الجزائر

فيما زاد ضغط اللاجئين على الدول المستقبلة تصاعد حدة الصراع المسلح في سوريا



كثف مسلحو المعارضة السورية من هجماتهم ضد سلاح الجو النظامي ضمن مرحلة جديدة في صراع دام استعصى على المجموعة الدولية وقف نزيفه بعد أزيد من عام ونصف العام من اندلاع الأزمة في سوريا.
وشن، أمس، المسلحون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد هجمات جديدة ضد أهداف عسكرية تابعة للقوات النظامية من مطارات وقواعد جوية في وقت تواصلت فيه أعمال العنف في حصد مزيد من الأرواح في مناطق مختلفة من البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين المسلحين هاجموا، أمس، عدة حواجز للجيش في دير الزور وحماة شرق ووسط سوريا بعد ساعات من استيلائهم على مبنى للدفاع الجوي واستهدافهم مطارا في شرق سوريا، مضيفا أن "مقاتلين من الكتائب الثائرة" اقتحموا مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور وهاجموا أيضا مبنى الأمن العسكري ومطار الحمدان العسكري بنفس المدينة.
من جانبها، أعلنت مصادر إعلامية أن قوات الأمن والجيش السوريين أحبطت هجوما شنه المسلحون على قاعدة تدريب جوية قرب محافظة حلب، وقالت إن هذا الإعلان جاء ردا على بث تسجيل مصور يظهر سيطرة كتائب تابعة لما يعرف ب "الجيش السوري الحر" على مواقع في مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب.
بالتزامن مع ذلك، تم العثور على 18 جثة مجهولة الهوية بالعاصمة دمشق وريفها، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أصحابها يكونوا قد قتلوا رميا بالرصاص.
وحسب المرصد فإن شهر أوت الماضي سجلت فيه أدمى حصيلة منذ اندلاع الأزمة شهر مارس من العام الماضي بمقتل 5 آلاف شخص، وهو ما جعل وزير الخارجية الصيني يانغ جيشى يخرج عن صمته، أمس، ويعرب عن قلق بلاده المتنامي إزاء تدهور الوضع في سوريا.
وتطرق يانغ إلى مخاوف الصين خلال محادثة هاتفية أجراها مع الموفد الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، حيث قال إن "الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم"، وأن الصين "قلقة جدا حيال ذلك وتتابع عن كثب المشاكل الإنسانية التي تسببها المعارك في هذا البلد".
وتشكل مسألة اللاجئين السوريين الذين يتزايد عددهم بشكل كبير تجاه دور الجوار معضلة جديدة تضاف إلى مخلفات النزاع المسلح في سوريا، خاصة بعد أن أعلنت كل من تركيا والأردن عدم قدرتهما على استيعاب المزيد منهم.
وتطالب الأردن المجموعة الدولية بتوفير مبلغ 700 مليون دولار حتى تتمكن من استقبال حوالي 240 ألف لاجئ سوري فروا من جحيم حرب ضارية تعصف ببلادهم.
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة إن بلاده "ضحية من ضحايا الأزمة السورية وعلى العالم أن يفتح جيوبه لتقديم الدعم لاستقبال المزيد من اللاجئين السوريين".
وكانت تركيا التي تستقبل حوالي 80 ألف لاجئ سوري قد أكدت عدم قدرتها على استيعاب المزيد وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك من أجل إقامة مناطق عازلة في سوريا بهدف ضمان حماية الفارين من الحرب الدائرة رحاها في سوريا.
وهي مناطق أقرت فرنسا ومعها بريطانيا بصعوبة إقامتها لأن ذلك يتطلب أولا فرض منطقة حظر جوي في سماء سوريا الأمر الذي لا يمكن بلوغه دون الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن الدولي المنقسمة مواقف أعضائه بين مؤيد ومعارض للنظام في دمشق.
ومع تصاعد حدة وتيرة العنف في سوريا استبعدت روسيا أن يبادر الرئيس بشار الأسد في وقف القتال، واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه من السذاجة أن تنتظر دول عربية وأخرى غربية إلى أن يبادر الرئيس السوري بشار بوقف القتال وسحب قواته من المدن ثم ينتظر أن تحدو المعارضة حدوه.
وقال "عندما يقول شركائنا إنه يجب على الحكومة وقف المعارك وسحب كل قواتها المسلحة من المدن وتكتفي بدعوة المعارضة لعمل نفس الشيء فهذا سيناريو غير واقعي أو أن هؤلاء ساذجون أو نوع من أنواع الاستفزاز".
وليس ذلك فقط، فقد عبر لافروف عن أمله في أن يستخدم الوسيط الدولي في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي الأفكار التي تضمنها اتفاق جنيف قبل حوالي الشهرين كأساس في مهمته التي شرع فيها قبل أيام قليلة وتشير كل المعطيات إلى أنها ستكون صعبة إذا لم تكن مستحيلة لاحتواء الوضع الدامي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء بعدما تجاوزت حصيلة قتلاه 25 ألف شخص.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)