الجزائر

في ظل الأوضاع الكارثية ب الريسطو .. طلبة يتساءلون:



في ظل الأوضاع الكارثية ب الريسطو .. طلبة يتساءلون:
- وجبات بلا ذوق وسلطة بالحشرات!
- التسممات الغذائية تهدّد الطلبة
- الإيجال يطالب بلجنة تحقيق حول الخدمات الجامعية
يتجرع الآلاف من الطلبة المقيمين بالإقامات الجامعية، مرارة نوعية الوجبات الغذائية المقدمة لهم والوضعية السيئة داخل الإقامة كغياب شروط النظافة، ليصبح الطلبة عرضة للأمراض والتسممات الغذائية دون أي تحرك فعلي من طرف المسؤولين، بل تعدى الأمر إلى حدوث تجاوزات في هذه الخدمة التي تعتبر مهمة في حياة الطالب الجامعي. فعلى الرغم من أن الدولة خصصت له الملايير في كل سنة، وهذه الخدمة تعتبر مجانية للطلبة، نظرا للمبلغ الرمزي الذي يقدمه الطلاب مقابل الوجبات المقدمة والذي لا يتعدي 1.20 دينار، إلا أنه أصبح مقترن بالتسمم الغذائي وكذا بكل ما هو رديء وغير صحي، حيث أصبح الطلبة يتخبطون في مشكل البحث عن الأكل لسد جوعهم، بعيدا عن أي أخطار تلحق بهم، وهو ما اجمع عليه العديد من الطلاب والتنظيمات الطلابية، وحتى بعض المسؤولين، إلا أن هذا الواقع لا يزال يتكرر كل سنة. ولتسليط الضوء عن هذا الواقع الذي يعيشه الطلبة بالإقامات، قامت السياسي بالدخول الى اسوار هذه المطاعم، ان صح تسميتها بالمطاعم.
طلبة بوزريعة مستاؤون من وجبات الريسطو اليومية
في بداية الأمر، كانت وجهتنا للمطعم الجامعي بوزريعة، اين كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر، لحظة ولوجنا المطعم اين واجهنا مشكل آخر المتمثل في الطابور الذي خصص واحد للطالبات والآخر للطلبة الذكور مكان طابور الطالبات ممتدا حتى خارج الحدود التي تحوي المطعم، وعندما دخلنا للمطعم وجدنا سلة بها الخبز، ثم موزع اللوبيا، ثم موزع كريات اللحم المفروم إضافة إلى موزع السلطة، والذي يقدم الفاكهة أو الياغورت ، وما شد انتباهنا هو الطبق الحديدي الحاوي للوجبة الجامعية، والذي لم يتغير في الشكل منذ سنوات طويلة، إضافة إلى الطاولات المملوءة بالأوساخ. واللافت للانتباه أن القائمين على الخدمات الجامعية، لم يغيروا في الطبق الحديدي الذي يقدم فيه الأكل منذ قرابة ال20 سنة، وهو الأمر نفسه بالنسبة لتذكرة الإطعام أو ما يعرف ب التيكي حيث بقي سعره 1.20 دج للتذكرة، وهو لم يتغير منذ عشرات السنين. وقد صادف تواجدنا بذات المطعم الجامعي شكاوي بعض الطلبة من الوجبات الباردة التي حولت يومياتهم إلى جحيم، وهو ما أطلعنا عليه أغلب الطلبة الذين التقيناهم، حيث اشتكوا من الوجبات التي تقدم لهم، إذ أن أغلبها يقدم باردا دون قيام القائمين والمشرفين على الإطعام بإعادة التسخين، ما يجعل الطلبة لا يتممون وجباتهم لطعمها البارد والسيئ. ومع اقتراب فصل الشتاء، فإن الأمر يشكل مصدر أرق للكثيرين باستمرار الوضع واعتماد المطعم تقديم الوجبات الباردة للطلاب، وهو ما عبرت عنه مريم طالبة بذات الجامعة لتطلعنا أنهم متذمرون من الوجبات الباردة ومتخوفون من استمرارها مع حلول فصل الشتاء البارد.
