الجزائر

في ندوة ناقشت كتاباته الشعرية مختصون يجمعون: ”ابن خميس التلمساني شاعر صادق وناقد واقعي”


تناول مختصون في الحقل الأدبي أول أمس خلال المداخلة الثانية للملتقى المتعلق ”بتاريخ تلمسان الأدبي”، شخصية أدبية تركت بصمتها جلية في سماء الأدب والشعر الجزائري، حيث عاد هؤلاء ضمن ستة محاور لإماطة اللثام عن الشاعر ابن خميس التلمساني مؤلف ”الحائية”. تطرق كل من ليلى حرمية من تونس والمغربي أحمد طايعي، بالاضافة إلى الجزائريين أحمد موساوي، الطاهر توات، مختار حبار، وعفيفة براحي، في الندوة التي جمعتهم حول هذا الموضوع إلى الحديث عن المميزات الفكرية التي عرف بها العلامة طوال حياته، على غرار الميزة الأدبية لا سيما الشعرية والدينية على مستوى المعنى والمبنى، حيث عاد الباحث مختار حبار أستاذ بجامعة وهران في تدخله إلى وصف الشوق والحنين عند عبد الله ابن خميس التلمساني، وهو ما تجلى في أبرز قصائده المكتوبة كقصيد الحائية، التي حملت الكثير من الدلالة والتعبير، كما قدم المتحدث رؤي ابن خميس الصوفية فيما يتعلق بالمولدات النبوية عند الدولة الزيانية، التي اعتبرها عادة انطلقت من تلمسان لتشمل ربوع الوطن كافة. وأضاف ظهر هذا عند أغلب علماء تلمسان أنذاك وفي مقدمتهم العالم أبي حمو موسى، ويحيى ابن خلدون. من جهته أشار أحمد موساوي أستاذ بجامعة الجزائر إلى أن ابن خميس لعب دورا هاما في الحفاظ على التركيبة الاجتماعية للشعب، وساهم في إنقاذ الدولة الموحدية من تفشي الإاحلال الخلقي بها المستورد من الغرب، وفي ذات السياق نوه إلى الشمولية التي يتميز بها تياره الشعري الذي يخدم جملة من المجالات وبالأخص السياسية والسوسيوثقافية، نتيجة تأثير عديد العوامل النفسية والدينية. وبدوره وافق الطاهر توات الآراء السابقة حين وصف ابن خميس بالرجل المخلص والمحب لوطنه، من خلال جملة من الإشارات والمعالم التي حملتها نصوصه الشعرية معبرا فيها عن حبه لموطنه تلمسان، وكذا كثير القصائد الشعرية الدالة عن هذا العشق الوطني، بالمقابل أثارت الأديبة التونسية نقطة حساسة تتعلق بلفظ ”الغريب” عند الشاعر ابن خميس التلمساني رغم تحضره وتمدنه، حيث قالت بأنه ”يوظف الغريب في مواقع معينة وليس خارج عن المالوف كما يعتقد الغير”، مبرزة الهدف من استعماله لمثل هذه المصطلحات التي تدعو إلى الدهشة والغرابة، أنها تدل على فاعليته وشاعريته في استعراض اللغة، أما الدافع النقدي فيرمز إلى الفصاحة والبلاغة، مشيرة في نفس الوقت إلى أنً ”الغريب” اختيار منه أراد به تقوية اللغة والتعبير. من جانبه قدم الشاعر المغربي احمد الطايع قراءة تحليلية لنصوص الشاعر ابن خميس، عالجت أشكال التناص وكذا طريقة الكتابة بمنطق تاريخي واجتماعي وتاريخي، وعلى حد قوله فإن كتاباته لا تحمل على الظن والشك، بل تدفع إلى اليقين بالواقع انطلاقا من رثائه الصادق لنفسه، كما عادت هي الأخرى أستاذة الأدب عفيفة بحري إلى واقع الكتابة الأدبية في الجزائر التي قالت عنها أنها في تغير مستمر، حيث تمتد إلى زمن طويل عرف نبوغ جملة من المفكرين من رجال الأدب الشعر والصوفية. حسان مرابط
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)