الجزائر

في حالة عدم تراجع اتحادية كرة اليد عن النظام الجديد ‏الفرق الثلاثة متشبثة بالمقـاطعة




هو عبارة عن آلة تشبه الهاتف النقال، تكون مصحوبة بمجموعة من الشرائط بيضاء اللون، يكفي وضع قطرة من الدم على الشرائط بيضاء اللون وإدخالها بالجهاز، ثم الإنتظار بضع ثوان لمعرفة معدل السكري بالدم، عملية بسيطة يُطلق عليها إسم قياس السكري، تمكّن مريض السكري من مراقبة نفسه طيلة اليوم، وتجنبه الوقوع ضحية لبعض التعقيدات الصحية التي قد تودي بحياته. الأمر الذي دفع ببعض الصيادلة إلى تسمية جهاز قياس السكري ''بالرفيق الدائم لمريض السكري''، والذي ينبغي أن يصطحبه حيثما كان وأينما حل.
توافقت أراء المستجوبين من المصابين بمرض السكري حول مدى أهمية وفعالية جهاز قياس معدل السكري في الدم، حيث أعربوا عن استحسانهم لهذا الجهاز الذي  جنبهم عناء الزيارات المتكررة للمصالح الإستشفائية أو الصيدليات بغية قياسه لمعرفة معدله، وكان من بين المستجوبين عبد الرحمان ''ب'' الذي اكتشف إصابته بمرض السكري مؤخرا، ولأنه على علم بخطورة اِرتفاعه والآثار التي يمكن أن تلحق به جراء ذلك، نصحه طبيبه بضرورة اقتناء هذا الجهاز لمراقبة وقياس معدل السكري في اليوم. وقال في دردشته لـ''المساء'': ''منذ أن اِقتنيت هذا الجهاز لم أواجه أية مشاكل حيال مرضي، وفي كل مرة أقصد الطبيب وأطلعه على المعدلات التي ''قستها'' خلال الشهر، فيضبط لي الدواء وفقها''.
بينما حدثتنا سهام عن حال والدتها، حيث قالت ''أخي طبيب ومع هذا أعاني كثيرا مع والدتي التي كانت تطلب منه في كل مرة أن يقيس لها السكري بمجرد شعورها بالقلق، أو لأنها لم تلتزم بالحمية الغذائية. غير أنه وبعد أن علمنا بوجود هذا الجهاز، قام بشرائه وشرح لوالدتي طريقة استعماله. ولأن طريقته سهلة، أصبحت والدتي تقيس معدل السكري بالدم بنفسها، وفي حال ما إذا اكتشفت أنه غير مستقر تعرف أنها لم تتقيد بالرجيم، ما يجعلها تتدارك الأمر سريعا''.
وحول أهمية هذا الجهاز بالنسبة لمريض السكري، قالت الطبيبة صليحة ''ب''، طبيبة عامة بمستشفى بولوغين في حديثها
لـ ''المساء'' بالنظر إلى التطورات السريعة التي يشهدها العتاد الطبي، يعد مرضى السكري من أكثر الفئات حظا، إذ بعد أن كانت المستشفيات تستقبل أعدادا كبيرة من المرضى الذين ينسون تناول الدواء، أو يتناولون بعض الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع أو اِنخفاض معدل السكري بدمهم، ما يجعلهم يدخلون في حالة غيبوبة، حيث مكنهم هذا الجهاز من مراقبة أنفسهم وضبط معدل السكر في دمهم أي أن هذا الجهاز يعمل بمثابة المنبه لحالة السكري لدى المريض.
وتضيف المتحدثة: ''وتكمن أهمية هذا الجهاز  في أنه يمكّن مريض السكري من  قياس نسبة السكري بالدم  قبل وبعد الأكل، ليتسنى له معرفة تغيرات النسبة في اليوم، وبالتالي أخذ الإحتياطات الازمة لتفادي حدوث بعض التعقيدات الصحية''.
