حلّ الجزائريون مشكلة انشغالهم عن عملية التسوق باستعمال كاميرات الهواتف المحمولة، فمن لم يتمكن من زيارة السوق يكلف صديقه أو قريبه بتصوير ما يريده حتى يقتنيه فيما بعد إذا نال إعجابه. ويرفض الكثير من أصحاب المحلات عملية التصوير، خصوصا أصاب ملابس الألبسة النسائية، خوفا من سرقة تصاميمها، رغم أن عملية التصوير تخفف من الازدحام بالمحلات.أصبح أغلب الجزائريين يقتنون مستلزمات عائلاتهم وأبنائهم باستعمال التكنولوجيا الحديثة من خلال كاميرات الهواتف النقالة، حيث يقوم هؤلاء بالتقاط صورة للسلع التي يرغبون في اقتنائها لأحد أفراد العائلة، ومن ثم أخذ الصورة إليهم، وإن أعجبتهم تلك السلعة يقومون بعد ذلك باقتنائها، هذه الخطوة جعلت الحركة في المحلات التجارية، خاصة تلك التي تبيع الألبسة، قليلة مقارنة بالسنوات الماضية. يحدث ذلك بعدما تعذر على الكثير منهم إيجاد وقت مناسب للتسوق وسط الكثير من الإنشغالات والمسؤوليات.. طريقة عملية تخدم “المشغولات”طريقة التصوير تخدم كثيرا الفتيات والنساء العاملات اللاتي لا يملكن متسعا من الوقت للتسوق، هذا ما ذهبت إليه العديد ممن قابلتهن “الفجر”، فالآنسة سميّة، على سبيل المثال، تقول في الموضوع: “في كل مرة تذهب أختي للسوق أوصيها أن تصور لي أحدث الموديلات، وإذا أعجبتي إحداها أكلفها باقتنائها لي، لأن ظروف عملي تحتم علي الانشغال طوال أيام الأسبوع، وبذلك فقد وجدت ضالتي في التكنولوجيا الحديثة”. أما نوال، هي طالبة جامعية في كلية الطب، تمنعها طبيعة دوامها من ارتياد السوق لفترات طويلة، ما جعلها توكل هذه المهمة الى والدتها التي تقوم في كل مرة تحتاج فيه لغرض ما بتصوير ما هو موجود في السوق حتى تساعدها على الاختيار والاقتناء، وبذلك فهي ومثيلاتها يجدن هذه الطريقة جد عملية باعتبارهن “مشغولات” طوال الوقت.وداعا للزيارات المتكررة للأسواق لإرجاع الملابس فكرة التصوير خلصت الكثير من الأشخاص، خاصة الأمهات، من الزيارات المتكررة للسوق من أجل إرجاع أواستبدال أغراض لم تنل إعجاب من اقتنوها لأجلهم، وهو ما تجزم عليه نوال التي تضطر لاقتناء أغراض أختها الصغيرة التي تدرس، وفي العديد من المرات لا تعجبها، ما يجعلها تغيرها لعدة مرات، وفي كثير من الأحيان يرفض البائع إرجاعها أوتغييرها، وهو ما جعلها تلجأ للبحث عما يساعدها في ذلك لتجد التصوير بالهاتف أنسب وسيلة لذلك، فهي بذلك وفرت عليها الكثير من الجهد. وتضيف السيدة جويدة، في نفس السياق، أن ابنتها متطلبة كثيرا وتستغرق وقتا كبيرا لاختيار ما تريده، ونظرا لأنها تدرس فهي لم تجد بديلا عن تصوير الفساتين المعروضة لتتمكن ابنتها من اقتناء المناسب لخطوبتها، هذا ما جنبها ازدحام الاسواق والمحلات. من جهة اخرى فإن هذا الوضع قلل من الحركة والاكتظاظ المعتادين في الأسواق والمحلات التجارية.. لنجد التكنولوجيا تحل أحد المشاكل التي تعوق السير الحسن للحياة اليومية للأفراد. أصحاب محلات الألبسة يخافون سرقة تصاميمهاورغم كل ذلك فإن الكثير من أصحاب المحلات يرفضون تصوير منتجاتهم، إذا تعلق الأمر بالملابس، خوفا من سرقة التصاميم، بعدما أصبحت الكثير من الفتيات تعمد إلى تجريب الألبسة والتصور بها لعرض التصميم على أحد الخياطات؛ حتى تتمكن من الحصول على فستان مماثل.. هو ما جعل السيد محدم، صاحب محل لبيع فساتين السهرة، يحرص على عدم أخذ أي صورة داخل محله لدرجة أنه يمنع أي زبونة من إدخال حقيبتها إلى غرفة تجريب الثياب، الأمر الذي يثير سخط الكثير من الزبونات ويعيق استفادتهن من التكنولوجيا في توفير التعب والوقت..! فيروز دباري
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : يتبع
المصدر : www.al-fadjr.com