الجزائر - A la une


في ڤنزات (3)
وأما الزيارة الثالثة لبلدة ڤنزات فكانت في آخر شهر أوت المنصرم، وكانت تلبية لدعوة "رسمية" من رئاسة بلديتها، وجهت إلى ثلة من كرام الأساتذة، لتنشيط الأيام الثقافية، وقد اصطفى أولئك الأساتذة الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي ما منعه من الإسهام في تلك التظاهرة إلا وجوده في خارج الوطن.وُزع النشاط على جسلتين علميتين، بدأت أولاهما بتقديم السيد يونس قرار لمحة عامة عن المنطقة، وما تتميز به، وأعقبه الأستاذ الزبير طوالبي بكلمة عن حياة الشاعر أحمد شقار، مستعرضا جداله عن ثوابت الجزائر وقيمها الدينية والوطنية، التي تتعرض لهجمة شديدة من أعدائنا، يظاهرهم فيها سفهاؤنا، وقد نبه الأستاذ الزبير إلى أهمية جمع شعر هذا الشاعر، وطبعه. وكانت كلمة الأستاذ سعيد معول عن أبعاد يوم المجاهد (20 أوت 1955، و1956) ومعانيه كالتناصر بين الجزائريين، وضرورة ووضع آليات لتسيير الثورة.. واستعرض الدكتور عمار طالبي شخصية العالم الرحالة الحسين الورتلاني، مركزا على أثر جديد من آثاره. واختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور محمد أرزقي فراد عن الشاعر الشهيد الربيع بوشامة، الذي لم ينسه بلاء وطنه تحت الطغيان الصليبي - الفرنسي - بلاء إخوته في فلسطين، تحت الطغيان اليهودي - الصهيوني.وأما الجلسة العلمية الثانية (صبيحة 30 / 8) فقد شهدت مداخلات كل من الدكتور الطيب عقاب عن أعلام من منطقة بني يعلى، والدكتور مولود عويمر عن الدور الإصلاحي للشيخ سعيد صالحي في داخل الجزائر وخارجها، وأود أن أشير إلى أن الشيخ صالحي تولى فترة من الزمن رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى، خلفا للشيخ العباس بن الحسين الذي استقال من رئاسته. وقد سألت الشيخ العباس عن سبب استقالته فقال لي: مولود قاسم - الذي عين وزيرا للتعليم الأصلي والشئون الدينية في 1970 - عصبيّ، وأنا عصبيّ، فأنّى نلتقي؟ ثم تحدث الدكتور محند إيدير مشنان عن العالم الصوفي المجاهد محمد بن أبي القاسم البوجليلي، وكانت آخر مداخلة لكاتب هذه السطور عن البعد الإسلامي للحركة الوطنية في جانبيها العسكري والسياسي (1830 - 1954).لقد سئلت عن دور جمعية العلماء في الحركة الوطنية والثورة، فأجبت، فلم تقنع إجابتي أحد الأشخاص، فعلّق مجادلا، وقال بالحرف "أنا التاريخ"، فلما عُرّفته، قلت في نفسي: "شنشنة أعرفها من أحزم"، و"شقشقة هدرت ثم قرّت".وقد تم في آخر الجلسة تكريم الأستاذ عبد الوهاب حمودة، الذي منعه المرض من الحضور، فناب عنه نجله. وللحقيقة فلم يكن التكريم في مقام الأستاذ عبد الوهاب. وإذا كانت البلدية "فقيرة"، فقد كان الأساتذة المدعوون قادرين - لو علموا بفقرها - على أن يكرموا الأستاذ عبد الوهاب - شفاه الله - التكريم اللائق به. وما أطن "فقر" البلدية يصل إلى عدم توزيع "الشهادات" على الأساتذة المحاضرين. وسننظم حفلا لائقا لتكريم الأستاذ حمودة ولو على مذهب الحكيم أبي الطيب المتنبي: "فليسعد النطق إن لم تسعد الحال".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)