وحول كيفية استعمال الجهاز، جاء على لسان المتحدثة أن من بين أهم الامتيازات التي يؤمنها جهاز قياس السكري أنه سهل الإستعمال، إذ يمكن لكل شخص اِستخدامه، يكفي فقط أن يتابع إرشادات الطبيب أو الصيدلاني حول الطريقة الصحيحة للقياس. ولكن تنبّه المتحدثة إلى أنه ينبغي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض المرضى، وهي أن الجهاز لا يحل مطلقا محل الطبيب، إذ يقع على عاتق المريض بعد اقتناء الجهاز أن يراقب تغيرات معدلات السكري بدمه، ويكون ملزما بزيارة الطبيب بصورة دورية، كونه يتولى مهمة تحديد طبيعة العلاج من خلال تغير النظام الغذائي له أو من خلال ضبط نسبة الأنسولين بالدم. 
الصيادلة يطالبون بمجانية أجهزة قياس معدلات السكري
لمعرفة مدى الإقبال على اقتناء أجهزة قياس معدلات السكري بالدم، و الإنشغالات التي يطرحها المرضى، قامت'' المساء'' بجولة إلى بعض الصيدليات، وكانت البداية مع الصيدلانية حنان ''ع'' ببوزريعة التي حدثتنا قائلة: ''لدى الصيدليات على مستوى التراب الوطني أجهزة قياس السكري بنوعيات ذات جودة عالية، وهي مطابقة للمواصفات الدولية  ويتراوح سعرها عموما بين 3400 إلى 3600دج، طبعا بالنظر إلى وجود بعض الفروق بين جهاز وآخر''، وتضيف مسترسلة في الحديث ''يحصل بعض المرضى على هذه الأجهزة مجانا من المستشفيات التي تتلقاه عادة من المنتجين مجانا''.
وعن بعض المشاكل التي يطرحها الجهاز، جاء على لسان المتحدثة أن المشاكل التي تواجه عادة المرضى عند استعمال هذه الأجهزة تعود بالدرجة الأولى إلى عدم قيام المريض بعملية القياس بالشكل الصحيح، أو إلى عطب قد يلحق بالجهاز كأن يحدث مثلا الخلل على مستوى البطاريات، وهي أمور ينبغي أن يتفطن لها المريض حتى يصبح عرضة لبعض المتاعب الصحية.
وعن أهمية هذا الجاهز بالنسبة للمرضى، تعلق المتحدثة ''هذا الجهاز مهم بالنسبة للمرضى سواء الذين اكتشف عندهم السكري حديثا، أو الذين يخضعون للعلاج بالأنسولين، لأنه بفضل هذا المعيار يقوم الأطباء بتعديل نسب الدواء أو يتم تغيره''.
ومن جهتها، حدثتنا السيدة وهيبة صيدلانية بالقصبة قائلة: ''يمكّن جهاز قياس نسبة السكري بالدم المرضى من مراقبة أنفسهم. وأزاح عنهم عناء التنقل إلى الصيدليات بُغية قياسه، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تتطلب حالتهم قياس معدلات السكري أكثر من أربع مرات في اليوم، وعلى الرغم من أننا نجتهد لمساعدة المرضى من خلال تقديم هذه الأجهزة بالمجان، عندما نحصل على بعض الهبات من بعض المنتجين أو المحسنين، إلا أن الطلب على هذه الأخيرة كبير. لذا حبذا لو أن الجهات المعنية تؤمّن للمريض هذا الجهاز بالمجان على مستوى المستشفيات عوض البحث عنه على مستوى الجمعيات، خاصة وأن ثمنه بالنسبة لبعض الشرائح غير المؤمنة إجتماعيا يظل باهظا، إذا علمنا أن الجهاز الأقل ثمنا لا يقل عن 3000دج''.
وهو نفس الرأي الذي لمسناه عند الصيدلانية ''زهرة'' التي قالت: ''بالنظر إلى أهمية هذا الجهاز بالنسبة لمرضى السكري الذي يمكنهم من تحقيق التوازن في نسبة السكر بدمهم من خلال مراقبته يوميا، لذا لابد لكل مريض أن يحصل عليه مجانا. وعلى الرغم من أننا نعمل على تمكين المرضى من الحصول عليه بصورة مجانية، إلا أننا عاجزين عن تغطية الطلب المتزايد على هذه الأجهزة، لا سيما وأن بعض الشرائح التي تقصدنا لا تملك بطاقة شفاء وبالتالي تكون ملزمة على شرائه في حال ما إذا لم نتمكن من تأمينه للمريض مجانا، ويكون المريض ملزما على اقتناء البطاقات التي يضع عليها قطرة الدم، سعرها 2000 دج تضم 50 بطاقة وهو مبلغ كبير بالنسبة لغير المؤمنين، لذا حبذا لو أن الوزارة الوصية تلتفت لهذه الفئة وتمكن كل مريض مصاب بداء السكري من الحصول على هذا الجهاز الذي يتحول إلى رفيق دائم له وحارس لصحته، علما أن المرضى الذين يقيسون مستوى السكري لدى بعض الصيدليات يدفعون مبلغ 50 دج لقاء القياس الواحد.