وجبات لا تسمن ولا تغني من جوع بجامعة باب الزوار
ونحن نواصل جولتنا الاستكشافية لهذه المطاعم او الريسطو كما يسميها بعض الطلبة فكانت وجهتنا هذه المرة نحو جامعة باب الزوار والذي يشهد وضعية كارثية وذلك من ناحية الرداءة في الخدمات وسوء الوجبات التي تقدم للطلبة، وقد نددت الطالبات بالوضع الكارثي الذي آلت إليه خدمات الإطعام على مستوى المطعم الجامعي، حيث تطالبن من الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتحسين ظروف الخدمات المقدمة على مستوى هذا الأخير. ولقد اجمع العديد من الذين التقينا بهم على رداءة ما يقدم لهم من أكل، مشيرين أنهم يسدون جوعهم فالنوعية الجيدة، حسبهم، منعدمة تماما لتطلعنا فايزة في هذا الصدد أن خدمات الإطعام على مستوى الإقامة الجامعية بباب الزوار متدنية ولا تليق مطلقا بالطالب الجامعي، فعلى غرار قاعة الإطعام التي تشهد فوضى عارمة، ناهيك عن الأوساخ المتراكمة بالقاعة والروائح المقرفة والتي تحول دون استمتاع الطلبة بوجباتهم.
وجبات بلا ذوق وسلطة بالحشرات في القبة
ومن جهته، تفتقد مطاعم الإقامة الجامعية للقبة بالعاصمة لأدنى الخدمات المطلوبة التي يحتاجها الطلبة بتواجدهم بالإقامة، وذلك بدءا من نوعية الوجبات الرديئة المقدمة للطلبة والتي تفتقد للجودة والنوعية والطعم، حيث أن طعمها الغريب والسيئ يحول دون حصول الطلبة على غذائهم اليومي، ما يجعل أغلب الطلبة ينفرون من الأطعمة والوجبات لدى تقديمها لهم في غالب الأحيان، وهو ما أطلعنا عليه أغلب الطلبة الذين التقيناهم والذين أبدوا تذمرا واسعا من ظروف الإطعام على مستوى إقامتهم، ليطلعنا رشيد في هذا الصدد أن ما يقدم لهم من وجبات لا يروق للطلبة مطلقا من جميع النواحي، ليضيف أنه يتجنب تناولها في غالب الأحيان بسبب رداءة نوعيتها، ليبقى طلبة إقامة القبة محرومون من الإطعام بشكل جيد. ومن جهته، تضيف منال احدى الطالبات: تتكرر علينا نفس الوجبات سباقيتي والمقارون واللوبيا والعدس ، وهي وجبات كرهنا منها، خاصة وأنها غير صحية ولا ذوق لها. ونفس المعاناة بسبب غياب التنظيم الأمثل، فنحن نعاني الأمرين عند دخولنا المطعم، بسبب الانتظار الطويل في الطابور، أما نوعية الوجبة فهي رديئة والتي أحيانا لا نستطيع أكلها، لأن الوجبة غير مكتملة وغير صحية وغير نظيفة، لقد تفاجئت مرة حين قدم لنا طبق السردين غير مطهو جيدا، فهذا غير معقول، صحيح أن العدد كبير من الطلبة، نحن بشر ولسنا حيوانات لنأكل كل ما يعرض علينا، أما اللحم المجمد الذي يقدم لنا فنجهل ما نوعيته نظرا لغرابة لونه ومذاقه، والسلطة فحدث بلا حرج فهي المشكل الأساسي لأننا في مرات عديدة وجدنا حشرات والدود يزينها، وغالبا ما تقدم لنا بلون يميل إلى الأحمر لأنها قديمة والطين الملتصقة بها في قاع الإناء الذي يحويها .
إنعدام النظافة يهدّد طلبة الجلفة
ومن الرداءة وسوء نوعية الوجبات إلى انعدامها، وهو الامر الذي ينطبق على جامعات ولاية الجلفة والتي يعاني طلبتها الأمرين، إذ يواجهون غياب هذا المرفق، حيث يعمل الأخير بشكل متقطع لا يغطي حاجيات ومتطلبات الطلبة، إذ يصطدم أغلبهم بمطاعم الجامعات المغلقة والتي لا تقدم الخدمات إلا نادرا، ليقف الأمر عائقا وإشكالا حقيقيا في وجه الطلبة لدى احتياجهم للإطعام. وبما أن أغلب الطلبة يقيمون بالإقامة الجامعية فإن احتياجهم لهذا المرفق يزيد أكثر فأكثر، إذ أنه لا يوجد حلا بديلا سوى حصولهم على الوجبات بالمطعم الجامعي، حيث عبر العديد منهم عن استيائهم البالغ من الوضع القائم، وخاصة ان الطلبة لا يملكون المداخيل الكافية التي تمكنهم من تغطية نفقات الأكل.
