"المراجعة التقويمية" هي أحد الجوانب التي أسهمت بشكل كبير في تقدم المعرفة اللسانية في الغرب؛ إذ ظل هذا التقليد العلمي راسخا يبُثّ الحياة في شرايين المعرفة ويغذيها باستمرار.
وعلى الرغم من أهمية هذا التوجه، والدور الذي يمكن أن يقوم به في خلق ممارسة إبستمولوجية تعي حقيقة الإنجاز اللساني العربي الحديث، وتسهم في ترسيخ خطاب تقويمي للحيز التداولي اللساني العربي، وقياس النظريات اللسانية لمعرفة آلاتها ومساطرها وأوزانها، فإن هذا التقليد لم يترسخ بعد بالشكل الكافي في ثقافتنا.
وغايتنا من هذا البحث هي الوقوف على تجل من تجليات هذه الممارسة التقويمية ممثلة بمراجعات الدكتور سعد مصلوح، فنعرض لمنطلقاتها وغاياتها ومرجعيات الاستدلال وأسسه فيها. ولا يدعي البحث أنه يتناول قضيّة من قضايا اللغة سواء النظريّة أو التطبيقيّة تناولا مباشرا ليبدي فيها رأيا بكرا أو ليطرح بشأنها أسئلة لم يطرحها أحد من قبله حتى يمكن أن يقال عنه إنه: أصيل جديد. ولكن غاية ما يرمي إليه عَرض بعض مجهودات الدكتور سعد مصلوح في المراجعة والتقويم، وهو ما يجعل البحث في باب عرض القراءات و"تقييم" الأعمال ومجهود الشخصيات الأعيان، أو لنقل على وجه الدقّة إنه في "نقد النقد"؛ لأننا ركزنا على كتابات سعد مصلوح المهتمة بنقد أعمال غيره وتقييم حال البحث العربي.
ويأتي هذا العمل استكمالا لبرنامج بحث سطرناه منذ سنوات غايته تأسيس ممارسة إبستمولوجية على أسس علمية متينة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - حافظ إسماعيلي علوي
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 7, Numéro 2, Pages 11-62 2016-06-01