في دراسة للباحثة حفيظة بلميهوب لنيل شهادة الدكتوراه المتجر الربيح في شرح الجامع الصحيح للإمام ابن مرزوق الحفيد

اختارت الدكتورة حفيظة بلميهوب كتاب ''المتجر الرّبيح والمسعى الرّجيح في شرح الجامع الصحيح'' للإمام ابن مرزوق الحفيد، لنيل درجة الدكتوراه. والكتاب أحد الشروح النادرة على شرح صحيح البخاري، أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى، لأحد أعلام المغرب في القرن التاسع الهجري، وهو العلامة ابن مرزوق التلمساني الحفيد رحمه الله، مواصلة منها في طريق تحقيق ودراسة ميراث الأمّة وذاكرتها لبعث هذا التراث وإحيائه. تكمُن أهمية هذا الكتاب في كونه شرحاً لأحد أعلام الفِقه المالكي بالمغرب في القرن التاسع الهجري، وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن مرزوق التلمساني الّذي استفاد منه الشّرق والغرب، والّذي أطبقت شهرته الآفاق، وحظي بتقدير العلماء، إلى جانب أهمية مدرسة تلمسان الّتي كانت من أعظم الحواضر العلمية في ذلك العصر. أشارت الدكتورة في تقديمها للكتاب إلى أنّ موضوعه يدخل في إطار المشروع الوطني للبحث في العلوم الإسلامية، الّذي من محاوره إبراز جهود العلماء الجزائريين في المحافظة على السُّنَّة النّبويّة، بخدمة أحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وسلكت الباحثة المنهج المتّبع في تحقيق النّصوص، وقسّمته إلى قسمين: قسم الدراسة، وحاولت فيه الإلمام بشخصية ابن مرزوق الذاتية والعلمية وببيئته ومحيطه وعلماء عصره وبمنهجه في شرح البخاري. وقسم التّحقيق، وسلكت فيه عدة خطوات منهجية، أبرزها الاعتماد على الاختصار وعدم إثقال الحواشي، وذلك نظراً لكبر حجم الكتاب وطبيعة الشرح. ويتكوّن الكتاب الصادر عن دار التنوير، في مجلدين، في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 من مقدمة وقسمين وخاتمة، حيث تناولت في المقدمة أهمية البحث وسبب اختياره والإشكالية ومنهجيته والصعوبات الّتي واجهتها أثناء إنجازه. بينما قسّمت القسم الأوّل إلى أربعة فصول: الأول تعرّضت فيه لعصر ابن مرزوق الحفيد وبيئته وقسّمته إلى مبحثين: الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية، وبيئة ابن مرزوق ومكان ولادته. الثاني تطرّقت فيه لسيرته الذاتية والعلمية، وقسّمته إلى مبحثين. والثالث تكلّمت فيه عن صحيح البخاري، سيرته الذاتية والعلمية. والرابع خصّصته للتعريف بكتاب ''المتجر الربيح'' وذِكر أسانيد ابن مرزوق، وقسّمته إلى مبحثين. أمّا القسم الثاني، فتضمّن تحقيق مقدمة ابن مرزوق من الجزء الأول المفقود، وتحقيق بعض الأبواب من الجزء الثاني، على أمل تحقيق باقي الكتاب.