المطاعم الخاصة تستنزف جيوب الطلبة بمستغانم
من جهته، يتحمّل أغلب الطلبة بالجامعات أعباء ومصاريف الأكل رغم تواجد مطاعم بإقامتهم الجامعية، وذلك لسوء الخدمات وما تغلب عليها من رداءة وتدني في الخدمات، وهو ما ينطبق على طلبة ولاية مستغانم والذين أرقهم وضع المطاعم الجامعية المتدنية وواقعها المزري الذي لا يخدم متطلبات الطلبة وخاصة في ظل احتياج الأغلبية لهذا المورد باعتبارهم طلبة مقيمين ولا يملكون خيارا سوى تقبل الأمر الواقع أو اختيار طريقة أخرى يحصلون فيها على وجباتهم، ليدفع الأمر بأغلبية الطلبة بالاستعانة بالمطاعم الأخرى الخاصة خارج أسوار الإقامة الجامعية متحملين بذلك الكثير من الأعباء والمصاريف التي هم بغنى عنها، لتبقى المطاعم التي بالإقامة الجامعية بمستغانم مجرد هياكل دون روح لا تخدم الطلبة نظير الخدمات الرديئة والمتدنية التي تسيطر عليها.
الرداءة وسوء التسيير يعصفان بجامعات وهران
وغير بعيد عن ولاية مستغانم غرب الوطن، فجامعات وهران لا تقل شأنا عن نظيراتها من الجامعات التي تفتقد لخدمات إطعام جامعي جيدة وفي المستوى، فالرداءة هي عنوان أغلب المطاعم الجامعية عبر الإقامات الجامعية لولاية وهران، والتي يعصف بأركانها التسيب والإهمال ومظاهر الرداءة التي تسيطر عليها وتفرض نفسها من كل الجوانب سواء من ناحية نوعية الإطعام أو التسيير وغيرها من الأمور الرديئة التي تفرض منطقها، حيث تفتقد هذه الأخيرة إلى نوعية الخدمات من ناحية التنظيم والإطعام والتسيير، إذ يتخلى أغلب الطلبة عن الاستعانة بهذه المطاعم لما تحمله من مظاهر سلبية لا تمت بصلة للإطعام الجامعي، لتتحول يومياتهم إلى مصدر أرق حقيقي يجعلهم يتخبطون للحصول على الخدمات التي تضمن لهم وجبات في المستوى على غرار الاستعانة بالمطاعم الخارجية والتي تكلفهم الكثير.
التسمم يهدّد طلبة جامعة ورڤلة
يواجه طلبة جامعة ورڤلة ظروفا صحية خطيرة نتيجة الوضع المزري الذي يعاني منه المطعم الجامعي، والذي بلغ درجات من التعفن الظاهرة عليه وبأرجائه، ما دفع بالطلبة للخروج عن صمتهم ومطالبة السلطات التدخل العاجل لانتشال هذا الأخير من القذارة التي تطوق أركانه من كل حدب وصوب، بدءا من المطبخ الذي تحضر به الوجبات والذي يشهد وضعا متدهورا ودرجات كبيرة من التعفن والقذارة، إلى سوء في وضعية معدات الطبخ والأواني وغيرها من الأغراض المخصصة للطهي وأواني توزيع الوجبات، والتي تشهد أوضاعا متدهورة قد تهدد سلامة الطلبة بتعرضهم للتسممات الغذائية مثلا او أوبئة أخرى قد تنتج عن العفونة، والذي يعتبر هاجس الطلبة مع انتشار هكذا ظاهرة. كما أن الأوساخ المنتشرة والروائح القذرة المنبعثة من المطبخ باتت مصدر تهديد صحي آخر للطلبة وخاصة أن المطبخ حساس ويحتاج إلى عناية صحية ونظافة شاملة، وهو ما عبر عنه الطلبة والذين أبدو سخطهم من الظاهرة التي باتت تحاصرهم من كل الجوانب وتهدد صحتهم وسلامتهم وخاصة أن أغلب الطلبة يلجئون لهذا المطعم لتناول الوجبات باعتبارهم مقيمين بالإقامة الجامعية، ما يفترض عليهم البقاء بالجامعة والاعتماد على مطاعمها في الإطعام والأكل، ليصطدموا بهكذا واقع في الوقت الذي يحتاجون فيه لتناول الوجبات ومطعم متدهور لا يتماشى ومتطلباتهم والتي أدناها توفر النظافة. وقد رفع الطلبة على مستوى هذه الجامعة شكاويهم الخاصة للمعنيين وعلى رأسهم القائمون على الجامعة ومسؤولي المطعم للمطالبة بإعادة النظر في الوضع الكارثي لهذا المطعم الذي يشهد وضعا متدهورا ومزريا، مطالبين بالتدخل السريع لإيجاد حل لهذا الأخير وانتشال المطعم من القذارة التي يغرق بها وصيانته وهيكلته وتطهيره وتطهير معداته من القاذورات وضمان أوضاع مريحة وشروط صحية للإطعام.
