قابض بريد يستولي على 20 مليارا من مدخرات الزبائن

في قضية غريبة تتعلق باختلاس أموال ضخمة من مدخرات الزبائن، ذنبهم الوحيد أنهم وضعوا ثقتهم في ابن حيهم القابض ببريد بوزريعة الذي تواطأ مع المفتش، وقاما بالاستيلاء على ملايير الضحايا والذين فاق عددهم ال50 ومن أبرزهم مدرب رياضي معروف.وأكد الضحايا خلال سماعهم أمام محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أن ثقتهم العمياء التي في القابض والذي كان يحسن معاملاتهم باعتباره ابن حيهم وباعتبارهم كبار سن، كان يقدم لهم معاملة تفضيلية ليستغل بعد ذلك أرقام حساباتهم ويقوم بسحب تلك المبالغ الضخمة على عدة مراحل انطلاقا من سنة 2006.وبعد انفجار الملف، اختفى المفتش عن الأنظار وظل فارا من العدالة لمدة 8 سنوات، بعد أن أصدرت النيابة أوامرا بالقبض ضده، حيث تم توقيفه في شهر أوت من السنة الماضية، ليتم إيداعه الحبس بعد إدانته في عدة قضايا.. المتهمان قاما باختلاس مبلغ مالي معتبر قدر إجمالا ب20 مليار سنتيم، حيث وجهت للمتهمين تهم تنوعت بين اختلاس أموال خاصة والتزوير واستعمال المزور.وبناء على محاضر السماع التي تم الإدلاء بها على مسامع المتهم في الجلسة العلنية من قبل القاضي والتي تضمن فحواها أن انطلاق ملف قضية الحال، جاء عقب توجه العشرات من الزبائن بمكتب بريد بوزريعة، إلى مكتب بريد الجزائر بهدف الاستفسار عن سبب اختفاء مبالغ مالية معتبرة من أرصدتهم الخاصة بحسابات التوفير والاحتياط على مستوى مكتب بريد بوزريعة، ليقرر بريد الجزائر فتح تحقيق في القضية، وبعد أن تبين صحة أقوال الضحايا، تقرر متابعة المتهم وشركائه في الجريمة بعد أن تبين أن الأموال تم سحبها على دفعات سنة 2006.. والتمس في حقه وكيل الجمهورية 10 سنوات حبسا نافذا ومليون دينار جزائري غرامة مالية مع إصدار أمر بالقبض.