الجزائر

في زيارة هي الحادية عشرة من نوعها



في زيارة هي الحادية عشرة من نوعها
حظي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس باستقبال شعبي حار بولاية سطيف التي أشرف فيها على احتفالات الذكرى ال67 لمجازر الثامن ماي .1945 حيث سارع سكان المدينة منذ الساعات الأولى من الصباح للاصطفاف عبر الشوارع التي مر بها الموكب الرئاسي مرددين هتافات مرحبة وأخرى مساندة لسياسة الرئيس بوتفليقة الذي خص ولايتهم بأكبر عدد من الزيارات، وهو ما يفتخر به سكان عاصمة الهضاب العليا، الذين يرون في ذلك تشريفا لهم.
وقد تنبئ شربة الماء التي اغترفها أمس الرئيس بوتفليقة من عين الفوارة، كتقليد حرص عليه كلما نزل بعاصمة الهضاب العليا، بالزيارة القادمة التي يمكن ان تحمل الرقم ''''12 في اجندة الزيارات الرئاسية التي حظيت بها هذه الولاية، الا ان زيارة امس تحمل دلالات استثنائية كونها تتزامن مع قرب احتفال الجزائر بخمسينية الثورة من جهة وبالعرس الانتخابي الذي ستشهده البلاد غدا الخميس بمناسبة تنظيم التشريعيات من جهة أخرى.
وبما أن عنوان الزيارة تركز على الإشراف على احتفالات الثامن ماي، فقد كانت اولى محطات الرئيس الترجل بشارع 8 ماي إلى غاية ساحة شعال بوزيد اول شهيد في هذه المظاهرات التي مازال التاريخ يروي بشاعتها، حيث وضع فيها باقة ورد أمام النصب التذكاري ترحما على روحه الطاهرة، قبل ان يواصل طريقه لتحية المواطنين على طول شارع الاستقلال ووسط اجواء احتفالية كبيرة انبعثت منها نغمات الفرق الفلكلورية والزرنة التي انطلقت في استعراضاتها عشية الزيارة مرفوقة بطلقات البارود المحتفية بقدوم ضيف عزيز عليها.
وقد تجاوب رئيس الجمهورية بهذا الترحيب الشعبي الحار، حيث ابى كعادته الا ان يرد التحية بالتلويح بيديه تارة وبمصافحة بعض المواطنين الذين يندفعون إليه تارة اخرى، داعين إياه للترشح لعهدة رابعة، وكثيرا ما وجد مؤطرو هذه الزيارة صعوبة في احجام الرغبة الجامحة لهذه الحشود الغفيرة من المواطنين الذين تخطوا الحيز المخصص لهم من اجل التقرب اكثر من رئيسهم. وهي الصورة التي رافقت المحطات التي نزل بها الرئيس سواء في القاعة متعددة الرياضات التي القى بها خطابه أو حتى بجامعة سطيف خلال تدشينه ال1000 مقعد بيداغوجي، حيث حظي هناك ايضا باستقبال حار من قبل الطلبة.
وقد بدات تحضيرات هذه الزيارة منذ وصولنا مدينة سطيف اول امس بتعليق الشعارات واللافتات المساندة لسياسة الرئيس بوتفليقة والتي كثيرا ما تصفه برجل المصالحة الوطنية وصاحب الانجازات الكبرى، بالاضافة الى الاعلام الوطنية التي تزينت بها الشوارع وزاحمت صور المترشحين الذين دخلوا المعترك الانتخابي،في صورة اعطت الانطباع بأن المدينة تعيش حدثا متعدد الابعاد يجمع بين ثلاثية الماضي،الحاضر والمستقبل.
فالماضي يتمثل في استذكار بطولات الشعب الثائر المنتفض في وجه المستعمر من خلال مظاهرات كانت بمثابة المنعرج الحاسم لاندلاع ثورة نوفمبر، في حين ان الحاضر تترجمه زيارة الرئيس بوتفليقة الى هذه الولاية، التي وان جاءت للتأكيد على اهمية هذه المحطة التاريخية، فإنها تعكس الحرص على تعزيز المسار التنموي لهذه الولاية من خلال الوفد الوزاري الذي اشرف اول امس على تدشين ووضع حجر الاساس لمشاريع حيوية في قطاعات استراتيجية.
اما المستقبل فيتمثل في حدث الانتخابات التشريعية التي ستعرفها الجزائر غدا والاهمية التي تمثلها باعتبارها حدثا استثنائيا يختلف عن سابقيه،بالنظر الى السياق الاقليمي والدولي الذي تتم فيه، في ظل تاكيد السلطات العليا على جعلها محطة لتاكيد ارادتها في تكريس الاصلاحات التي اعلنتها يوم 15 افريل من السنة الفارطة، من خلال اضفاء المزيد من الشفافية والمصداقية على هذا الموعد الذي يحضره لاول مرة ملاحظون دوليون من منظمات وهيئات اقليمية ودولية هامة.
واذا كان الشارع السطايفي مازال يعيش نشوة فوز فريقه لكرة القدم وفاق سطيف بكاس الجمهورية،فان التنافس الانتخابي بين مترشحي قوائم الاحزاب يعرف بدوره تنافسا لا يقل درجة عن التنافس الكروي،اذ نلمس هذا السباق المحموم في ملصقات صور المترشحين التي غزت كل مكان وبمختلف الاحجام، ليطرح السؤال حول مدى احترام الاحزاب في هذه الولاية لشروط الحملة الانتخابية التي اختتمت الاحد الماضي،خصوصا اذا علمنا ان هناك صورا لمترشحين قد تم الصاقها بشكل عشوائي في نوافذ الحافلات،واجهات المحلات، اشارات المرور وحتى على مستوى العربات المتنقلة لبيع الفطائر ك''المحاجب''.
تدشينات
وبما ان ذكرى الثامن ماي قد فرضت نفسها في هذه الزيارة فقد تميز نشاط رئيس الجمهورية على غرار القائه خطابا بهذه المناسبة،بوضع حجر الاساس لانجاز نصب تذكاري اطلق عليه ''8 ماي 1945 ''بحي الهضاب.
وبجامعة سطيف دشن الرئيس بوتفليقة 10آلاف مقعد بيداغوجي الى جانب ثلاثة احياء جامعية تتسع ل6 آلاف سرير. كما وضع بحي الهضاب حجر الاساس لإنجاز مدرسة اشبال الامة بالولاية مع العلم أنه يتوقع انجاز 10 مدارس مماثلة عبر التراب الوطني إلى غاية ,2014 كما وضع رئيس الجمهورية بحي الهضاب حجر أساس انجاز ''النصب التذكاري 8 ماي .''45
مبعوثة ''المساء'' إلى سطيف:مليكة خ




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)