الجزائر

فيلم وثائقي لجان أسيلماير يرصد تضحيات الفرنسيينالتحقوا بالثورة من أجل تحرير الجزائر


 
وجدت إسرائيل نفسها مجددا في قفص الاتهام بعد قرار مجلس حقوق الإنسان الاممي أول أمس تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بشأن انتهاكات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي رد فعل متوقعة سارعت حكومة الاحتلال إلى إعلان رفضها القاطع للتعاون مع هذه اللجنة التي تعتبر الأولى من نوعها في ضربة لإسرائيل من جهة وانتصار للجانب الفلسطيني المغتصبة حقوقه بقوة الحديد والنار من جهة أخرى.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وافق الخميس الماضي على تشكيل أول بعثة تحقيق دولية مستقلة بشأن تداعيات بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية التي من المفروض ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
واعتمد مجلس حقوق الإنسان القرار بأغلبية 36 صوتا وامتناع 10 عن التصويت من بينهم ايطاليا واسبانيا وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت ضد القرار في تصرف معتاد من قبل اكبر دولة في العالم والحامي رقم واحد لإسرائيل. 
ويطالب القرار بإرسال ''بعثة تحقيق دولية مستقلة... لتقصي الحقائق بشأن تداعيات المستوطنات الإسرائيلية على الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني''.
وهو القرار الذي رحبت به السلطة الفلسطينية وقال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة إن ''هذا موقف دولي جديد يدعم الحقوق الفلسطينية ويبعث برسالة إلى إسرائيل من المجتمع الدولي مفادها أن الاستيطان غير شرعي ويجب أن يتوقف بالكامل''.
ويأتي قرار مجلس حقوق الإنسان في وقت كشفت في صحيفة ''الغرديان'' البريطانية عن تقارير سرية لمسؤولين بارزين بالاتحاد الأوروبي تقر بأن المستوطنين اليهود بالضفة الغربية يشنون حملات منهجية ومتزايدة من أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الوقت الذي تغض فيه السلطات الإسرائيلية الطرف عنها.
ونشرت الصحيفة مقتطفات من تقرير أعده رؤساء بعثتي الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله وجاء فيه ان أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال ثلاثة أعوام.
وأشار التقرير إلى ان المستوطنين شنوا 411 هجوم العام الماضي مما أسفر عن استشهاد العديد من الفلسطينيين والتسبب في أضرار مادية وذلك مقابل 132 هجوم عام .2009

أكدت السلطات العراقية، أمس، عزمها على عقد وإنجاح القمة العربية المقررة بالعاصمة بغداد نهاية الشهر الجاري رغم استمرار العمليات التفجيرية والهجمات الانتحارية في مختلف أنحاء البلاد والتي تخلف في كل مرة سقوط العشرات من الضحايا.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان أصدرته تعليقا على التفجيرات التي استهدفت أول أمس العديد من المدن العراقية وأدت إلى مقتل العشرات إن ''الأعمال الإرهابية لن تثني العراق عن إنجاح القمة العربية المقرر انعقادها في البلاد في الـ 29 مارس الجاري''.
وجاء في البيان ''إننا في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل الإرهابي والواقفين من إرهابيين ومحبطين سياسيا، نؤكد عزمنا وتصميمنا على هزيمة الإرهاب واستمرار العمل في دوائر الوزارة بانتظام''.
وهو الموقف نفسه الذي أكده سعد المطلبي عضو ائتلاف ''دولة القانون'' التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذي اعتبر أن الهدف من التفجيرات التي تعرضت لها بلاده أمس هو ''منع انعقاد القمة العربية في موعدها المحدد''.
وبينما أكد أن هذه ''التفجيرات لن تؤثر على انعقاد القمة العربية''، أشار المسؤول العراقي إلى وقوعها في مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء مقر انعقاد القمة في محاولة لطمأنة المشاركين بقدرة أجهزة الأمن العراقية على حماية أمنهم وسلامتهم.
وكانت عدة مدن عراقية اهتزت أول أمس على وقع سلسلة تفجيرات دامية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 50 قتيلا وجرح 200 آخرين من بينهم عناصر من قوات الأمن.
