في ولاية سطيف

أعلن وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، بسطيف، عن ترسيم المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي وإقامة المهرجان الثقافي المحلي للأغنية السراوية، التي تشتهر بها عاصمة الهضاب العليا. قال الوزير بمناسبة إعلانه عن الافتتاح الرسمي للطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي الذي تحتضنه دار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف: رأينا أننا نحافظ على هذا المهرجان لأهميته ونجاحه ولاستقطابه الجمهور ولأنه لا يكتفي فقط بتقديم وصلات فنية، ولكنه يقوم بعمل أكاديمي . كما كشف ميهوبي عن إقامة مهرجان الأغنية السراوية بدلا من الأغنية السطايفية بغرض المحافظة على الأصل. وبعد أن ثمّن النجاح الذي حققته طبعات السماع الصوفي من سنة لأخرى، ذكر الوزير بأسباب المحافظة على هذا المهرجان من بينها أن العالم يعيش انكسارات روحية كبيرة لذا يلجأ دائما إلى استحضار الروح وأن التصوف ليس حكرا على المسلمين فحسب، بل حتى الشعوب الوثنية لها تأملها في الحياة و تولي للأغنية الروحية قيمة كبيرة لأنها الوحيدة القادرة على كسر كل نزعة نحو العنف والتطرف. وبشأن إعلانه عن إقامة مهرجان الأغنية السراوية بدلا من الأغنية السطايفية، أرجع ميهوبي ذلك إلى أن الأغنية السطايفية المحبوبة والمرددة في الأعراس والأفراح مست في جوهرها قائلا في هذا الصدد: إننا نريد أن نحافظ على الأصل لأن الأصل يمكن أن تعتمد عليه كركيزة أساسية وسيكون هذا المهرجان (الأغنية السراوية) هدية لهذه المنطقة التي حافظت على تراثها الفني الأصيل . وقد استهلت الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي التي تحمل شعار السماع لغة الطمأنينة والسلام بإشراقات ابتهالية فردية أداها المنشد الصوفي سفيان بتاش الذي جعل يتجاوب مع أرقى النغمات و أجمل النسمات لفرقتي أشواق و نسمات الفن الأصيل للراحل توفيق بوراس من سطيف اللتين أديتا أناشيد سافرت بالجمهورفي أجواء روحانية. بعد ذلك، استمتع الجمهور بقاعة العروض الكبرى بدار الثقافة مع الفرقة التركية للطريقة الصوفية الدراويش التي يدور أفرادها حول أنفسهم، عكس دوران عقارب الساعة واليد اليمنى ممتدة إلى السماء تطلب المدد من الله واليسرى مبسوطة للناس تعطي الخير مع أداء باقة من الأناشيد منها (دخلنا إلى دار الأمان) و(عيني تبكي على الرسول) و(نحن نمسك حبل الله) و(رب الكون). وقبل الختام الذي كان بأداء جماعي لكل الفرق المشاركة في سهرة افتتاح هذه الطبعة أطرب المصري محمود التهامي وفرقته الجمهور بأناشيد من بينها (قمر سيدنا النبي قمر). وسيتواصل المهرجان الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة لهذه السنة بمشاركة فرق أجنبية من 9 دول وأخرى من جنوب البلاد إلى غاية نوفمبر الجاري.