الجزائر

في ذكرى تأميم المحروقات شباب حاسي مسعود يحاصرون القاعدة البترولية للمطالبة بالعمل



''احتفل'' المئات من شباب حاسي مسعود، أمس، على طريقتهم الخاصة بذكرى تأميم المحروقات. ففي وقت كان الوزير يوسف يوسفي يزور الجهة ليدشن وحدات جديدة للبترول، كان هؤلاء الشباب ''يحاصرون'' قاعدة 24 فبراير وهم في قمة الغضب، للمطالبة بالشغل والسكن و''الكرامة''.
 بدت مدينة حاسي مسعود، أمس، كما كانت في سائر الأيام، تطبعها الرتابة والملل وفوضى الأشياء، ولم يظهر فيها ما يوحي بأنها تحتفل بذكرى تأميم المحروقات، رغم كونها تمثل أكبر حقل نفطي، ورغم تشريفها من قبل الرئيس الراحل هواري بومدين بالإعلان منها عن قرار التأميم التاريخي، حيث اقتصرت بعض مظاهر الاحتفال على أنشطة محدودة للفروع النقابية للمؤسسات، تم فيها كالعادة تناول ''الإكراميات'' وتكريم بعض العمال.
كما بدا سكانها، خاصة الشباب، غير مكترثين تماما بالحدث، في ظل ما يعانونه من هموم وانسداد في الأفق، في هذه المدينة الجامدة التي باتت تلخص أسوأ صور التدهور في كل شيء، وبات شبابها يقتله الفراغ واليأس بسبب البطالة وأزمة السكن وقلة الاعتبار. ومع تسرب خبر قدوم وزير الطاقة والمناجم والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك في زيارة إلى المنطقة لتدشين عدة وحدات إنتاج جديدة، بينها وحدة معالجة الخام المثبت في حاسي مسعود، نقل المئات من الشباب البطالين وطالبي الشغل احتجاجهم من مقر الدائرة الذي لم يغادروه منذ أكثـر من أسبوع، إلى مدخل قاعدة 24 فبراير التي جاءتهم أخبار بأن الوزير سيدخلها، وجلسوا بالعشرات على الأرض، وعطلوا حركة الدخول والخروج، في صورة تقترب من ''الحصار''، وهم يرفعون لافتات حملت شعارات مثل ''لا للقمع في حاسي مسعود''، ''شباب حاسي مسعود يطالب بالعمل''، ''كرهنا''، وهددوا بعدم مغادرة المكان في حال لم يتم التكفل بمطالبهم.
وتحدث العديد منهم لـ''الخبر'' بمرارة وسخط كبيرين عما يعانيه شباب هذه المدينة الغنية الفقيرة في مختلف مجالات الحياة، حيث، والى جانب البطالة والفراغ وممارسات المحسوبية والفساد والتمييز التي قالوا إنهم كانوا دائما ضحايا لها، سواء من طرف المسؤولين المحليين أو من مسؤولي الشركات البترولية الذين اتهموهم بإقصاء أبناء حاسي مسعود في عمليات التشغيل، وجلب عمال من معارفهم وأهاليهم من مناطق أخرى، تحدث آخرون منهم عن حال الجمود الذي تعرفه حاسي مسعود منذ أكثـر من ست سنوات، بعد أن تم تجميد كل شيء، وبات ممنوعا عليهم التجارة والبناء والحصول على سكن والاستفادة من الأرض الفلاحية وحتى الأمل، كما قال أحدهم، وهو شاب قال إنه جامعي ويفهم كل شيء ولم يعد يقنعه كلام السياسيين الذين يتحدثون، حسبه، في ''الخيال''، و''لا يعرفون حقيقة معاناة المواطنين''، و''لم يعد يهمهم من حاسي مسعود إلا البترول، في وقت يعيش سكانها، خاصة شبابها، كل أنواع الحرمان والقهر''. وهو ما جعل هؤلاء الشباب، كما أضاف، يختارون هذا اليوم، يوم تأميم المحروقات وقاعدة 24 فبراير للاحتجاج بصوت عال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)