نبذة عن حياة الشهيد حاكمي قدور:
الشهيد حاكمي قدور من مواليد عام 1902م نواحي الرقاصة ولاية البيض في فترة تميزت بانتهاء مقاومة الشيخ بوعمامة بالجنوب الجزائري، و التي شارك فيها آباؤه و أجداده و سقطوا شهداء أيضا.
الشهيد حاكمي قدور بن موسى بن الشيخ بن محمد بن عبد الحاكم بن نهاري بن لعموري بن التومي، أما أمه فهي فضيلة بنت دحمان، ينحدر نسبه من أولاد زياد الشراقة و من فرقة ولاد محمد، و قبيلته ذات شأن عظيم في التاريخ و الأصالة، ذكرها ابن خلدون في تاريخه كما أشار إليها الدكتور يحي بوعزيز في مؤلفاته، و المفكر عمر رضاا كحالة في مؤلفه الموسوم بـ: معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة.
كان في فترة الخمسينات من القرن الماضي يُجري اتصالات سريَّة مع أعضاء جيش التحرير الوطني و خاصةعام1955م حينما اتصل بسرية المجاهدين بالمنطقة أثمرت بالاعتراف له بصفة العضوية في صفوف جيش التحرير الوطني عام 1957 و بقي فترة زمنية يمول الجيش بالعتاد و الأقمشة و الأكل، و يشد الرحال نحو آفلوا و جبل القعدة و جبل عمور نواحي العينالصفراء، و هو في كل هذا كان يغير مكان إقامته و مجال تحركه، حتى لا يكتشف العدو أمره، غير ان هذا الأخير (العدو) استطاع أن يلقيَ القبض عليه سنة 1956م، و زُجَّ به في سجن تيارت، ليمكث فيه مدة سنة و ثمانية أشهر، و في هذه الفترة كان قد حُكِمَ عليه بالإعدام، لكن ألوان العذاب التي ذاقها في السجن بدت للمستعمر أنها إعداما من نوع خاص، فقد عُذِّب بالكهرباء ثم بإطلاق الكلاب تنهش جسده و هذا بعد أن يُلَف برباط يمنعه بالحركة، وتجدر الإشارة- وهذا حسب شهود عيان- أن شرذمة من المرتدين كانوا وراء إلقاء القبض عليه، و وراء تعذيبه، و من هؤلاء من قضى نحبه و منهم من ينتظر و لكنهم بدلوا الوطن بالمستعمر﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ سورة المائدة الآية(54)
و تجدر الإشارة أن صنوف العذاب التي تعرض لها الشهيد أثرت تأثيرا بالغ على صحته بعد ذلك، و دعا الله تعالى- و هذا بشهادة أبنائه و بناته و بني عمومته و جيرانه و عشيرته- أن يأخذه إليه شهيدا.
و عندما أُطلِق سراحه بداية 1958م عاود عمله الجهادي و لكن هذه المرة كثَّف منه و نوَّع فيه، فكان يأخذ جنود منطقة القعدة بمنطقة آفلوا إلى مدينة معسكر باعتبارها منطقة تلية، بل أبعد من ذلك (منطقة واد ارهيو بغليزان) و على هذا الأساس بدأ عمله الجهادي متراوحا بين الانتقال من الصحراء إلى المنطقة التلية أو العكس.
و يمكن لنا أن نختصر عمله الجهادي مع أولاده و بناته و خيمته الراحلة كالآتي:
1- الهجرة إلى القيشة ( منطقة بين الرقاصة و عين السخونة أي منطقة الأحرار اولاد راد حاليا).
2-ثم إلى سيد المصطفى نواحي سيد الناصر و إلى القويبة نواحي عين الذهب.
3- ثم الكراكر و إلى ضايت الطرفة نواحي ولاية البيض.
4- ثم إلى ركنة المثنان أيضا نواحي زبارة لرطى بولاية البيض.ثم إلى زبارة لرطى.
و في 1960م امتد إليه يد المنون و أرداه شهيدا، ذلك عندما أطلقت عليه الطائرة الحربية الرصاص و هو يؤدي واجبه الجهادي صحبة "سي السانوج"- مجاهد نواحي غليزان- و "السي بلقاسم"-من منطقة الشاوية- و البطل الشهيد حداد الزحزاح الذي استشهد بعد اليوم الذي التحق فيه بصفوف جيش التحرير الوطني مباشرة، و كذلك زكريا المجدوب الذي سقط معه شهيدا و هو منطقة تلمسان.
قال تعالى:( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 ) سورة آل عمران
حاكمي إسماعيل - سعيدة - الجزائر
23/11/2018 - 390669
تاريخ الإضافة : 30/10/2013
مضاف من طرف : guerredalgerie