وهي التفجيرات التي أعلن ما يعرف بـ''الدولة الإسلامية في العراق'' أحد فروع تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، وقال في بيان أمس إن مقاتليه هاجموا المخطط الأمني الذي وضعته الحكومة العراقية بهدف تأمين القمة العربية.
وأثارت هذه التفجيرات موجة إدانة داخلية وخارجية واسعة، حيث سارع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إلى التحذير من أن ''العراق يعيش اليوم أزمة جديدة وخطيرة''، معتبرا أن ''البلد يتجه نحو الهاوية إذا استمر الحال على ما هو عليه''.  ودعا بارزاني جميع القيادات السياسية في بغداد إلى عقد اجتماع عاجل لحل الأزمة وفق ما تم الاتفاق عليه، وقال إن ''فئة قليلة على وشك جر العراق باتجاه الديكتاتورية ويتفرد زعيمها بالسلطة لتظهر ثلة من الأشخاص يحتكرون السلطة ويبنون إرهابا فكريا وفي هذه الحالة يكون من غير الممكن أن ينتقدهم أحد أو يعبر عن رأيه وإلا أصابهم الهياج وبدئوا يتهجمون بلا هوادة''.
وكانت الإشارة واضحة باتجاه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تسبب في اندلاع أزمة سياسية حادة لا تزال قائمة في الساحة العراقية إثر إصداره قرارا بالقبض على طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السني بتهمة تورطه في عمليات تفجيرية خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق.
وعلى الصعيد الخارجي؛ أعربت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عن تأييد واشنطن الكامل لاستضافة العراق لقمة جامعة الدول العربية بمشاركة جميع الأعضاء، وقالت إن ''الهجمات التي حدثت في العراق لا ينبغي أن تؤثر بأي شكل من الأشكال على انعقاد قمة بغداد''.
نفس الموقف عبرت عنه روسيا التي قالت إن تلك التفجيرات الغاية منها محاولة إفشال القمة العربية المقبلة، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن ''هذه الأعمال الإرهابية الوحشية تدل على محاولات الإرهابيين زعزعة الوضع وإشعال فتنة طائفية عشية عقد القمة العربية في بغداد''.
كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بشدة التفجيرات ووصفها ''بالإرهابية'' و''غير الإنسانية''، وقال إن ''هذه العمليات الإرهابية ''الحاقدة'' تستهدف الاستقلال والسلام والاستقرار والهدوء في العراق''.

أشرف مساء أمس السيد المنسق العام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة2011 عبد الحميد بلبليدية ممثل معالي وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي بمعية سعادة سفير دولة فلسطين بالجزائر السيد حسين عبد الخالق، على افتتاح الأيام الثقافية لدولة فلسطين بقصر الثقافة.
هي ذي فلسطين الحبيبة التي لم تتعب من ترويض التاريخ والركض في ميادين المقاومة والصمود، من تخضيب ترابها الطاهر بالدماء الزكية وبإشعال  فراديس الجنان بأرواح أبنائها لتحلق في سماء الخالدين، تستحضر من تلمسان عمر مجدها المتوالد عبر التاريخ وتلف منارة ضريح سيدي بومدين بمنديل مجاهد يستوحي من حطين دروسا لعرس الانتصار والعودة.
كانت البداية من هناك لافتتاح المعرض الرمز الذي انتقته فلسطين من الجرح ومن فجر حضارتنا الإسلامية، فبدأت الحديث من قبة الصخرة التي تتعرض للانتهاكات من فوق الأرض وتحت الأرض.
كم كانت العلاقة متينة بين العلم وتعمير الأرض حينما  كتبت الأنامل الفلسطينية هندسة الحرف العربي السماوي وهو يشكل ذلك الفن المبهر فكانت لوحات خطية بالخط الكوفي الهندسي بخط الفنان شلبي الذي بدأه ''بسم الله'' و''لفظ الجلالة'' ولوحة أخرى تقتبس جملة من العهدة العمرية، ثم لوحة استضاءت بآيات قرآنية ''ما شاء الله''، و''توكلت على الله''، ولوحات أخرى تقول للقدس ''عيوننا إليك ترحل كل يوم'' وكلمات منحوتة من أشعار درويش ''لا تترك الحصان وحيدا«''  و''على مثل هذه الأرض ما يستحق الحياة''.
