الجزائر

فيما يستعد العالم لتطليق الكمبيوتر المحمول لصالح الهاتف النقال في 2014 تطور تكنولوجيا الاتصالات في الجزائر يتوقف في 2008



تعيش الجزائر في 2013 بسياسات ومخططات تم تسطيرها في 2008، على الأقل بالنسبة لتكنولوجيا الاتصالات التي لم تبرح مكانها ولم تواكب التطور الذي يعرفه العالم، على الرغم من الحراك الشباني الكبير الذي يبقى على اطلاع وثيق بكل مستجدات هذه السوق التي تتقدم وتتطور بشكل سريع جدا، وفي الوقت الذي يستعد فيه العالم لتحويل الربط بالإنترنت من الكمبيوتر المحمول إلى الهاتف الجوال في آفاق 2014، لا يزال ملايين المشتركين الجزائريين يتطلعون إلى تسريع تدفق الإنترنت من خلال منح رخصة استغلال الجيل الثالث من الهاتف النقال.
ويشير الخبير ومستشار تكنولوجيا الإعلام والاتصال، السيد يونس قرار، أن سنة 2014 ستعرف انتقالا كبيرا في استعمال تكنولوجيا الهاتف النقال والإنترنت، بحيث ستكون هذه السنة بداية التطليق التدريجي للكمبيوتر المحمول وربطه بشبكة الإنترنت، ليعوضه الهاتف النقال الذي أصبح التكنولوجيا الأكثر قوة في العالم والأكثر شعبية، على اعتبار أن عدد الهواتف المحمولة المتداولة تفوق خمس مرات عدد أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمستعملة.. وعليه سيصبح النقال السبيل المفضل للولوج للمحتويات والخدمات عبر الواب. ومن هذا المنطلق، يتفق الخبراء على أن العالم يتجه تدريجيا نحو الاستغناء عن الكمبيوتر المحمول لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالكلفة التي تتطلبها عملية توصيل الألياف من مناطق إلى أخرى وكذا حجم وثقل الكمبيوتر في حد ذاته..ناهيك عن مساهمة الهاتف النقال في توصيل المعلومة والقضاء على الفقر والجهل في أقصى مناطق العالم وأكثرها عزلة وفقرا، وذلك بفضل الجيل الثالث والرابع وقريبا الخامس للهاتف النقال والتي ستسمح لهم بالربط بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف وضع وتوسيع شبكات الهاتف النقال.
وفي خضم كل هذا الزخم التكنولوجي، يتساءل الخبير، أين وصلت الجزائر لمواكبة التطور الحاصل ؟ الأكيد أنها لن تحيد عن هذا التقدم، والدليل الأرقام التي تسجلها سوق الاتصالات التي تحصي 37 مليون مشترك في شبكات الهاتف النقال، مقابل مليون مشترك في شبكة الإنترنت ”أدياسال” وهو ما يوضح ويؤكد أن الثورة الرقمية الجزائرية ستكون ”جوالة” حسب السيد يونس قرار، يبقى أن تسرع السلطات العمومية من إجراءاتها لتسهيل هذا الانتقال. علما أن السن العملي لسوق الاتصالات اليوم هو في الحقيقة لم يتحرك عن 2008، ليبقى فارق العمر بيننا وبين الدول المتقدمة يفوق الخمس سنوات .
وخلال دورة تكوينية حول موضوع: ”التكنولوجيات والاستعمالات المتنقلة”، نظمتها أمس نجمة لفائدة الصحفيين، تطرق السيد قرار إلى التقدم الكبير الذي يعرفه استعمال تكنولوجيا الاتصالات في بلادنا من قبل فئات عمرية متوسطة وشابة، مقابل تباطؤ كبير في السياسات والمخططات الخاصة بهذا القطاع، والدليل أنّ مشروع الجزائر الإلكترونية الذي أطلق سنة 2008 لم يبرح مكانه ولم يتحقق منه شيء، والأحرى أن يعاد تعديله نحو الجزائر المتنقلة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)