كم مرة تفتح الثلاجة في اليوم؟ وهل فتحتها لحاجة ما أم لا؟ هل تحب الجلوس أو الوقوف أمام المدفأة رغم أنك لاتشعر ببرد شديد؟ لماذا تخاف أن تترك جهاز كمبيوترك المحمول بين يدي إخوتك أو أبنائك؟ وهل تقبل إعارة آلة تصويرك أو الكاميرا لصديقك الحميم؟ وماذا عن سيارتك؟ أسئلة قد تتساءلون لما نطرحها، وجوابها سيكون بسؤال آخر''هل أصبح للآلات التي نستخدمها يوميا أهمية معنوية لدينا لدرجة أنها قد تصبح ذات أولوية مقارنة بالإنسان، وهل تعدت علاقة الانسان بالآلة منطق الحاجة المادية إلى الحاجة النفسية؟''.
في الكثير من الأحيان نجد أنفسنا نفتح الثلاجة بدون أي داع، والكثيرون يلجؤون إلى فتح الثلاجة بطريقة أوتوماتيكية بمجرد الدخول إلى المنزل، والأكيد أن الجميع سيشعر بالضيق إذا توقفت الثلاجة عن العمل. هل هي مجرد الحاجة إلى التبريد، باعتبارها الوظيفة التي تؤديها الثلاجة، أم هو ذلك التعود على وجودها في حياتنا؟
وطبعا، مايقال عن الثلاجة  هو مجرد مثال ينطبق وبدرجات متفاوتة على كل الأجهزة والآلات التي أصبحنا نتعامل معها يوميا الصغيرة منها والكبيرة. والمجال لايسعنا لذكرها جميعا، لكن أهمها الهاتف المحمول، الكمبيوتر، التلفزيون، المكيف، الفرن، الغسالة، مجفف الشعر، المكواة...الخ
حول الموضوع، تحدثنا مع عينات مختلفة من الناس وكانت الدهشة بادية عليهم ونحن نطرح عليهم هذه الأسئلة، لكن سريعا ما انتبهوا إلى وجود علاقة نفسية ما بينهم وبين بعض الأجهزة - تختلف الأجهزة بين شخص وآخر-. فهذه فهيمة تعترف بأن الثلاجة التي تحوي ماتشتهيه البطن من مأكل ومشرب، هي بالنسبة لها  المرآة العاكسة لمزاجها اليومي،''كثيرا ما أفتح الثلاجة لأتاملها فقط وأبقى هكذا لثوان عديدة حتى تزجرني أمي التي تكرر دائما القول بأن ترك الثلاجة مفتوحة لفترة طويلة يفسدها...أفعل ذلك خصوصا عندما أكون قلقة أو عندما يشغل تفكيري أمر مهم أو أكون بصدد اِتخاذ قرار''.
أما مشكلة حسنة فهي مع المدفأة، إذ تشير إلى أن مشكلتها هي علاقتها بالمدفأة - في فصل الشتاء طبعا-، إذ تقول ''لاأعرف كيف ولماذا، إلا أنه بمجرد أن يشعل أبي المدفأة أحس بأن حرارتها تجلبني، وأحيانا لا أستطيع مقاومة تلك الجاذبية، وسرعان ما أشعر ببعض البرد رغم أنني قبل إشعالها لم أكن أبدا أشعر بأي حاجة لها، والأغرب في الأمر أنني كثيرا ما أقف أمامها وأبدأ التفكير في أمور كثيرة تخصني، وكأني أحتاج لهذا الدفء من أجل التفكير''.
