لاتزال العديد من قاعات السينما بوهران تعاني من الإهمال والانهيارات الجزئية لهياكلها؛ بسبب العوامل الطبيعية رغم كونها إرثا ثقافيا يعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي ورغم الوعود التي يطلقها في كل مناسبة القائمون على شؤون الولاية؛ من سلطات محلية، لتخصيص أغلفة مالية لتهيئتها وإعادتها إلى عهدها السابق.تعرف قاعة سينما ”مرحبا” التي كانت تُعرف باسم ”إسكوريال” والواقعة بشارع الأمير عبد القادر وسط المدينة بوهران، انهيارات متكررة منذ الشتاء الماضي، مست الشرفة وجزءا من السطح، والمشهد يعود هذا العام كذلك مع التقلبات الجوية وسقوط الأمطار وما تسببه تسربات مياهها على مستوى سطح هذه البناية، التي أصبحت تشكل خطرا على المارة، ناهيك عن تشويهها لوجه المدينة بمنظرها وتراكم الأوساخ والقاذورات بداخلها؛ في ديكور يبعث على التقزز.وقد شهدت ذات القاعة السنة الفارطة انهيارات كبيرة مست الشرفة، حسبما أكده لنا أحد أصحاب المحلات المحاذية لها؛ الذي قال إن انهيارا جديدا عرفته الشرفة العلوية والسقف تَسبب في كسر جزء من واجهة أحد المحلات التجارية، تسببت فيه رداءة الأحوال الجوية، ولحسن الحظ أن الانهيار حدث ليلا؛ حيث يعرف هذا الشارع حركة دؤوبة بسبب تواجد عدد كبير من المحلات التجارية.وأمام هذه الوضعية دق عدد من التجار المتواجدين على مستوى هذه البناية، ناقوس الخطر، وطالبوا السلطات المحلية بالتدخل العاجل، مؤكدين أن وضعية القاعة باتت تشكل خطرا على المارة، لاسيما بعد تشغيل ”الترامواي”، الذي دخل حيّز الخدمة في شهر ماي الماضي، وذلك بفعل الاهتزازات التي يُحدثها.وليس مبنى سينما ”مرحبا” الوحيد الذي يعيش هذه الوضعية المتردية، بل هناك قاعات أخرى متواجدة بالعديد من شوارع مدينة وهران تُعد إرثا حضاريا مهمّا، تعرف هي الأخرى المصير نفسه، على غرار سينما ”العصفور” و”جرجرة” و”الريكس”، وهناك قاعات أخرى استأجرها الخواص من بلدية وهران، وتحولت إلى محلات تجارية وخدماتية، بينما تبقى ثلاث قاعات للسينما استفادت من التهيئة منذ سنوات قليلة بمناسبة احتضان وهران للفيلم العربي، منها قاعة متحف السينما الوحيدة التي تقدم خدماتها للجمهور على مدار شهور السنة، وقاعتان تُستغلان خلال المواعيد الانتخابية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/11/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خ نافع
المصدر : www.el-massa.com