فيما تعرف لحوم الأبقار والماعز عزوفا

أصبحت لحوم الإبل، (اللحم الأحمر للجمل)، الغني بفوائده الغذائية هذه الأيام من المواد الاستهلاكية الأكثر طلبا ورواجا في أوساط المستهلكين بولاية غرداية. وتمت مراقبة ما لا يقل عن 760 طن من اللحوم الحمراء الطازجة من قبل الأطباء البياطرة خلال 2017 عبر ست مسالخ متواجدة بإقليم الولاية، حسب ما تضمنته حصيلة أعدها بياطرة ولاية غرداية. وتبرز ذات الإحصائيات أن لحوم الإبل بكمية استهلاك تقدر ب414 طن (1.923 رأس من الجمال) بمعدل يفوق ال54 في المائة من اللحوم الحمراء المذبوحة والمراقبة بغرداية، أنها تحتل مكانة محورية ضمن عادات الطبخ لدى سكان المنطقة. ودائما بالنسبة للحوم الحمراء، فإن استهلاك لحم الأغنام تأتي في مرتبة ثانية بنسبة 25 في المائة بواقع 195 طن من ضمنها أكثر من 80 في المائة تتشكل من لحوم الخرفان فيما يسجل أن لحوم الأبقار والماعز هي الأقل استهلاكا بمعدل على التوالي أكثر من 13 في المائة (106 طن) وما يفوق ال5 في المائة (44 طن). وتعود عوامل رواج وانتشار استهلاك لحوم الإبل وفضلا عن عادات الطبخ السائدة بمناطق الجنوب ما تتميز به من فوائد غذائية ومذاقها الذي يعود إلى نوعية الحشائش الجافة والأعشاب التي تتغذى منها قطعان الجمال بالمراعي الصحراوية. وفي هذا الخصوص، أوضح مصطفى بوتاروك، صاحب محل قصابة بوسط سوق غرداية، أن لحوم الإبل لا سيما منها لحم الحاشي (الجمل الصغير) والذي يتراوح سعره ما بين 850 إلى 1.400 دج للكلغ الواحد، وفضلا عن نوعية مذاقه، فهو لحم حيوي بنسبة 100 في المائة ويحمل خصائص تحمي من مرض السكري والسمنة وأخطار الإصابة بأمراض القلب والشرايين وذلك بالنظر إلى انخفاض نسبة التركيز للكوليسترول. وتشكل بقايا وهياكل لحم الإبل المسلوخة المعلقة بالسنانير بواجهات محلات القصابة والتي تصنع ديكورا خاصا مثار فضول المارة والزوار وأيضا السياح الذين يقصدون سوق غرداية. ويحاول عديد باعة اللحوم إلى إغراء الزبائن المارين أمام محلاتهم وذلك من خلال شرح لهم ما يحمله لحم الحاشي من فوائد غذائية وما يتميز من مذاق ساحر سهل الهضم يحتوي على نسبة ضعيفة من الكوليسترول وغني بالفيتامينات والمعادن ولاحظنا خلال السنوات العشر الأخيرة ارتفاعا سنويا للاستهلاك لهذا النوع من لحوم المواشي من 2 إلى 3 في المائة ، مثلما ذكر من جهته، مصطفى، صاحب محل قصابة بحي ثنية المخزن الشعبي.