الخطيب في ندوة صحفية عقدها عقب عرض هذا الفيلم، إن موضوع الفيلم كان حساسا ما استدعى أخذه بكثير من الحذر، مشيرا إلى أن هذا العمل قد حرمه من النوم لعدة أيام. وأضاف المخرج بأن الجمهور بقاعة العروض أحمد باي في العرض الشرفي كانت تبدو عليه علامات الارتياح وتمثلت المفاجأة في اكتشاف أوجه أخرى لشخصية الشيخ المفكر، ما جعله يرتاح بدوره للعمل الذي قدمه. من جهته، أكد كاتب السيناريو، رابح ظريف، أن من أجل الإحاطة بشخصية عبد الحميد بن باديس، فقد تم الإطلاع على مئات الأعمال والوثائق لتقديم الإمام المصلح. وأضاف بأن الفيلم يحكي أهم مراحل حياة هذا العلامة وكذا تطور الحركة الإصلاحية وبروز الحركة الوطنية، وظهور الخطابات الوطنية المطالبة بالاستقلال ويعكس المجتمع الجزائري في تلك الفترة. وبرأي الموسيقي، سليم دادة، مؤلف موسيقى فيلم بن باديس ، فإن فريق إخراج هذا الفيلم الطويل عمل من أجل جمع كل التوابل التي من شأنها أن تضمن نجاح هذا العمل. وقال في هذا السياق: بالنسبة لرجل مثل بن باديس، كان يبغي اختيار موسيقى تعبر عن انفعالاته وأحاسيسه في وضعيات صعبة أثناء وفاة والدته ونجله وكذا خلال مواجهته المضايقات التي كانت تفرضها عليه الإدارة الفرنسية . وقد تم تسجيل موسيقى الفيلم بصوفيا ببلغاريا مع أوركسترا مختصة في موسيقى الأفلام، حسب ما أشار إليه المتحدث. و يستهل هذا الفيلم، الذي يستغرق 120 دقيقة، بمشهد بمدينة قسنطينة العتيقة في ديسمبر 1889، وهو يوم ممطر حيث يعلن براح عن ميلاد عبد الحميد بن باديس عند محمد مصطفى بن مكي العائلة المعروفة والمحترمة بالمدينة. ويظهر بعد ذلك بن باديس عندما حفظ القرآن الكريم في سن ال13 من عمره أمام فرحة والده والمجتمع الذي كان يرى فيه أنه رجل يصلح لقيادة المجتمع، ثم سفره إلى تونس ودراسته بجامع الزيتونة لسنوات. وتتعاقب المشاهد لتحكي عودة بن باديس إلى قسنطينة واحتكاكه المرير بمجتمع يعاني من الجهل، في ظل الاستعمار وإطلاقه مشروع إعادة إحياء الأمة ضد محاولة طمس الشخصية وتقسيم الشعب الجزائري. ويبرز الفيلم مجهودات الشيخ عبد الحميد بن باديس في رص صفوف النخبة الجزائرية لمكافحة العدو المشترك ومساعيه لإنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين واللقاء الذي جمعه بمصالي الحاج العام 1936. كما يبرز الفيلم قوة الإقناع والفصاحة التي كان يتميز بها الشيخ بن باديس، والتي جعلت منه شخصية كاريزماتية إلى جانب إظهار بن باديس وهو يتحكم جيدا في لغة موليار وذهابه إلى باريس للمطالبة باسترجاع الحقوق المسلوبة للشعب الجزائري والهوية اللغوية والدينية والثقافية للمجتمع الجزائري. وفي المشاهد الأخيرة من الفيلم، يظهر بن باديس أمام مضايقات الإدارة الفرنسية ومحاولاتها تقسيم صفوف جمعية العلماء المسلمين، حيث يقول: اذهبوا إلى الأوراس وأعلنوا الحرب . وسيتم عرض هذا الفيلم من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما وقسم السينما لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، عبر ولايات البلاد من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)