الجزائر

في مؤلف يجمع بين التحليل التاريخي والنفسي شرح للعقد النفسية وتأثيرها على كتابة وفهم التاريخ



صدرت عن دار ''الحكمة''، الطبعة العربية من كتاب ''التعذيب وانحطاط الإمبراطوريـة من مدينة الجزائر إلى بغداد''، للمؤلفة مغنية لزرق، ترجمة الأستاذ محمد المعراجي، من الإنجليزية إلى العربية. وركّزت المؤلفة في كتابها على موضوع التعذيب في حرب التحرير، حيث تتحدث في 400 صفحة، بكثير من التفصيل عن الأحداث والوقائع التاريخية والأسماء، بينما تميل أحيانا إلى تدعيمها بنوع من التحليل النفسي في فهم الظاهرة، خاصة إبان حرب التحرير الوطني، وما نتج عنها من عقد نفسية أثرت ليس فقط على كيفية كتابة التاريخ، بل حتى على فهمه، وأدت إلى قرارات جعلت من الماضي يمتد إلى الحاضر مع فارق أساسي أن المحاربين الجزائريين (المجاهدين)، الذين عادوا من الحرب قلبوا صفحة الماضي واستعادوا حياتهم بسهولة، لأنهم خرجوا منتصرين، أما الجنود الفرنسيون فقد رجعوا دون مجد، ليعيشوا في الظل وهم يتلقون الإهانة والشتم من قبل مجتمعهم، بينما تخلت عنهم الحكومة التي لم تمنحهم امتيازات قدماء المحاربين. تقول مغنية لزرق في مقدمتها ''إن ذاكرة التعذيب والبشاعات الأخرى قد غذّت أمواجا من الحكايات الفرنسية، ليريحوا ضمائرهم من هول الانهزام''، وتضيف شارحة أسباب تنامي ظاهرة كتابة السير الذاتية التي تتحدث عن الحرب والتعذيب، ''لقد سمحت دراسات محترفة بتسليط الضوء على ذلك بفتح الأرشيف سنة .''1993  وترى الباحثة أن الاستعمار الفرنسي أراد من خلال كل ما قدم من مؤلفات حديثة، أن يستولي على الماضي بطريقته، حيث لجأ جيل جديد من المؤرخين والمؤلفين إلى تغيير اسم وهوية الفاعلين في هذه الحرب، وأكدوا أن ما قام به الجزائريون كان حرب تحرير وليست ثورة وغيّروا اسم الوطنيين إلى ''الاستقلاليين''، موضحة بأن هذا المناخ الجديد سرّع بتشريع وتبني قانون 23 فيفري 2005 الذي حاول إعادة الاعتبار للاستعمار.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)