كما طاف الوفد الفلسطيني رفقة المنسق العام لتظاهرة تلمسان، بالجناح الذي عرضت فيه صور فوتوغرافية للمواقع الأثرية الفلسطينية التي هي الأخرى تصارع الاغتيال بأبشع أنواعه ولا تظهر للعدو رغم الأضرار الجسيمة التي ألحقها بها في حفرياته، سوى أنها مدينة عربية وليس في بطن ثراها إلا ذلك العربي وأن كل ما يحاول الصهاينة استنساخه ما هو إلا جين مستورد  يلفظه رحم هذه الأرض الذي لا تنبت فيه إلا النطفة الطاهرة. رغم المحاولات الصهيونية هناك مقاومة تتجلى في ترميم الآثار ونفخ فيها الروح من جديد، وذلك ما أكدته الصور التي حاول فيها العدو غلق كل المنافذ والطرقات حتى لا تصل مواد الترميم وإعادة التأهيل إلى المعالم الأثرية، إلا أن الإنسان الفلسطيني لم يعدم وسيلة في الحفاظ على هويته الأثرية، فلجأ إلى نقل هذه المواد في عربات تجرها الخيول التي لم تسلم هي الأخرى من الاعتقال والتوقيف، وهذا ما عبرت عنه صورة لحصان تم توقيفه لمدة ثلاث ساعات متلبسا بنقل وحمل مواد البناء والترميم.
كما وقف الوفد أمام صور مدينة قصبة الخليل عليه السلام، ومن ثم دخل الوفد الى قاعة المحاضرات حيث ألقى السيد عبد الحميد بلبليدية كلمة الافتتاح، التي أكد فيها أن اختيار فلسطين كمسك لاختتام الأيام الثقافية الدولية، لدليل قاطع على احترامنا وتقديرنا وتضامننا مع هذا الشعب الأبي، الذي بقي صامدا ومدافعا عن ارضه بشجاعة كبيرة وإرادة قوية.
أما رئيس وفد دولة فلسطين بعاصمة الثقافة الإسلامية تلمسان لسنة ,2011 فقد اكد ان المجيئ من فلسطين، من القدس ''لأننا ندرك أنكم الأكثر دراية بهمومنا، لأن الجزائر قاومت محاولات محو تاريخها، ويقاوم الشعب الفلسطيني محو التاريخ  العربي في فلسطين، الذي يكمن خلف كل المجازر وأعمال الهدم والتهجير والتخريب والاستيطان التي تضعها وتمارسها إسرائل في جدول أعمالها''.
واختتم رئيس الوفد كلمته بتحية مقدسية الى الجزائر.

تضمّن كتاب ''المسرح العربي.. مسيرة تتجدّد'' الصادر مؤخرا عن مجلة ''العربي'' الكويتية إشارة إلى التجربة الجزائرية، من خلال مقال ''تجارب جديدة في المسرح الجزائري'' للأستاذ بغداد أحمد بلية، وذلك في سياق استعراضه لتجارب أبي الفنون في بعض البلدان التي قليلا ما يتم التعرّف عليها، سواء في المشرق العربي أو في المغرب العربي.
ويبيّن المقال كيف بدت الجزائر في بدايات القرن الماضي، مجتمعة حول أعمال ''المدّاح'' أو ''الراوي'' الذي يجول في الأساطير وتاريخ المجتمع وتراثه، حيث ظهر مسرح المقهى في النصف الآخر من القرن العشرين، الذي اعتمد على ممثل واحد أو ممثلين، أمّا المسرح الحلقي في الأسواق والتجمعات، فهو شائع ومستمر في مناطق من الجزائر حتى اليوم.
ثم عرض الأستاذ بلية بعض الأسماء الذين يذكر معها، المسرح الحديث، من أمثال ولد عبد الرحمن كاكي، الذي يرى ضرورة توظيف التراث في المسرح، وكذلك المسرحي عبد القادر علولة الذي كان مغرما بالمونودراما، أو مسرحيات الممثل الواحد.. وغيرهما، ووضّح، في الكتاب، اهتمام إدارة تحرير ''الكتاب العربي'' بالمسرح الجزائري، وهو البلد الوحيد الذي حوله أكثر من مقال، كما في مقال ''المظاهر الأرسطية في مسرح عبد القادر علولة، للكاتب والمسرحي لخضر منصوري.
