الجزائر

في ظل غياب مرافق التسلية والترفيه



في ظل غياب مرافق التسلية والترفيه
مع اقتراب العد التنازلي للدخول الاجتماعي القادم تسعى الكثير من العائلات الجزائرية إلى استغلال كل ثانية في العطلة الصيفية للخروج من الروتين اليومي وكذا استدراك ما فاتها خلال سنة كاملة من العمل و تعويض الأولاد قدر الامكان عن مشاكل الدراسة طيلة الموسم لكن قلة اليد وضعف المدخول وتتابع المناسبات جعل ذلك أمرا غير ميسور للكثير من العائلات.مروى رمضانيففصل الصيف معروف بكثرة النشاطات الثقافية والترفيهية التي تتسابق خلالها مختلف الجهات والجمعيات على اختلافها تسطير برنامج ثري ومتنوع لاستقطاب أكثر عدد من الاطفال لكن وفي مقابل كل كذلك مع الأسف لا يزال بعض الأطفال في الكثير من بلديات العاصمة بعيدا جدا عن خارطة المسؤولين طيلة موسم كامل وهو ما جعلنا نشاهد صور غير لائقة بالمستوى الحضاري للمدن الكبرى في العاصمة."الفوارات" تحتضن أطفال محرومون من شواطئ البحارأصبحت مشاهد الأطفال حفاة عراة وهم يحملون مستلزماتهم البحرية يقطعون الطرقات فرادى ومجموعات ولم يتعدى عمر الواحد منهم الخامسة من عمره واقعا يوميا للكثيرين من هذه الفئة في بلديات العاصمة حيث باتت الشواطئ المتنفس الوحيد لهم نظرا لغياب المرافق والوسائل الأخرى ولو أن مثل هذا المكان الطبيعي أصبح حلما بالنسبة لآخرين للكثيرين من المناطق الداخلية رغم أن بلادنا لا تفتقد للثروات أو الوسائل أو عاجزة عن تقديم الكفاءات التي تطرح مشروعا بديلا لتغطية النقص الفادح في هذا المجال. ففي كثير من المرات يلجأ الأطفال إلى وسائل خطيرة لا لشيء إلا أن طفولتهم لم تجد سبيلا لتعبر عن خصوصياتها.و تزداد معاناة البراءة في بلادنا أمام صمت وإهمال الأولياء الذين يغيب في برنامج ثقافي أكثرهم حق الطفل في الترفيه واللعب لا سيما و أنه يعتبر آخر ما يمكن أن يثير اهتمامهم أو انتباههم فالكثير من الأطفال أصبحت أيام السنة تتشابه بالنسبة إليهم حتى العطلة لم تحمل التغيير المفروض في يومياتهم فحتى قدسية العيد باتت تقتصر على خيارين لا ثالث لهما زيارة الأقارب أو المكوث بالمنزل لاستقبال الأهل و الأقارب.من المشاهد التي تتكرر على المار بمفترق الطرق ببلدية الكاليتوس هو ذلك العدد الغفير من الأطفال الذين يتخذون من الفوارة للعب بمائها والاستحمام والسباحة وكان الأمر عادي وهم يقومون بذلك على شاطئ البحر.العطلة خارج حسابات الأولياء .. والأطفال متضررونالكشافة والنوادي و الجمعيات الرياضية والثقافية بما تحمل على عاتقها من مسؤولية كبيرة في ذلك كله لاسيما و أنها حلقة الوصل الرئيسة بين العائلات و أطفالنا وذلك بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة حيث تراجع الدور الذي كانت تلعبه مما زاد من استفحال ظاهرة حرمان الطفولة في بلادنا من حقها الطبيعي في التمتع باللعب في المرافق العمومية حتى العطلة التي من المفترض أن يكون البرنامج الترفيهي فيها مغايرا تماما لما كان عليه الحال في الأيام العادية. فالكثير من العائلات أصبحت تتحجج بالمصاريف الكبيرة التي أرهقت كاهلها كثيرا بتزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية والعيد وكذا الدخول الاجتماعي الذي أصبح على الأبواب فالأمر بات مجرد حسابات أرهقت جيوب العائلات الجزائرية و الضحية بطبيعة الحال في كل مرة الطفل الذي يبقى مرتبطا بالعائلة في التصرف مع الوضع بدل التحجج بكثرة المصاريف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)