الجزائر

في حضرة الكذب



بقلم: فيء ناصر/العراق
في التاسعة، وضعتُ كذبتي الاولى.
وسرقتُ اقلاماً ملونةً
لأرسم على اي جدار يرهقني عِلوه
نخلةً وشمساً ودمىً تبتسم لعريها
وأشكالاً خضراء مبهمة ،
تبدأ بنقطة وتنتهي بها،
خضراء دائما
مثل مخاط رياض* الملتصق على وجنتيه.
هائلة آثامي القديمة تلك وباردة
كمذاق الآيس كريم
كلما أرتكبتها
تسَري رعشتها في عمودي الفقري.
وسريعاً....
أسرق نفسي بالهرب
من أبي العابس
يزمجر له مزلاج البوابة ،
يحررُ خطوطَ جبينه من بيريته العسكرية،
وينبح أوامره في كل اتجاه.
ووعيد معلمة الدين،
ست شكرية البدينة .
وفي الصباح،
كل صباح...
بوجهي الاحمق،
أجرجر كتبي الى المدرسة ،
وحيدة أقود كذبتي،
والمخاتلات الملونات، رفيقاتي.
“كلنا نكذب" تقول إمي، المصابة بعوق الفضيلة الولادي،
“وكيف ننجو من حماقاتنا؟"
ترمق ابي ...
وتنسج خيباتها مع دخان سجائرها الارستقراطية، بحسرة.
آه يا أكاذيبي...
يا أكاذيبي المطيعة الفاتنة،
تلاحقيني اينما اذهب.
ظفيرةٌ وكتفها.
وثاقٌ أبدي.
الاكاذيب شعبي وانا الملكة.
كلما وضعتُ كذبةً جديدةً
أزدادُ قوة.
لكني متعبة،
دائما متعبة،
أيتها الراحة ؟
أيتها ا ا ا ا ا ل ...ر ا ا ا.....
وكي ارتاح،
أقشرُ اكاذيبي بالاعتراف
لحشائش الحديقة العامة، تارة
وتارة عند ضريح سانت البانس**.
يا أكاذيبي..... أيتها الخدع البهية وأمصالها :
امضي قدما يا بغالي،
لاعليك...
تسلقي رعونة الصدق وحدك.
تبرعمي وإزهري.
فكل قناعة قسرٌ


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)