وبالنسبة لخديجة وهي ربة بيت من الطراز الأول كما يقال، فإن أثمن جهاز وأغلاه بالنسبة لها هو الفرن،لاسيما الذي اشترته مؤخرا والذي ''كان في قلبها''، كما تشير موضحة ''أصدقك القول، إنني فعلت المستحيل من أجل إقناع زوجي باقتناء هذا الفرن الجديد الجميل في شكله والعملي جدا والغالي الثمن كذلك...لكنني أعتبر أن هذا الجهاز هو أساس المطبخ والبيت كله، فأنا أحب الطبخ وأستمتع به، وأسعد عائلتي بأطباق مختلفة، لاسيما تلك التي أتابع إعدادها في القنوات الفضائية، ولطالما حلمت بأن يكون لي فرن مثل الذي أراه في تلك القنوات، والآن أحس أنني مثل هؤلاء الطباخين المشهورين وهذا يزيد من اِعتزازي بنفسي''.
وطبعا للتلفزيون مكانته الراسخة في القلوب، خاصة لدى الرجال. وهو مالاحظناه ونحن نزور بعض محلات بيع الأجهزة الإلكترونية، فهناك نلاحظ ذلك ''الإنبهار الرجالي'' بشاشات البلازما وبآخر صيحات التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة، وكم من واحد سمعناه يفتخر لامتلاكه تلفزيونا من الحجم الكبير من آخر ماجادت به التكنولوجيا اليابانية، وكل لواحقه كـ''الهوم سينما'' الذي يعد دليلا على رفاهية لايمتلكها إلا القليلون.
السيارة هي الأخرى ''معشوقة'' الرجال أو الضرة التي تحقد عليها الكثير من الزوجات، ولعل الانتشار الواسع لاقتناء السيارات من طرف النساء يعد بمثابة ''الإنتقام'' الذي لاتجد المرأة أحسن منه لمواجهة كلمة ''سيارتي'' التي يرددها الرجل في اليوم عشرات المرات.
وأمام هذه الأجهزة ''الثقيلة''، توجد العشرات من الأجهزة الأخرى الصغيرة بحجمها والكبيرة بعلاقتها مع كل واحد منا، لعل أهمها النقال والكمبيوتر اللذين يربط الأشخاص بهما علاقات ألفة تجعلهم يحسون بالقلق والحزن لو هم افتقدوها، لأنها ربما تحمل الكثير من أسرارهم، فيها توجد قائمة أصدقائهم وأحبائهم، وخبايا علاقاتهم وربما خواطر واعترافات لايجرؤون أن يواجهوا بها الآخرين، ولكنهم لايخشون عليها من شاشة نقالهم أو حاسوبهم.. بل أنهم قد يشعرون أحيانا أنهم أمام أخصائي نفساني ميزته الكبيرة أنه لايتحدث.
مع ذلك، فإنه لايجب إغفال أهمية هذه الأجهزة من الناحية المهنية، وعندما يختلط المهني مع النفسي قد تصبح العلاقة أوثق. وهو ماتتحدث عنه دليلة التي تقر أنها تعيش مشكلا حقيقيا في عملها بسبب اِضطرارها لتغيير مكان جلوسها في كل مرة. وتعتبر أن ذلك أسوأ ما يمكن أن يعيشه الإنسان لاسيما وأنه مطالب بتسليم عمله في الوقت المحدد.''لاأستسيغ أبدا فكرة عدم وجود مكان مخصص لي وجهاز كمبيوتر خاص بي، لأني أرى أن هذا المطلب ليس هدفه مجرد البحث عن الرفاهية، ولكنه مطلب شرعي يوفر للعامل الجو المناسب لأداء عمله في أحسن الظروف، وأعترف أنني أتوتر عندما أغيّر مكاني وأفقد التركيز''.
وتقول ''سعاد-ح'' وهي أخصائية نفسية أن السبب في التعلق بالآلات والأجهزة هو وجود نقص في التكوين النفسي، يتم استكماله بهذه الأشياء المادية التي تساهم في إشعار ممتلكيها بالتفوق لأنها حديثة ومتطورة، واستخدامها يعني الإنسجام مع الحضارة واللحاق بركب الدول الغربية المؤثرة علينا ثقافيا، والتي للتذكير هي من ينتج كل هذه الأجهزة. ونجد هذه الحاجة للشعور بالتفوق خصيصا لدى الشباب والمراهقين -كما تضيف-، لذا نجدهم يلجؤون لكل الطرق من أجل امتلاك الجديد. وتشير في هذا السياق إلى أنه مثلما توجد ظاهرة التعلق بهذه الأجهزة، يمكن كذلك ملاحظة ظاهرة الإستغناء السريع عنها والبحث عن البديل الأحدث لدى الجيل الجديد، وهو ما نلاحظه بالخصوص مع أجهزة الهاتف المحمول وكذا الكمبيوتر واللعب الالكترونية. ويمكن القول أن هذه الظاهرة تفسر من الناحية النفسية بقدرة هذا الجيل على الإنفصال السريع وعدم إعطائهم أهمية للجانب المعنوي للأشياء، أي إهمالهم للعمق واكتفائهم بالسطح أي بالشكل، وهوماينعكس على علاقاتهم الإنسانية، هذا طبعا لاينفي فكرة التعلق بالآلة أو الجهاز في حد ذاتها، والتي تمس كل الفئات العمرية.