يعنى كتاب''المسرح العربي.. مسيرة تتجدّد''، بالتركيز على تحليل وبحث المسرح بمختلف جوانبه وتفرّعاته، إذ تضمّن جملة حوارات وتفاصيل تاريخية حول بعض مهرجانات المسرح، بالإضافة إلى المقالات النقدية والتحليلية لفن المسرح، وأشار الدكتور سليمان العسكري- رئيس تحرير ''العربي''، في شأن الكتاب، إلى أنّ مجمل المقالات هي حصيلة ما نشر خلال عشرين عاما سابقة(من 1990 إلى غاية العام2011م).
يتضمّن الكتاب ثلاثة محاور، يناقش الأول فيها قضية ''هوية المسرح العربي''، وهو عنوان المقال الأول للكاتب حسن عطية، إذ يعالج فيه عطية مفردات محور بحثه بشأن التساؤل الذي يسوقه، وهو: ''هل يمكن حقا إنقاذ المسرح العربي من وحدته، مع إمكانية قيامه بالدور التنويري المنوط بالمسرح؟''، كما تناول الباحث رياض عصمت، في الكتاب، قضية جدوى استحضار الموضوعات التقليدية والتاريخية، وعرضها على خشبة المسرح، مستعرضا ذلك عبر التركيز على تلك المسرحيات التي عالجت الأفكار التراثية من ألف ليلة وليلة.. وبدا أنّه يميل إلى عدم جدوى تناولها.
ورصدت الأبحاث التالية في الكتاب، الشكل المسرحي، سواء بعرض ''الشكل الملحمي في المسرح الرحباني، بين أرسطو وبرشت''، للكاتب نبيل أبو مراد، أو بتناول الشكل الغنائي في المسرح، وهو ما تناولته نسرين رشدي، حيث انتهت إلى أنّ المسرح والأوبرا فنان لا يلتقيان، وإن بدا المقال الأخير حول مهرجان ''قرطاج'' لخالد سليمان، كمحاولة لالتقاط ظاهرة التجريب وتشجيعها، فيما تم عرضه من مسرحيات.
بدا المحور الثاني، محاولة لرصد ماهية وتطور أغلب التجارب المسرحية على مستوى بعض البلدان العربية، وذلك بداية من التجربة الكويتية التي رصدها أحمد عبد الحليم، وذلك منذ ولادته حتى مرحلة النضج، ولعلّ أكثر ما يلفت الانتباه، أن رواج مسرح الطفل كان الظاهرة الغالبة في الإنتاج المسرحي الكويتي، وهو رأي توافقت عليه الأسرة الكويتية ورغبة الفنانين أنفسهم، ويتناول الكتاب، أيضا ''واقع المسرح اللبناني''، بقلم نديم جرجورة، إذ يسلط الضوء على مضمون وواقع المسرح اللبناني في الفترة من عام 1990م إلى ما بعدها، انتهى جرجورة إلى أن المسرح يبدو معزولا عن الحوار الاجتماعي والنقاش، وذلك على العكس من الفترة السابقة على الحرب اللبنانية. ويرى أن المسرح في ذلك يعبر عن الحالة الثقافية الاجتماعية.
كما يعرض بحث خالد سليمان، في الكتاب، حول المسرح المصري، واقعه وتطوّره، منذ أن نقله أبو خليل القباني، قبل قرنين، وصولا إلى مختلف المراحل اللاحقة الأخرى، كما قدّم الناقد المغربي سعيد الناجي، صورة مضيئة عن المسرح في المغرب (نشر الموضوع عام2003م)، وقد بررّ الكاتب تلك الصحوة بعدّة عوامل، وهي الدعم المادي من الدولة، تشكيل الفرق المسرحية المحلية، بروز خريج متخصّص جديد من المعاهد الفنية، تراث مسرحي تراكم منذ فترة سابقة.
وتوقّف الناقد اللبناني عبيدو باشا، في بحثه المنشور بالكتاب، عند سمات التجربة الرحبانية المسرحية، وكيف أنتجا المسرحية الغنائية، وقد قدّم لمقاله بأنّ الشقيقين يكتبان الشعر، وأنّ المسرحية الشعرية لن تجدي لو لم تكن مسرحية غنائية، فقدّما تجربتهما في المسرحية الغنائية، كما يتحدّث عن الظلم الذي وقع على منصور الرحباني، بفعل الهجوم عليه، بعد غياب عاصي (وفاته).
