الجزائر

في ذكرى رحيله الخامسةمحمد بوعماري يـخلــّد بـ''المـوقار''



 
استضافت الجمعية الثقافية ''الجاحظية'' أوّل أمس بمقرها الأستاذة شافية مطاوي، المتخصّصة في الفيزياء الإشعاعية والمدرّسة بجامعة المدية، حيث ألقت محاضرة تحت عنوان ''الطاقات المتجدّدة والبيئة''، عالجت من خلالها موضوع هذه الطاقة البديلة والدائمة التي تستثمر من الموارد الطبيعية وأهميتها الاقتصادية وفوائدها ومضارها.
استهلت الدكتورة شافية مطاوي محاضرتها العلمية بالتعريف بالطاقة النووية والطاقات المتجدّدة وانعكاسها على البيئة، معرّفة الطاقة بأنّها تعني الجهد وهذه الطاقة تأخذ جانبا حركيا، إشعاعيا، مغناطيسيا، كهربائيا، جاذبية الأرض، البراكين، الرياح، المياه والتفاعلات الكيماوية النووية كمصدر للطاقة.
كما استعرضت المحاضرة التطوّرات التكنولوجية وإنشاء آلات ترصد ''المجهود الطاقوي''، وأضافت في تعريفها بالطاقة، أنّ مصدرها لا ينتهي، وبإمكاننا تجديد المصدر وإنتاجه واستثماره بصفة دائمة، وأنّ الأساليب التي من خلالها نحصل على الطاقة المتجدّدة ''النواة''، فالتفاعلات الكيمائية التي تحدث في الطبيعة وفي المخابر العلمية، الجاذبية الكونية، هي مصادر الطاقة المتجدّدة التي حدّدتها المحاضرة. مؤكّدة أنّ هذه القوّة عنصرها الأوّل هو الشمس عندما تنصهر الذرات التي تسرّب الحرارة ودقائق من عنصر جديد للإشعاع وهي الطاقة التي تغمر كلّ الأرض، وهذه الطاقة الشمسية يمكن استعمالها مباشرة لأنّها آتية من موجة مغناطيسية كهربائية، والطاقة الحرارية قادرون أن نولّد من خلالها الكهرباء، وهذه الطاقة الشمسية متوفّرة في الجزائر، وأنّه باستعمالنا لهذه الطاقة النظيفة يمكن أن نتفادى كلّ مخلّفات التلوّث البيئي وانعكاساته على المحيط وعلى الإنسان بشكل خاص.
واستعرضت الدكتورة شافية مطاوي الإمكانيات الهائلة المتوفّرة في الجزائر من ناحية الطاقة المتجدّدة، واستثنت استثمار الرياح لعدم توفّر الشروط التقنية لاستثماره، وكذا انعدام النوافذ البحرية، حيث أنّنا نطلّ على البحر الأبيض المتوسط ونوافذنا البحرية لا ينبغي استغلالها في توليد هذه الطاقة، نظرا للإضرار التي تسبّبها لنا في محاصرة الثروة الحيوانية في البحر.
كما استعرضت المحاضرة بعض السلبيات التي تنتج عن استغلال مثل هذه الطاقة الإشعاعية، حيث تشوّه الصفائح النسيج العمراني ولهذا ينبغي أن نستغلّها خارج المدن. كما استبعدت المحاضرة إمكانية استغلال الرياح بمنطقة أدرار، نظرا للزوابع الرملية لأنّ الأجهزة لابدّ لها من صيانة وهذه الصيانة ترفع الكلفة حيث يكون ''الكيلو واط'' مرتفعا. وأشارت أيضا إلى إمكانية استغلال الحمامات المعدنية وهي حمامات ساخنة وسطحية مثل حمامي ''ريغة'' و''ملوان'' تنتج طاقة نظيفة. كما تكلّمت المحاضرة عن البراكين كمصدر للطاقة الجديدة يمكن استغلالها والمناطق الزلزالية والتي لنا فيها بعض الثروات المنجمية التي تصدر من المناطق الزلزالية.
الدكتورة شافية مطاوي أكّدت أنّ الجزائر تتوفّر على مصادر الطاقة المتجدّدة، ولها مشاريع واعدة في استغلالها حيث أنّ الدولة سطّرت مشاريع طويلة المدى، رغم أنّ الطاقة المتجدّدة ما تزال في مراحلها الأولى، فقد تمت المصادقة على برنامج في فيفري ,2011 وقد تمّ تقسيمه إلى مراحل إلى غاية 2030 فمرحلة 2011-2013 اعتبرتها مرحلة نموذجية، يتم الاستثمار فيها ما بين 2013-.2015 واعتبرت المحاضرة أنّ الجزائر لها إمكانيات واعدة في مجال الطاقات المتجدّدة لتوفّر مصادر هذه الطاقة من حيث المساحة الشاسعة، وتوفّر العنصر البشري الكفء والموقع الجيو- استراتيجي حيث تحوّلت الجزائر لتأخذ اهتماما من دول الاتحاد الأوربي وبالأخص اهتمام ألمانيا عبر مشروع ''ديز رتاك''، إضافة إلى المجهودات العلمية التي تقوم بها الجزائر في هذا المجال بمختلف الوسائل التي وضعتها الدولة الجزائرية بما فيها الجامعات والمراكز والوزارات المختصة.
المحاضرة العلمية التي حضرها بعض من جمهور ''الجاحظية'' الثقافي، تكون بادرة أخرى لترقية المستويات الثقافية وتنويعها للحقول العلمية الأخرى، لما تمتلكه الجزائر من قدرات فكرية وعلمية متنوّعة والتي تساهم في ترقية الفكر والمعرفة.