أما بالنسبة للعمل، فترى أن التعود على مكان  معين فيه أو على جهاز أمر طبيعي، إذ تقول ''في العمل تبذلين مجهودا، والتغيير في المكان أو وسيلة العمل كالكمبيوتر كل يوم مثلا يتطلب مجهودا إضافيا لتجاوز القلق، وهذا غير معقول وسيؤثر على عطاء العامل، لذا فمن الناحية النفسية، فإن الاستقرار في مكان والتعود على جهاز أمر غير مُرْضٍ بل طبيعي. لكن يجب الإشارة عموما عن هذا الموضوع أن هذه الوسائل مهمة للإنسان المؤهل لاستعمالها لأنه في حال العكس يحدث الإشكال''.
ويبقى القول إننا بوعي أو بدون وعي، أردنا أم لم نرد، نعيش عصرا تطغى فيه الآلات على حياتنا وتجعلنا في أحيان كثيرة مرتبطين بها بشكل غير اِعتيادي، لدرجة أننا ننسى كيف كنا نحيا بدونها. ولهذا فإنها تحمل في طياتها خطرا نفسيا قد لا يرى أبعاده إلا القليلون.

شرع أول أمس، المدرب الجديد القديم شريف الوزاني سي الطاهر في عمله مع فريقه مولودية وهران، الذي عاد إليه بعد قرابة ثمانية أشهر من مغادرته له مقالا من قبل الرئيس السابق الطيب محياوي، وقد إرتأى شريف برمجة حصتين الأولى صباحية حولت إلى مركب الخيول ''عنتر بن شداد'' بالسانية في آخر لحظة، والثانية بملعب أحمد زبانة، حضرها جل اللاعبين بإستثناء ثلاثة: قادة كشاملي والحارس غول دون مبرر، وداغولو المصاب في الكاحل.
وكعادته، وبإصرار، جمع شريف لاعبيه في منتصف الميدان ليلقي عليهم كلمة، قال إنها كانت ضرورية لتحسيسهم بمسؤولياتهم تجاه فريقهم، الذي يعيش وضعا كارثيا يتطلب بذل جهود كبيرة، وتركيزا في العمل لطي هذه الصفحة السوداء في مسيرة فريقهم في بداية البطولة، مشددا عليهم الالتزام بالإنضباط، الذي قال إنه لن يحيد عنه، وسيعاقب كل متهاون به.
جباري حضرالتدريبات
وقد تميزت تدريبات، أول أمس، بحضور الرئيس الجديد لمجلس الإدارة يوسف جباري، الذي أراد تسجيل نقطة لمصلحته أمام اللاعبين، الذين كانوا قد اشتكوا غيرما مرة من غياب المسيرين السابقين إلى جانبهم سواء في التدريبات أو المباريات الرسمية،  وكشريف تحادث جباري مع لاعبيه، وحثهم على مضاعفة العمل، مجددا تأكيده لهم بأنه سيتكفل بتسوية كل مستحقاتهم، كما استغل وجود عدد كبيرمن الأنصار الذين تابعوا تدريبات زملاء بن عطية لتحسيسهم بخطورة وضعية فريقهم، وضرورة الاتحاد والوقوف وراءه لمساعدته على الخروج من مأزقه الحالي.
