صنعت مسرحية (إيخف نوسقاس) ومعناها (رأس السنة) لمسرح باتنة الجهوي في عرضها الشرفي الفرجة بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة .استطاع أبطال المسرحية التي أخرجها وأعد السينوغرافيا الخاصة بها، الفنان علي جبارة أن يشدوا الحضور إلى الخشبة طيلة ساعة و10 دقائق من الفرجة واللوحات الكوميدية ذات المغزى العميق والداعية في مجملها إلى وجوب التمسك بالعادات والتقاليد والإرث الحضاري الغني والمتنوع للمجتمع الجزائري، وتروي مسرحية (إيخف نوسقاس) التي جاءت بالشاوية قصة أسرة بالمنطقة دأبت بناتها الثلاث على إحياء رأس السنة الميلادية إلا أن الأم تنتفض وتقرر أن يكون الاحتفال هذه المرة برأس السنة الأمازيغية أوكما يطلق عليه محليا "ينار" وعلى طريقة الآباء والأجداد والتخلي على العادات الدخيلة.
وتدخل الأم (سعاد خلفاوي) وزوجها (رياض لونانسة) في نقاش ممتع وهادف في أجواء هزلية مع بناتهما لشرح أهمية القرار المتخذ بشأن إحياء عيد ينار وأبعاده العميقة التي تهدف إلى العودة إلى الأصل والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمجتمع الذي يبدأ من الأسرة وخاصة من الأم.
زادت من جماليات العرض الذي كتب نصه مسعود حجيرة المقاطع الموسيقية التي ألفها الموسيقي والأستاذ بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة، حمودي عمارة في أول تجربة له مع مسرح باتنة الجهوي، وأكد علي جبارة أن المسرحية التي تندرج ضمن إحياء عيد يناير تبرز دور الأم المحوري في ترسيخ القيم وكذا المحافظة على العادات والتقاليد وسط الأبناء وإحيائها ونقلها للأجيال وتذكيرهم بها وبأهميتها، وقد صفق الجمهور مطولا لأبطال (إيخف نوسقاس) التي قدمت استثناء على خشبة دار الثقافة محمد العيد آل خليفة لعدم جاهزية قاعة عروض مسرح باتنة الجهوي الذي استفاد من تسجيل عملية ترميم وإعادة تهيئة ضمن عملية قطاعية ممركزة حيث ينتظر أن تنطلق به الأشغال خلال السنة الجارية 2024.
كما عرضت هذه المسرحية الجديدة يوم الخميس ببلدية تكوت في إطار البرنامج المحلي لإحياء رأس السنة الأمازيغية على أن تقدم بعد ذلك ضمن جولة فنية بولايات أم البواقي وخنشلة ثم تيزي وزو وبجاية والبويرة فالجزائر العاصمة وتيبازة، حسب مدير مسرح باتنة الجهوي، منير بومرداس . وقد تم إنتاج هذا العرض المسرحي باللغتين الأمازيغية والعربية لتمكين الجمهور الواسع عبر الوطن من الاستمتاع به.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com