الجزائر

في ظل إصرار المعارضة السورية على استبعاد الأسدتضاؤل فرص عقد مؤتمر جنيف 2



في ظل إصرار المعارضة السورية على استبعاد الأسدتضاؤل فرص عقد مؤتمر جنيف 2
تزداد درجة التشاؤم حول حظوظ عقد ندوة "جنيف 2" التي دعت إليها كل من واشنطن وموسكو، على أمل احتواء أزمة سورية في ظل موقف الرفض الذي تتمسك به المعارضة السورية بعدم المشاركة فيها ما لم يتنحّ الرئيس بشار الأسد. ويبقى مثل هذا الشرط "التعجيزي" بمثابة العائق الكبير الذي يهدد كل حظ لالتئام هذه الندوة، التي تأجلت في العديد من المرات منذ شهر ماي الماضي؛ بسبب تباين مواقف الأطراف الداخلية السورية والدولية ذات الصلة بها.
ومن المقرر أن يفصل الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يرأسه أحمد جربا، في مسألة مشاركته من عدمها في مؤتمر "جنيف 2" الأسبوع القادم، في وقت قالت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف بأن قادة المعارضة اتفقوا خلال مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي انعقد أول أمس بالعاصمة البريطانية لندن، على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، "لن يكون لبشار الأسد مكان فيها".
وكان جربا أعلن أول أمس بأنه لن يحضر المؤتمر "إذا لم يكن هدفه رحيل" نظام الأسد، بينما هدد المجلس الوطني السوري أحد أكبر أطياف هذا الائتلاف، بمقاطعة الندوة بسبب رفضه الحوار مع ممثلي نظام الرئيس السوري.
ولحل هذا الإشكال واصل الأخضر الإبراهيمي الموفد العربي والدولي المشترك إلى سوريا، جولة كان بدأها بالعاصمة المصرية، وتشمل عدة محطات عربية وإقليمية، منها ما أعلن عنها مسبقا، ومنها ما بقي في طي الكتمان؛ ربما لدواع أمنية أو لأسباب أخرى تتعلق بسرية مهمته.
وحل أمس الإبراهيمي بالعاصمة الأردنية عمان لإجراء مباحثات مع مسؤوليها حول سبل احتواء الأزمة السورية، التي تُعد الأردن من بين الدول التي تتحمل عبء مئات آلاف اللاجئين الذين فروا من جحيم الحرب الدامية في بلادهم.
وهو الأمر الذي أكده الإبراهيمي خلال لقائه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، عندما قال إن "الأردن ومن منطلق موقعها الجغرافي، تأثرت بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار الذي تتأثر به المنطقة بأكملها، وكذلك التداعيات الإنسانية للأزمة السورية لاستضافته أكثر من 600 ألف لاجئ".
وأكد الدبلوماسي الجزائري بأنه "يوجد الآن شبه إجماع على أن الأزمة السورية ستُحل عسكريا، في حين أنه لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي". وأضاف: "إننا نسعى باتجاه الحل السياسي، ونتطلع إلى تعاون أوثق وأكبر مع دول المنطقة، وفي مقدمتها الأردن".
ولكن الإجماع الذي تحدّث عنه الإبراهيمي تريده عواصم غربية وأخرى عربية بدون الأسد وبعيدا عن نظامه؛ بدليل أن اجتماع لندن أول أمس الذي حضرته المعارضة السورية ووزراء خارجية الدول الأساسية في مجموعة "أصدقاء سوريا"، انتهى بالإجماع على ضرورة "عدم مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في الحكومة السورية المقبلة".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، بأن "أصدقاء سوريا" اتفقوا على ضرورة ألا يلعب الرئيس السوري بشار الأسد أي دور في الحكومة المقبلة".
وهو الشرط الذي ترفضه دمشق، التي يصر نظامها على المشاركة في أية عملية سياسية أو انتخابية مقبلة في سوريا.
ولكن رئيس الخارجية البريطانية الذي أعرب عن أمله في أن يخرج اجتماع جنيف المنتظر ب "تحول سياسي في سوريا دون الأسد"، قدّم تصورا لمجموعة "أصدقاء سوريا" لحل الأزمة، قال إنه قد يتضمن تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة وتحظى بقبول متبادل.
ونفس الطرح ذهب إليه نظيره الأمريكي جون كيري، حينما أعرب عن أمله في أن يعقد مؤتمر جنيف 2 "كما هو مخطط له". وقال مخاطبا المعارضة السورية: "يمكن أن تحققوا على طاولة المفاوضات ما قد يستغرق وقتا طويلا ويكلّف الكثير من الأرواح للوصول إليه في ميدان القتال".
للإشارة، فإن الإبراهيمي يواصل جولة إقليمية كان استهلها بمصر، وشملت أيضا العراق والكويت والأردن، وستقوده كذلك إلى إيران، ثم سوريا من أجل التحضير لعقد مؤتمر "جنيف2" للسلام المرتقب أواخر نوفمبر القادم. كما يعتزم إجراء مشاورات ثلاثية في الخامس نوفمبر القادم مع روسيا والولايات المتحدة في إطار التحضير لهذا المؤتمر، بعد لقاء آخر مع ممثلي الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)