الجزائر

فيفا جمهورية الخوف



فيفا جمهورية الخوف
بعد تصدع مؤسسة الحكم في (الفيفا) نشأت عبر وسائل إعلام وعلى لسان شخصيات عربية نغمة (بدء السيطرة الأميركية الأوروبية على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي ظل بعيدا عن هيمنتهم عكس ما هو عليه حال المنظمات والهيئات الدولية الأخرى) ما يعني أن العرب قرروا العيش حتى كرويا في وهم المؤامرات الكونية، مع أنهم ضلع ثابت في كل ما جرى في العالم من مآسٍ بعلمهم ورغبتهم أو دون ذلك.بلاتر فاجأ العالم بتنحيه، وأيتام بلاتر يبحثون عن أفضل الأسوأ، صحيفة ”نيويورك تايمز” الأميركية ترى أن بلاتر يحاول بهذه الاستقالة أن ينأى بنفسه عن الفضيحة، في إشارة إلى ما جرى قبل يومين من إعادة انتخابه حيث تم إيقاف عدد من معاونيه وآخرين في (الفيفا) للاشتباه أنهم ارتكبوا جرائم فساد مالي، لكن الصحيفة تقول: ”إن السلطات الفضائية تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي (الفيفا) المتهمين بالفساد لتضييق الخناق عليه” أي أن هناك ثقة في أنه ارتكب ما يستحق عليه العقوبة وتريد أن يظهر دليل إثبات لإدانته، يعني مسألة وقت.الاتحاد الآسيوي الشريك الرسمي للسيد جوزيف سيب بلاتر، علق أنه يتابع الموقف عن كثب، وأظن أنه سيظل يراقب حتى يتأكد (أن اسمه غير مكتوب) ثم أعلن أنه يقف مع حق قطر قي تنظيم مونديال 2022 مع أنه يعلم أن صوته بات (في واد لا صدى له يوصل) بعدما قرر بلاتر الرحيل، والعرب الذي قلت إنهم سيعودون عربا من أجل أحمد الفهد في 2019 بعد أن علقوها في 2015 أجبرهم الوضع لأن ينادوا من جديد (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان) ومنهم من حاول زورا غسل يديه من دم ابن الحسين بتسريبات أن أصواتهم ذهبت له، على وزن من يريد أن يفوز بالدنيا والآخرة دون أن يفعل من أجل إحداهما شيئا.الذين يحاولون الاتكاء على (الفيفا) كلما أرادوا الهروب من محاسبتهم على أخطائهم، أو أرادت جهات حكوميه تقويمهم أو مساءلتهم، بات موقفهم حرجا جدًا فها هوا بيت (الفيفا) يئن تحت وطأة الاتهام بالفساد، والحكومات بجهاتها الفضائية تحاصره في الزاوية، لم يعد مقبولا أن يحتمي الفاسد بالفاسدين، اليوم المعادلة تغيرت وعلى الاتحادات الأهلية أن تفهم أن بيتها صار من زجاج هش، ولا عاصم لها إلا بتعديل منهجيتها وصرفها في اتجاه العمل النظيف الملتزم بضوابط القانون والنظام المعلن والمكشوف للجميع، دون الحاجة للاحتماء بجدران (الفيفا) في زيوريخ التي تصدعت وانكشفت أسراره.بلاتر صانع الألاعيب تنحى، لن تصل بعد اليوم (كراته) التي كان يمررها لحلفائه كل ما أرادوا تسجيل أهدافهم غير الشرعية في شباك خصومهم في الاتحادات القارية ومنها للأهلية، عليهم الآن الاعتماد على أنفسهم في اللعب، ستكون الجمعيات العمومية أكثر حرية، في تقرير ما نريده، لن يكون هناك بعد اليوم فرصة لتغيير وتعديل الأنظمة التي تسمح لهم بالإطاحة بمنافسيهم، أو تمرير القرارات عن طريق بلاتر التي تخدم مصالحهم الشخصية، لكن الأكيد أنهم لن يستسلموا بسهولة، فدولة (فيفا) العميقة تحتاج لكثير من الوقت حتى يمكن لها أن تعود مؤسسة يحترمها الجميع بعد أن كان الكل يخاف منها ولا يحترمها، وهذا أحد أهم أسرار سطوتها وجبروتها، لقد كانت جمهورية الخوف بامتياز.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)