هل قرركشاملي تطليق المولودية؟
أصبح غياب القائد السابق قادة كشاملي، يشكل لغزا وقضية خاصة بعدما جدد غيابه في حصص يومي الخميس والسبت، وهو الذي كان قد حضر مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الجديد الأربعاء الماضي على شرف لاعبيه وتحادث مع جباري الذي حاول إقناعه بالعودة ووضع مصلحة فريقه فوق كل اعتبار، ما أعطى الانطباع على عودته الأكيدة للمولودية، غير أن تخلفه أول أمس، ورفضه الرد على المكالمات الهاتفية للمناجير الجديد حدو مولاي، أكد على نية كشاملي في عدم العودة لفريقه، خاصة ما أسربه لبعض مقربيه من أنه وضع نقطة النهاية لمشواره مع المولودية، وينتظر الميركاتو الشتوي ليغير الأجواء، ولادخل لعودة شريف الوزاني لتدريب ''الحمراوة'' في قراره، بل ضاق ذرعا بمضايقات المحيط المتعفن -حسبه-.

مازالت الفرق الثلاثة المجمع الرياضي النفطي ونادي الأبيار ومولودية سعيدة تمارس ضغطا على الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، وذلك بسبب تمسكها بمقاطعة البطولة الوطنية على خلفية ارتفاع عدد أندية دوري الدرجة الأولى إلى 20 فريقا بدلا من ,14 دون المرور على الجمعية العامة المخولة قانونا باتخاذ مثل هذه الإجراءات.
ورفض مسؤولو الأندية الثلاثة خوض غمار الجولة الرابعة التي جرت مبارياتها الجمعة الفارط، ما لم تتراجع هيئة مولود آيت جعفر عن قرار تغيير النظام التنافسي الجديد الذي تعتبره الاتحادية الشكل الأمثل لفتح المنافسة لجميع الأندية، كما يساهم في تطوير الكرة الصغيرة في كل القطر الوطني.
وبشأن كيفية تعامل الاتحادية مع الأزمة، قال المسؤول الأول للعبة في تصريح لـ''المساء'': ''الهيئة الفيدرالية تقوم بتسيير البطولة بشكل عام، والبطولة تضم 20 ناديا، فيما تبقى الأندية المقاطعة أقلية، وهذه الأندية تتحمل مسؤولياتها مثلما تتحملها الاتحادية... وكان على الأندية المقاطعة أن ترد بالإيجاب على دعوات الوزارة والوسطاء لاستئناف الدوري المحلي، حفاظا على مصلحة الكرة الصغيرة لأن الفائز لن يكون لا الاتحادية ولا الأندية وإنما كرة اليد، لأن اللاعبين هم المتضررون من المقاطعة".
وأضاف مبرزا، أنه انتهى العصر الذي كانت فيه الأندية القوية تفرض بإمكانياتها ومواقفها على الأندية التي توصف بالضعيفة... فكل الأندية متساوية أمامنا، والفرصة مواتية لكل الأندية، دون استثناء، لإبراز مواهبها والاستفادة من نفس الإمكانيات. وأقول للأندية المقاطعة إنه حان الوقت لاستغلال الفرصة للعودة إلى المنافسة.
بالمقابل، قال رئيس نادي الأبيار، عبد السلام بن مغسولة، الذي كان فريقه أول من عارض نظام المنافسة الجديد للبطولة الوطنية لكرة اليد، لـ''المساء'': ''نُصر على المقاطعة ونعارض بشدة الصيغة الجديدة لنظام المنافسة الذي لا يرتكز على أسس ترقوية التي تساهم في الإنعاش المستديم للكرة الصغيرة الجزائرية... وسنواصل مقاطعة البطولة حتى ولو كلفنا ذلك السقوط إلى الدرجة الثانية" وأضاف موضحا، أن هذا الاحتجاج يترجم الرفض القاطع للصيغة الجديدة للمنافسة التي تعد مهزلة حقيقية ويمكنها أن تجعل مستوى البطولة متدنيا وليس خدمة للمصالح الشخصية، كما يدعي رئيس الاتحادية الذي قال: ''الأندية الثلاثة تمارس ضغطا على الاتحادية ليس بسبب الصيغة الجديدة المعتمدة، وإنما بسبب اقتراب موعد الانتخابات".
وختم محدثنا كلامه بالقول إن الوصاية لم تطبق الاقتراحات التي وافقت عليها خلال اجتماعها بالاتحادية والأندية الشهر الماضي... والحل الوحيد لعودة الأندية للمنافسة هو معاقبة المسؤولين عن الفوضى التي تعرفها أسرة كرة اليد.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)