وكان المحور الثالث في الكتاب بعنوان ''من أعلام المسرح العربي''، وتناول بعض أشهر الأسماء المسرحية العربية، فكان الحوار مع الفنانة الكويتية حياة الفهد، وقد أجراه سليمان الشطي، عندما سلّط الضوء على تجربتها وآرائها، مبيّنا كيف دخلت ميدان الفن والمسرح خلال عام 1963م، وذلك وسط مفاهيم اجتماعية متحفّظة، والحوار تحت عنوان ''فنانة مسرحية في مجتمع الحجب والحجاب''، أمّا حول الفنانة فيروز، فقد تضمّن الكتاب مقالة للناقد نبيل أبو مراد، تحت عنوان ''فيروز.. بطلة المسرح الرحباني''، وفيه بدت ''فيروز'' نجمة مسرحية وممثلة مسرح، لا نجمة غناء فقط، حيث أدّت كلّ مسرحيات الرحباني باستثناء مسرحيتين فقط، وأبرز أبو مراد كيف كان وجود فيروز إضافة فنية لإثراء الأعمال المسرحية.
وقدّم الناقد السوري فايز الداية، مقالا حول أعمال المسرحي التجريبي وليد إخلاصي، وأشار فيه إلى تجربته الفريدة عبر ست مسرحيات، راصدا تجربة تحطيم وهم الفرجة أو تجربة برشت في المسرح الملحمي، وتجربة الإيهام بالأشباح وغيرها، وأوضح الداية أنّ وليد إخلاصي كتب حوالي 54 مسرحية جديرة بوقفات منفردة.

يحاول المخرج الفرنسي جان أسيلماير في فيلمه الوثائقي ''لقد التحقوا بالجبهة'' إثارة موضوع  المتعاطفين مع القضية الجزائرية إبان حقبة الاحتلال الفرنسي، الذين راحوا ضحية الدعاية المغرضة التي شنتها المنظمة العسكرية السرية في أحقية مطالب الشعب الجزائري المظلوم وشرعية الثورة الجزائرية من أجل نيل الحرية، كما أعطى المخرج نماذج من المستوطنين الأوروبيين والأجانب الذين ساندوا وكافحوا إلى جانب الجزائريين ضد الجيوش الفرنسية تحت لواء جبهة التحرير الوطني.
وفي عرضه الأول للصحافيين، أول أمس، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، سلط أسيلماير الضوء على ثلة من المجاهدين الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر، ميزتهم أنهم كانوا غير جزائريين لكنهم كانوا مؤمنين بفكرة المساواة وحق الجزائريين في حياة كريمة على غرار باقي البشرية، استنادا إلى مبادئهم وقيمهم التي تشابهت مع مبادئ وقيم ثورة نوفمبر1954 .
ويروي الفيلم الذي انتجته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وشركة ''جن'' للإنتاج، شهادات بعض المستوطنين الأوروبيين الذين عايشوا الفترة الاستعمارية ولمسوا جور الاحتلال على شعب ضعيف أعزل ومهان، وركز على أهم العمليات التي قاموا بها لدعم المقاومة الوطنية، وفي مشاهد حميمية وتلقائية، استطاع المخرج أن يوقظ مشاعر هؤلاء في حديث مؤثر تقشعر له الأبدان، وتجعل المتلقي يفتخر بثورته وبالرجال والنساء الذين صنعوها حتى وإن لم يكونوا جزائريين.
آني، فيلكس، بيير، روبرتو والآخرون مجاهدون سبلوا حياتهم من أجل أن يروا الجزائريين أحرارا، وعبر حوالي ساعة من الزمن، يرصد الفيلم قصصهم وكيف التحقوا بجبهة التحرير الوطني، فكانت لكل واحد منهم حكايته ولكنهم يتقاطعون ويتفقون في أن الاضطهاد الذي عاشه الشعب الجزائري هو السبب المحوري في تضامنهم وتبنيهم لفكرة الوقوف إلى جانب جبهة التحرير الوطني محرك الثورة المظفرة، واعتبروا أنفسهم جزائريين فانخرطوا إلى جانب الجزائريين في الكفاح المسلح والسياسي.
