الجزائر

قادة العالم يستعيدون مآسيها ويتمنون عدم تكرارها



تختتم اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس، الاحتفالات بالمئوية الأولى لانتهاء الحرب العالمية الأولى، بحضور 72 رئيس دولة وحكومة في "منتدى باريس للسلام" الذي نظمته الرئاسة الفرنسية بمشاركة منظمات حقوقية وممثلي جمعيات المجتمع المدني لمناقشة مسألة الحوكمة العالمية لإقامة عالم متعدد الأقطاب، حيث تتم مناقشة مشاريع الحلول لمختلف القضايا الدولية.وكان قوس النصر في شارع الشانزلزيه في قلب العاصمة الفرنسية باريس أمس، محجا لأكثر من 70 رئيس دولة وحكومة قدموا من كل قارات العالم لإحياء الذكرى المئوية الأولى لانتهاء الحرب العالمية الأولى التي شكلت طيلة أربع سنوات أول صدام يواجهه النظام الرأسمالي العالمي.
وسار قادة العالم الذين حضروا هذه الاحتفالية في حدود الساعة الحادية عشر في اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر على طول مئات الأمتار في شارع الشانزلزيه إلى غاية قوس النصر وسط دقات أجراس الكنائس القريبة، حيث وقفوا دقيقة صمت تذكروا من خلالها تضحيات 18 مليون جندي ومدني ممن قتلوا خلال تلك الحرب المدمرة. وتقدم الرتل، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل أن ينضم إليهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب رئيس المجلس الإيطالي جيوسبي كونتي والوزير والأول الجزائري أحمد أويحيى والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك المغربي محمد السادس.. وقد استقلوا حافلتين انطلقتا من قصر الاليزيه، باستثناء الرئيس الأمريكي الذي قدم لوحده على متن سيارة خاصة رفقة زوجته ميلانيا.ولكن ما لفت الانتباه أن الرئيس الأمريكي صافح كل القادة الذين قابلهم قبل أن يتوقف فجأة عندما وصل إلى المكان الذي كان يجلس فيه الوزير الأول الكندي جوستين تريدو رافضا مصافحته على خلفية الانتقادات اللاذعة التي تبادلاها خلال قمة السبعة الكبار بكندا شهر جوان الماضي.
وتمت الاحتفالية وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، جند لها أكثر من 10 آلاف رجل أمن الذين طوقوا المكان ومفترقات الطرق الرئيسية بالعاصمة الفرنسية لتفادي أية مفاجآت غير سارة ومنع وصول مئات الفضوليين من الاقتراب من قادة دول العالم الذين شاركوا في هذه الاحتفالية.
ولم تمنع الأمطار المتساقطة طيلة نهار أمس، على العاصمة باريس مئات الفضوليين الذين تجمعوا على حافتي شارع الشانزليزيه من أجل مشاهدة قادة العالم وهم يتقدمون باتجاه قوس النصر حيث شعلة الجندي المجهول التي لم تنطفئ منذ سنة وضعها سنة 1923 في أعلى شارع الشانزلزيه وقد استحضر كبار السن ممن عايشوا أطوار تلك الحرب على قلتهم، ذكريات أبشع حرب عالمية تعرفها البشرية التي اندلعت بسبب تضارب مصالح القوى الكبرى آنذاك.
ورغم أهمية هذا الحدث الدولي والحضور القوي لقادة العالم إلا أن المنظمين منحوا أفضلية إلقاء كلمة بالمناسبة للرئيس الفرنسي الذي قال "لقد مر قرن منذ سنة 1918 وهو تاريخ يبدو بعيدا ولكن أحداثه يخيل أنها وقعت أمس، بما يحتم علينا تذكرها وعدم نسيانها".
وأضاف الرئيس ماكرون مدافعا عن علاقات دولية متعددة الأقطاب بضرورة "تكاثف آمالنا بدلا من تعارض مخاوفنا تجاه بعضنا البعض"، حاثا العالم على العمل من أجل ترقية ما سماها بالمعركة من أجل تحقيق السلم، رافضا كل أشكال العنف والهيمنة التي تحث عليها النزعة الوطنية التي ينادي بها البعض، في إشارة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تبنى منذ وصوله إلى سدة الحكم شعار "أمريكا أولا".
وكانت المناسبة فرصة أيضا لقراءة رسائل الجنود الذين بعثوا بها إلى عائلاتهم بمجرد إعلان وقف القتال والتي عبروا فيها عن مشاهد الفرحة والابتهاج التي عمت شوارع مختلف المدن الأوروبية التي قاتلوا فيها آنذاك.
ولم تكن المناسبة فقط لجنود الدول المتحاربة للتعبير عن مشاعر الفرحة ولكنها كانت أيضا فرصة للإشادة بالدور الذي لعبه جنود المستعمرات الإفريقية والآسيوية لتأكيد دورهم في حسم الحرب العالمية الأولى لصالح دول الحلف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)