الجزائر

في حفل إحياء ذكرى الراحلين مصطفى ورضوان عبورة بتلمسان نفض الغبار عن تراث مثقفي المدينة في القرن العشرين



سلط معرض النوبة للموسيقى الأندلسية، الذي تنظمه دائرة لتراث والكوريغرافيا في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في أسبوعه السادس، الضوء على أحد أكبر مثقفي وموسيقيي بداية القرن العشرين، وتحديدا مدرسة الطرب الأندلسي بتلمسان، والتي جسدها الشيخ مصطفى عبورة وابنه خير الدين، بشهادة مدارس ومعاهد أوروبية متخصصة في الموسيقى العربية. وكانت شهادة طه عبورة، حفيد الشيخ مصطفى وابن الشيخ خير الدين، الأطول والأكثـر متابعة، لقربه من الرجلين واطلاعه على مسارهما العلمي والفني. والشيخ مصطفى عبورة من مواليد شهر فيفري 1859بتلمسان حيث درس، ثم تنقل إلى مدرسة بوزريعة بالعاصمة، أين تلقى تكوينا تربويا وموسيقيا راقيا، وتعرّف على أكبر مشايخ الطرب الأندلسي، مثل بن فراشو وغيره، ثم عاد إلى تلمسان ودرس بالأبيلي، وكان من بين تلامذته الزعيم مصالي الحاج في طفولته. وقد ذكر مصالي الأمر في مذكراته، قائلا إن الشيخ مصطفى عبورة كان معلما صعب المراس، وكان قاسيا على التلاميذ من الذين كان يريد لهم تحصيل العلم والمعرفة. وكانت أكبر محطة تاريخية في حياة الرجل حين انكب رفقة الشيخ بوضلفة على تدوين التراث الموسيقي الأندلسي، بتدوينه لـ400 مقطوعة موسيقية، وصلت منها 300 مقطوعة وضاعت 100 أخرى، وتوفي سنة .1935 ليرثه على درب المعرفة والموسيقى ابنه خير الدين، الذي ولد بتلمسان في 1908 ودرس وتتلمذ على يد والده. وفي سنة 1939 جند إجباريا في صفوف الجيش الفرنسي بمدينة طرابلس في لبنان. وكان خير الدين بارعا في عزف تقاسيم العود، على طريقة محمد عبد الوهاب. وبعد عودته إلى تلمسان، عيّن سنة مديرا فنيا لإذاعة الولاية، وبها عمّق علاقاته بشيوخ الطرب في المدينة، مثل عمر بخشي والعربي بن صاري. وفي سنة 1957 هاجر منفيا إلى المغرب، ليعود فجر الاستقلال. أسس سنة 1967 فرقة غرناطة للموسيقى الأندلسية، وشارك بها في عدة مهرجانات.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)