ملخص:
نشأ علم الاجتماع ، لتلبية حاجة معرفية واجتماعية مرتبطة أساسا بالتغيرات الناجمة عن الثورة الصناعية والثورة الفرنسية وما أحدثته من تحولات على مستوى البناء الاجتماعي والأدوار الاجتماعية.
وتأسست المدرسة السوسيولوجية الأمريكية لتساهم في فهم وتحليل وحل المشكلات الاجتماعية الناجمة عن التحولات السريعة و عن الديناميكية الاجتماعية الموسومة باختلاف الأعراق والأعراف في الولايات المتحدة الناجمة بدورها
عن حركة الهجرة من مختلف القارات والدول. وفعلا اكتسب علم الاجتماع وعلماء الاجتماع في المجتمعات الغربية مكانة في ترتيب الوظائف والأدوار.
وحاول علماء الاجتماع العرب بدورهم الاقتراب من واقعهم الاجتماعي تارة باستيراد نظريات غربية للتفسير وتارة أخرى محاولين الرجوع إلى الفلسفة الإسلامية لاشتقاق القوانين الاجتماعية، وتارة محاولين مزج الاتجاهين معا .ويبقى علم الاجتماع سواء في جانبه النظري أو التطبيقي ومنذ تأسيسه يحمل ضمنيا رؤى وتصورات وردود فعل اجتماعية تميل إلى الايجابية أحيانا والى السلبية أحيانا أخرى حسب السياقات الاجتماعية والسياسات المنتهجة من طرف السلطة الحاكمة أو المسيرة لمختلف مؤسسات الدولة.وينصب اهتمامنا في هذا المقام في تحليل السؤال الإشكالي التالي:
هل المجتمعات العربية ببنياتها الاجتماعية وثقافتها مستعدة لتقبل علم الاجتماع بطبيعته النقدية ؟
هل هناك طلب وحاجة اجتماعية وسياسية واقتصادية نابعة من المجتمع بمختلف شرائحه، لعلم الاجتماع؟
لو كنت في مقام غير مقام البحث العلمي لأجبت مباشرة بالنفي وذلك بالرجوع إلى المكانة التي يحتلها علم الاجتماع في ترتيب العلوم وللمواقف السلبية المعبر عنها جهرا اتجاهه، من طرف ممتهنيه أولا ثم طلبته الذين يوجه جلهم إلى هذا التخصص قصرا، كون معدلاتهم لا تسمح لهم بالاختيار، ثم من موقف الذين يجهلون ماهيته سواء كانوا من عامة الناس أم من المتخصصين في علوم أخرى .
ومن هذا المنطلق فبدل البحث عن قابلية القبول وقياس درجة الحاجة سنتوجه إلى البحث عن عوامل عدم القبول وانعدام الحاجة متوكئين على ملاحظات خامة تم رصدها من الواقع الاجتماعي. إلا أننا نفضل الإجابة عن السؤال الإشكالي المطروح في المنطلق و المتمخض عن قناعات تأسست طيلة سنوات من النقاش والممارسة البحثية بعد عرض وتحليل أهم العناصر التي يمكن أن توصلنا إلى إجابة ممكنة وأقرب إلى اليقين والصواب والمتمثلة في : طبيعة علم الاجتماع وموقعه في مختلف المجتمعات وعبر حقبات زمنية مختلفة، ثم مكانة و موقع علم الاجتماع في المجتمعات العربية عامة و في الجزائر خاصة، لنتمكن من رصد بعض الملاحظات العلمية حول مسألة قابلية المجتمعات العربية لعلم الاجتماع بماهيته وخاصيته النقدية أو لنقل السوسيولوجيا بين الرفض و الحاجة و الضرورة.
Abstract.
Sociology grew up, to meet the need of cognitive and social changes associated mainly to the Industrial Revolution , the French Revolution and the transformations wrought by the social construction and social roles level.
The American Sociological school was founded to contribute to the understanding , analysions and solving social problems causez by the rapid changes and social dynamics characterized with different races and customs in the United States, resulting itself from migration movement from different continents and countries. Actually sociology and sociologists gained in Western societies a major place in the order of the functions and roles.
Arab sociologists tried to approach the social reality sometimesby importing Western theories of interpretation and at other times, trying to return to the Islamic philosophy to derive social laws, and sometimes trying to blend both directions .
However sociology, holds implicitly in its theoretical or practical side, views ,perceptions and social feedbacks positive or negative depending on the social contexts and policies followed by the governing authority or the government institutions.
Our concern on this article is to analyze the following problematic question:
Are Arab societies with their social and cultural structureready to accept sociology with its critical nature?
Is there a request or social political and economic need , from different segments of society to the sociology?
If I was in an approach other than the scientific research I would have answered negatively referring to the position occupied by the Sociology among the other disciplines and the negative attitudes toward it by the professionals and the students who are obliged to curry studies in sociology because of their law average pass mark.then the position of those who are ignorant of what sociology is, whether they are public or specialists in other fields.
From this standpoint . Instead of studying the acceptance and the need rate to sociology we will study the non acceptance and the no-need to the sociology based on the conclusions inspired of social reality.
We would prefer to answer the problematic question that issued from a convictions accumulated through debates and research. After the presentation and analysis of the most important elements that can be reached to answer as close as possible to certainty and accuracy wich is :
The nature of sociology and its position in different societies and across time periods , then the statuts and position of sociology in the Arab societies in general and Algeria in particular, to be able to collent some scientific observations on the issue of the acceptance of Arab societies including its importance and critical property or to transfer sociology between rejection , need and necessity.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - دروش فاطمة فضيلة
المصدر : أنثروبولوجيا Volume 3, Numéro 2, Pages 7-33 2017-09-01