تقول السيدة آني ستاينر واحدة من المناضلات في صفوف جبهة التحرير الوطني بولاية سطيف، وهي تفتخر بجزائريتها، ''لطالما اخترت البقاء إلى جانب الشعب الجزائري، كنت دائما إلى جانب المحرومين والمهانين''. ودفعت السيدة آني ضريبة وقوفها إلى جانب الحق أن أقامت في ستة سجون، أولها كان سجن بربروس، ثم أدخلت إلى سجون فرنسية بسبب مواقفها البطولية وعدم تحملها لصور الظلم التي كانت تشاهدها، وانجذابها للبسطاء من الجزائريين والبؤساء والمهانين على حد قولها.
أما روبرتو مونيز وهو مواطن أرجنتيني، فقد بدأ نضاله من بلاده الأم، قبل أن يدخل الجزائر المستعمرة ويلتحق بالثورة، وكان ينظم لقاءات تحت طائلة حركات نقابية بالأرجنتين لمناقشة مشكلة الجزائر، وكان يعاون الثوار من خلال إمدادهم بالأسلحة، وذكر أنه صنع أنواعا عديدة من السلاح رفقة خمسة من مواطنيه، وفي مشهد من الفيلم يوضح المخرج كيف كان روبرتو يتعامل مع السلاح ويصفه بدقة متناهية في طريقة استعماله.
أما الفرنسي بيار شولي فقد شارك إلى جانب الثورة الجزائرية في الشق الإعلامي، إذ يعد من مؤسسي جريدة ''المجاهد'' لسان حال جبهة التحرير الوطني، وتحدث في الفيلم عن انشغاله الدائم بحال الجزائريين، ولكن مع اندلاع الثورة في أول نوفمبر 1954 شعر بالتحرر، وأشار إلى أن الأصل في التضامن مع الشعب الجزائري نابع من المطالبة بالمساواة وليس شن حرب دينية أو عرقية.
وقد استند المخرج في عمله إلى جانب نقل الشهادات إلى مراجع أخرى على غرار صور من الأرشيف الوطني وإشارة لما حملته الجرائد وقتئذ من أخبار حول ما نفذوه من عمليات فدائية، قد نعتها المستعمر بعمليات إرهابية وخيانة للجيش المحتل.
وتدعم شهادات هؤلاء لتنوير الرأي العام بوجود أصدقاء أجانب وقفوا بالمرصاد في وجه البطش الاستعماري، وذكروا ببعض الشخصيات التي سجلت اسمها في تاريخ الثورة الجزائرية بالنظر إلى المواقف التي اتخذوها في وجه نظام بلدهم حتى يعلوا صوت الحق والعدل فوق الجميع فكانوا من الأمجاد، وتطرق المخرج في فيلمه إلى المجاهد هنري مايو الذي تم القضاء عليه سنة ,1956 بسبب عملية شحن السلاح التي قام بها في ثكنة خميس مليانة ليضمنها للمجاهدين الجزائريين وهي بقدر تسليح كتيبة كاملة لجيش التحرير الوطني.
كما تطرق إلى قضية المناضل فرنان افتون، الذي وضع قنبلة في محطة الغاز بالحامة في الجزائر العاصمة، وتمكن المخرج من نقل شهادة محاميه، الذي ذكر مواقفه البطولية ونقل على لسان فرنان افتون- قبل جره إلى المقصلة- قوله المأثور ''سأموت ولكن الجزائر ستستقل".
وعلى هامش انتهاء العرض، صرح المخرج جان أسيلماير أنه سبق وأن أخرج فيلما عن الأقدام السوداء في ,2007 الذين توفوا بالجزائر بعد استقلالها، أما فيلم ''لقد التحقوا بالجبهة'' فهو عبارة عن نظرة حول الأوروبيين الذين غادروا الجزائر في هدوء بسبب ابتزاز المنظمة العسكرية السرية لهم، وأشار من جهة أخرى إلى أن بيان أول نوفمبر لا يرفضهم شريطة أن يسيروا على مبادئه المتمثلة أساسا في حرية الجزائر، لذلك عملت المنظمة العسكرية السرية على خلق البلبلة في أوساطهم ومنهم من غادر، وعاد إلى وطنه، ومنهم من التحق بالجبهة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)