ما الذي يتبادر إلى الذهن، في فرنسا والغرب بصفة عامة، حينما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين والعرب؟ بالتأكيد الصحراء، البدو وإبلهم، القراصنة الأتراك مغتصبي الحسنوات الغربيات في سبيل متعة سادتهم، عالم ألف ليلة وليلة حيث المتعة الجسدية والأنس، الأحياء البائسة في المدن العربية والإسلامية. كما يتبادر إلى الذهن سواعد اللصوص المبتورة وأعناق غير المسلمين وهى تقطع، ورجم النساء والرجال مرتكبي الزنا، الخ. وقد اتسعت هذه الصورة لتشمل تيمات جديدة، أهمها الإرهاب كأحد التيمات الحاضرة بقوة في كل الخطابات. والصورة ذاتها تتكرر بشكل خطي تصاعدي، فالحديث عن الإسلام والمسلمين، في الآونة الأخيرة يلتصق بالتعصب والغلو الديني والإرهاب. فلا حديث إلا عن المتطرفين والأصوليين والمتعصبين والإرهابيين، سافكي الدماء والمناوئين للغرب. ويرتبط الحديث أيضا بالمهاجر البائس رمز "العربي الخامل" الذي يمثل مادة إعلامية للكتابات الفرنسية بكل أنواعها، وأيضا بأبنائه الذين أرضعتهم فرنسا من أبنها، لتجازى في آخر الأمر إرهابا و "حربا مقدسة" ضد مؤسساتها ونظامها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - رابح الصادق
المصدر : الصورة والاتصال Volume 1, Numéro 1, Pages 96-115 2012-09-01