مشكل الأراضي البيضاء، أو ما تسمى لدى الأسر والعروش التي تملك أراضي فلاحيه شاسعة “الشيوع”، خاصة منها تلك الأراضي الخصبة، مصدر الكراهية والشقاق، ويدخل أبناء العائلة الواحدة أوالعرش في صراع مرير ينتهي في أغلبه بأروقة العدالة.
النزاع يكون عادة حول محاولة فرد من العائلة بيع “نصيبه” في التركة أو البناء على تلك القطعة الأرضية، فيما تفاجأ العائلة في بعض المرات بظهور فرد من أبناء العمومة بوثائق يطلق عليها تسمية “العرف” ينازع بها أفراد العائلة، حيث أضحت هذه الأراضي محلّ شجارات عنيفة تصل إلى حد القتل واستعمال الأسلحة النارية، كانت أخرها الشهر المنصرم عندما حاول 04 إخوة الانتحار حرقا بيلل، بعدما منعوا من بناء منزل من طرف ابن عمهم الذي أظهر أوراق توضح ملكيته للأرض، وهو الأمر الذي لم يهضمه الإخوة، متهمين إياه بالتزوير.
وأضافت العديد من العائلات العريقة ممن عاشوا الصّراعات حول أحقية ملكية الأراضي الفلاحية الموروثة أبا عن جدّ، على غرار عرش أولاد بلحاج جلول، وأولاد العربي ببلدية اولاد السلام، أن الصّراعات تبقى قائمة ما لم تتمّ إجراءات تطهير كاملة ودامغة لها، لإزالة الكراهية والأحقاد بين أفراد العائلة باعتبار أن الصّراع “القبلي” قد تراجع بتعاقب السّنوات واحتكام المتخاصمين للعدالة لفضّ النّزاعات القائمة، بدل اللجوء إلى مبدأ القوة والاعتداء. ويردفون أن أرواح كثيرة أزهقت في أكثر من منطقة، خاصة بالبلديات النائية الّتي يعتمد فيها المواطنون على كسب أرزاقهم من أراضيهم الفلاحية، وأن الشّجارات انتقلت من فتنة العروشية حين كانت الدّواوير آهلة بالسّكان التي أفرغتها العشرية السوداء من سكانها إلى صراع أروقة العدالة، وهو ما أفرز تراجعا في الشّجارات، حيث أصبحت محدودة لتنتقل إلى العائلات. والغريب في الأمر أن هناك من الأخوة من مات قاطعا رحم إخوته أوحتى والده بحكم حساسية التّفضيل.
وبالمقابل أبدى العديد من المواطنين ارتياحهم تجاه عملية مسح الأراضي الفلاحية بشقيها الحضري والرّيفي، والتى تعد كفيلة باحتواء نسبة كبيرة من هذه النّزاعات، حيث تسهم في دفع أفراد العائلات على تحديد حدود ومعالم قطعهم الأرضية، لاسيما بالبلديات ذات الخصوصية الفلاحية ذات الأراضي الخصبة.
وفي ذات السياق ذكر مصدر من مديرية مسح الأراضي بولاية غليزان، في حديث لـ”الفجر” أن عملية مسح الأراضي بشقيها تسير وفق البرنامج المسطر في ظل مجهودات كبيرة تقام في هذا الشأن، حيث تمت عملية مسح الأراضي بـ22 بلدية من أصل الـ38 المشكلة لإقليمها، بينما تتواصل عملية مسح الأراضي ببلديات الحاسي وسيدي لزرق ومديونة، في حين توشك العملية على الانتهاء ببلدية سيدي أمحمد بن عودة أكبر بلديات الولاية مساحة.
وقد بلغ إجمالي المساحة “الممسوحة” إلى غاية 31 دسيمبر المنصرم أكثر من 32646 هكتار، أي شملت 15431 ملاّك أراضي، في حين وجه ذات المصدر نداء للمواطنين المعنيين بمد يد المساعدة والحرص الدائم على ممتلكاتهم، خاصة ساعات خروج فرق المعاينة بمناطقهم.
بلفوضيل لزرق
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com