يخلّد الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الذكرى الخامسة لرحيل السينمائي الجزائري الكبير محمد بوعماري، وذلك في الفاتح، الثاني والثالث من ديسمبر الداخل بقاعة ''الموقار''، بعرض ثلاثة أفلام تعدّ محطات فاصلة في تاريخ السينما الجزائرية.
 التظاهرة ستكون مناسبة لتذكّر المخرج الراحل محمد بوعماري، الذي يعدّ أحد أعمدة الفن السابع في الجزائر وواحدا من الرعيل الأول الذين احترفوا السينما ليصنعوا للجزائر ما بعد الاستقلال تاريخها الفني والجمالي ويصوّر ملامح المجتمع كما كان وكما يجب أن يكون، لتظهر إلى الوجود أعمال كـ ''الفحّام''،''الرفض''، و''الخطوة الأولى''، سيستعيد أطوارها محبو الفن السابع نهاية هذا الأسبوع.
وإذا كان المختصون والباحثون في تاريخ السينما الجزائرية يعتبرون فيلم ''عمر قتلاتو'' لمرزاق علواش منعرجا حاسما في مسار هذه السينما، فإنّهم يعتبرون فيلم ''الفحّام'' الذي أخرجه الراحل بوعماري عام 1972 مرحلة انتقال هامة، من السينما الثورية التي استمرت لأكثر من عشر سنوات، حيث تناولت الواقع المعيش وتستعرض مشاكل الدولة الفتية.
بوعماري بفيلمه ''الفحّام'' الذي مثّل أوّل عمل طويل له، تجاوز شكل البطولات المثالية والتجانس الذي قدّمته ''سينما الثورة''، ليعرض مشاكل الشعب اليومية والصراعات الطبقية التي كانت آنذاك بين الفلاحين والطبقة البورجوازية، كما ساند الخيارات السياسية والاقتصادية للدولة الفتية كالثورة الزراعية والصناعية وخروج المرأة إلى العمل، ليحصل على جائزة ''التانيت الفضي'' في الأيام السينمائية لقرطاج سنة 1972 وجائزة ''جورج سادول'' في الأسبوع الدولي للنقد السينمائي الذي نظّم على هامش مهرجان ''كان'' عام ,1973 الجائزة الدولية للنقد بواقادوقو سنة ,1973 بالإضافة إلى جائزة الديوان الكاثوليكي الدولي وجائزة مهرجان برلين.
ولم يحد بوعماري في فيلمه الثاني ''الإرث''، عن نهجه الأوّل ليصوّر هذه المرة عودة الجزائريين اللاجئين في الحدود إلى أراضيهم بعد جلاء الاحتلال، ليحاولوا إعادة بناء ما هدّمته الحرب لكنّهم يتعثّرون في ما خلّفه الاستعمار من مشاكل وتعقيدات على المستوى المادي والروحي (التخلّف، الجهل، الأمية، الألغام وصراع الطبقات...).
بعدها أخرج الراحل فيلمه ''الخطوة الأولى'' في ,1979 حيث يعود في هذا العمل بشكل رئيسي إلى قضية المرأة وصراعها مع تقاليد المجتمع البالية من خلال قصة شابة تدعى جازية، ناجحة في الدراسة، والدها محافظ يشعر بالعار لأنّ زوجته وابنته تعملان، فيقرّر أن يزوّج ابنته.. وتبدأ المشاكل بين جازية وزوجها من أوّل ليلة، فالزوج يحمل تفكيرا ذكوريا سلطويا، وتعاني جازية من تعسّف الحماة والزوج، فتتمرّد على الوضع ليكون جزاؤها الضرب ثم الطلاق، لتدرّس في إحدى الابتدائيات حيث تسعى إلى تلقين الأطفال أبجديات التحرّر.
بوعماري الذي تبنى قضية المرأة منذ البداية وصراعها مع التقاليد في شكل جرئ وغير مسبوق، لا سيما في فيلم ''الفحّام''، قدّم عام 1982 ''الرفض'' الذي أثار جدلا كبيرا عند عرضه، وذلك قبل أن يغادر إلى فرنسا في 1994 وهناك أنجز فيلم'' الليل'' ليعود بمشروع فيلم ''الخروف'' في 1995 إلى الجزائر...
فيلم ''الخروف'' الذي بقي عالقا بعد رحيل الفنان في ديسمبر 2006 رغم تعهّد زوجته فطومة اوصليحة بإتمام العمل، هو عودة لبوعماري إلى تاريخ الجزائر الثوري وماضيها المشترك مع فرنسا، حيث سعى من خلاله إلى تكريم المحكوم عليهم بالإعدام خلال الثورة من جزائريين وفرنسيين مساندين للقضية الجزائرية، وكان من المنتظر أن يشهد العمل الذي انطلق فيه المخرج فعليا قبل رحيله من خلال معاينة مواقع التصوير بأحد السجون الجزائرية، مشاركة العديد من الفنانين الفرنسيين والجزائريين على غرار دانيال بريفوست، اريك كونتونا، عزيز دقة وفوضيل.. ليبقى هذا العمل معلّقا حتى الآن بسبب غياب التمويل-.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)