الجزائر

فيروس كورونا يخنق أنفاس السياحة بالمغرب



تجلت أمس الجمعة مع نهاية العام وما يرافقها من احتفاءات, عمق التأثير السلبي لفيروس كورونا على قطاع السياحة بالمغرب, حيث انعدمت مظاهر النشاط السياحي الذي تعتمد عليه المملكة ويعول عليه عدد كبير من المواطنين في كسب لقمة عيشهم.و اتسمت شوارع المدن الكبرى خاصة ومحيط الفنادق والمؤسسات وجوار المعالم الدينية والسياحية أمس, بتواجد تعزيزات أمنية لتنزيل قرار منع الاحتفالات بنهاية السنة الذي أصدرته الحكومة المغربية في وقت سابق.
وقالت مصادر اعلامية أن مشاهد مشابهة للأشهر الأولى من انتشار فيروس كورونا, يعيشها المغرب مع الانتشار المتسارع لمتحور "أوميكرون" الجديد.
وتعرف المملكة تزايدا مضطردا للإصابات اليومية بالفيروس المتحور, سواء "دلتا" أو "أوميكرون".
وذكرت تقارير محلية انه في الوقت الذي كانت تسجل فيه المملكة حالات محدودة في "العشرات", صارت منذ أسبوع تسجل أكثر من ألف حالة يوميا. هذا الارتفاع في الإصابات, دفع السلطات إلى فرض المزيد من مظاهر التشديد في التعامل مع الإجراءات الاحترازية.
وتزامنا مع نهاية العام, منعت الحكومة المغربية جميع مظاهر الاحتفال الجماعي, كما منعت إقامة حفلات وبرامج خاصة بالسنة الجديدة. وفي نفس السياق, فرضت السلطات حظرا ليليا استثنائيا, يبدأ من منتصف ليلة أمس الجمعة, ويمتد إلى غاية السادسة صباحا من اليوم السبت.
ويأتي هذا الإجراء في ظل إرهاصات بقرارات قريبة أكثر تشددا, وذلك لتطويق الانتشار المتسارع لمتحورات كورونا.
وفي وقت سابق, أغلقت المملكة المغربية حدودها في وجه الرحلات القادمة من جميع دول العالم لمجابهة انتشار المتحور الجديد أوميكرون. وقد اثر الاغلاق بشكل كبير على السياحة و نشاط الشركات العاملة في القطاع, ففي الوقت الذي كان يعول فيه المهنيون على عطل أعياد نهاية السنة لتخفيف الخسائر التي يتكبدها القطاع منذ عامين, اكد رئيس فيدرالية الفندقيين المغاربة, لحسن زلماط, أن "الانتعاشة المأمولة لن تتحقق".
و اعتبر لحسن زلماط "القيود المفروشة غير مبررة", موضحا أن "نسبة إشغال الفنادق في مراكش, المركز السياحي الرئيسي, بلغت 14 بالمئة فقط خلال موسم يعتبر عادة موسم الذروة".
وعلى المستوى الاجتماعي, قدر زلماط عدد الوظائف التي ستلغى حاليا بسب أزمة القطاع بنحو 20 إلى 30 بالمئة.
وعن هذه الأزمة يقول طاهر أونسي, صاحب مطعم في مراكش : "لم أستقبل أي زبائن خلال الأيام العشرة الماضية", ونقلت وسائل اعلامية عن ذات المتحدث أن "السياحة الداخلية لا يمكن أن تعوض الانخفاض في عدد الزوار الأجانب".
و أثار قرار المغرب إغلاق حدوده مجددا جراء جائحة كوفيد-19 استياء العاملين في قطاع السياحة الذين يتخوفون من "ضربة قاضية" تعمق أزمة هذا القطاع وتأثير ذلك على الاقتصاد المغربي للعام الثاني.
و انخفضت مداخيل القطاع إجمالا بمعدل 65 بالمئة (نحو 7,5 مليون يورو) بين 2019 و 2020, وفق أرقام رسمية. كما انهارت عدد ليالي المبيت في الفنادق من 25,2 مليون ليلة عام 2019 إلى سبعة ملايين فقط في العام التالي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)