الإيجال يطلب لجنة تحقيق حول الخدمات الجامعية
هذا وقد دفع سوء التسيير الذي يشهده قطاع الخدمات الجامعية الى انتفاض الاتحاد العام الطلابي الحر خلال الايام الماضية، ومراسلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار، من أجل إيفاد لجان متابعة ورقابة للوقوف على كارثية الوضع الذي يعيشه الطلبة داخل الجامعات بما فيها جامعة بومرداس، مهددا في الوقت ذاته بالدخول في حركات احتجاجية واسعة النطاق إذا ما تم تجاهل المراسلة والتي تتضمن عديد المطالب المرفوعة على طاولتها والمتعلقة أغلبها بالوضع الكارثي الذي يعيشه الطلبة والذي يتم تسجيله في كل موسم في ظل تدني الخدمات الجامعية في مقدمتها رداءة الوجبات الغذائية المقدمة من خلال النوعية والتي تتنافى مع الشروط المنصوص عليها في عقود الشراكة مع الممون وكذا لأطباق الحديدية التي توحي بالجو الذي يعيشه المساجين وليس الطلبة في الجامعة، ناهيك عن انعدام النظافة والرقابة الطبية وعدم الخضوع لأدنى الشروط الصحية، بالكثير من الجامعات على غرار جامعة بومرداس، رغم وعود مدير الخدمات على مستواها باستبدالها وتحسين الخدمة بعد تنديدات الاتحاد سابقا. كما عبر الايجال عن استغرابه عن عدم ايفاد لجان متابعة ورقابة تقف على حقيقة الوضع، رغم ما تعيشه مديرية الخدمات الجامعية ببومرداس من كوارث، مُطالبا بالتدخل العاجل وفتح تحقيق معمق في أقرب وقت وإيجاد حلول ميدانية تطمئن الطلبة وتحفظ حقوقهم، مؤكدا عن حرصه الدائم على انتهاج سبل الحوار لحل المشاكل.
دواجي: أوضاع كارثية تعيشها المطاعم الجامعية
ومن جهته، أوضح صلاح الدين دواجي، الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، في اتصال ل لسياسي ، أن المطاعم الجامعية فهي مستويات أقل ما توصف بها أنها كارثية، نظير الميزانية التي خصصت لها والتي لا تغطي أقل من 10 بالمائة، ليبقى السؤال مطروح ماذا يفعل بباقي الميزانية، فالوجبات رديئة والخدمات متدنية، ونحن راسلنا الجهات الوصية لإعادة النظر في هذا الامر غير ان لا شيء تغير باستمرار الوضع الكارثي القائم لأغلب المطاعم الجامعية. ومن جهته أضاف المتحدث في سياق حديثه، بأن السلطات خصصت ما بين 5الى 7 الاف مليار سنتيم للمطاعم الجامعية غير أن ذلك لم يخدم هذا القطاع ولم يحسن من نوعيته. ومن جهة أخرى، أضاف المتحدث أن التقشف يؤثر بشكل طفيف على الخدمات الجامعية في حال ما إذا كان هنالك سوء تسيير، حيث أن الأموال الهائلة التي خصصت للجامعات إذ أحسن استعمالها ستكون كافية، حيث نحن نلتمس خيرا من تصريح الوزير الأول الذي أشار أن التقشف والأزمة المالية والاقتصادية التي تضرب البلاد سوف لن تمس القطاع الجامعي حيث ستكون له ميزانيته الخاصة، إذ انه سوف لن يكون هناك خلل سوى سوء التسيير، حيث ان الجامعات يصرف عليها أموالا طائلة تكفيها لتكون في وضع ممتاز.
تميم: التسممات الغذائية تهدّد الطلبة الجامعيين
ومن جهته، أوضح فادي تميم، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بمكتب الشرق، في تصريح ل السياسي ، أن وضع المطاعم الجامعية رهيب إذ يغرق اغلبها في العفونة والقاذورات إلى جانب رداءة الخدمات والوجبات، وهذا حسب الشكاوى المرفوقة بالصور التي تلقيناها من عند الطلبة من عدة مناطق والتي تظهر الواقع المزري للمطاعم الجامعية. وأضاف المتحدث أن كل اختلال من ناحية النظافة والتسيير ونوعية الأطعمة يسبب التسممات الغذائية حتما، حيث أن أغلب الطلبة معرضون للتسمم الغذائي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)