الجزائر

في جلسته الختامية أول أمس الملتقى الدولي الحادي عشر لـ”تاريخ تلمسان الأدبي” ينفض الغبار عن مفكري المدينة



في جلسته الختامية أول أمس               الملتقى الدولي الحادي عشر لـ”تاريخ تلمسان الأدبي” ينفض الغبار عن مفكري المدينة
أثار ثلة من أهل الاختصاص في الأدب بقصر ”إمامة” بتلمسان، في إطار اليوم الثالث والأخير للملتقى المتعلق بـ”تاريخ تلمسان الأدبي”، جملة من المواضيع قدموا من خلالها قراءة لعلماء المدينة وكذا الإرث الأدبي الذي تركوه سواء في أدب الرحلة أو مختلف الإسهامات التي عرفت في ذاك الزمن. الملتقى الأدبي الذي أسدل على فعالياته صبيحة أول أمس، نفض الغبار على عديد الشخصيات العلمية والأدبية التي عرفتها تلمسان منذ قرون ماضية، كما أضاء جوانب مظلمة مست مختلف ما أنتج في الأدب والشعر، التاريخ، علم الاجتماع والسياسة، حيث كان فرصة لتجليتها إلى المهتمين والباحثين الجزائريين والعرب وحتى الأجانب في هذا المجال الثري والمتنوع بغرض دراستها واتخاذها كمرجع تقوم عليه البحوث العلمية والأدبية المستقبلية.   وقد عرفت مداخلات اليوم الختامي الذي شهد حضور بعض الوجوه الأدبية الجزائرية البارزة، على غرار ضيف الشرف الكاتب رشيد بوجدرة، وكذا الكاتبة المغتربة نجاة خدة، تقديم مجموعة من المحاضرات دارت في مجملها حول التعرض لبعض المؤلفات التلمسانية المشهورة وفي مقدمتها كتاب”ديوان الصبابة”،” نفح الطيب”، وكتاب” طوق الحمامة”، بالاضافة إلى ثلة من إعلام الأدب  الشعر وكتَاب التاريخ، كابن أبي حجلة، ابن حزم الأندلسي، ابن داود الظاهري وغيرهم.  وسلطت المداخلات الضوء على مدى إسهام هؤلاء في إثراء الحقل الأدبي العربي بصفة عامة والجزائري والمغاربي بشكل خاص، حيث قدم الكاتب العراقي نهاد حسوبي، قراءة في الآثار المتبقية لابن أبي حجلة التلمساني، ورسم في ذات الإطار صورة واضحة عن الحياة الفكرية لهذه المدينة العريقة خلال القرن الثامن هجري والقرني الخامس والسادس عشر ميلادي. كما أبرز بالتحليل والتفصيل السيرة الذاتية لهذا المفكر وكذا دراسة أهم ما أنتجه خلال فترة حياته التي عرفن إنتاجا منقطع النظير في الدواوين الشعرية وأدب الرحلة، بالاضافة إلى المؤلفات التي تعنى بالحب، وعلى رأسها ديوان ”الصبابة”، الذي نال جانبا من اهتمام أدباء العربية، فقد أُلفت فيه مجموعة من الكتب تأليفا مستقلا، ككتاب ”الزهرة” لمحمد بن داود الظاهري، وغيرها. من جهته حاول مرتضى حسن محسن، من جامعة بغداد، استعراض سيرة وإسهامات المثقف والفقيه الونشريسي في الحياة الفكرية والدينية بعاصمة الدولة الزيانية، حيث تطرق في محورين الى إبداعاته في مجال الكتابة وفتاويه التي حاربت اللصوصية التي عرضته الى مضايقات الأمراء الذين أمروا بنهب داره، وبالتالي جعلته يخرج فارا بدينه وأهله إلى فاس بالمغرب. بالمقابل نوه التونسي منجية عرفة، في آخر مداخلة في الملتقى، بثراء وغنى المكتبة التلمسانية التي كان التنوع فيها حاضرا كغيرها من مدن العلم والفقه المنتشرة في الوطن العربي، مبرزا منهاج التعليم السليم وأمهات الكتب في مدرسة المدينة من خلال رحلة العلامة ابن خلدون. يذكر أن الملتقى الذي دامت أشغاله ثلاثة أيام، عرف مشاركة مميزة جمعت أساتذة عشر دول عربية وأجنبية وكذا جزائرية، ونظم بالتعاون مع جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان والمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.   تلمسان: حسان مرابط


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)