الجزائر

في تذكر فرقة "الدبزة"


في تذكر فرقة
في عدد الخميس من جريدة لوجان انديباندان، قرأت حوارا في الفقرة التي ينشطها أسبوعيا الفنان الساخر كمال ديناميت آخر الفنانين الطوباويين حميان مرزوڤ المشهور بمرزوق وكان أحد أعمدة الفرقة الأسطورية "دبزة"، وظل مرزوق وفيا لروح فرقة الدبزة بنشاطه المستمر ومثابرته وحفاظه على أفكاره ومبادئه والمثل التي دافع عنها وهو في مقتبل العمر..مرزوق ليس من أولئك الذين تخرجوا من الجامعة، بل كان شابا نادلا في مقهى من مقاهي العاصمة، لكن القدر غيّر كل حياته، يوم التقى بكاتب ياسين في مسرح موڤادور، فالتحق كسائق شخصي لكاتب ياسين الذي كان لا يقود السيارة، لكن في ذات الوقت انخرط في الحركة الثقافية النضالية، فعاش أحداث الربيع الأمازيغي وواصل نضاله ضد التشدد الديني ومن أجل انتصار الحريات الفردية والجماعية، وإعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغية، وتعرفت على مرزوق في بداية الثمانينيات عندما كنا نتعاون مع بعض، قصدت فرقة الدبزة التي كانت تقدم الأغاني النقدية السياسية الملتزمة لفرقة كمال أمزال المسرحية التي أسستها رفقة طلبة بعد اغتيال زميلنا وصديقنا كمال أمزال ذات مساء من نوفمبر 1982..أشعر بالحزن أن تنسى الذاكرة الفنية لجمعيات وفرق أعطت الكثير للحياة الثقافية والسياسية إبان فترة الحزب الواحد.. لقد تكونت فرقة الدبزة في خضم النضالات الثقافية والسياسية في بداية الثمانينيات، وكان من بين مؤسسيها مزيان وراد، الصحفي الذي لمع نجمه بأسبوعية الجزائر الأحداث والمناضل في سبيل القضية الأمازيغية بحيث غادر الجزائر في السنوات الحمراء، وبعد عودة وذهاب استمر مؤخرا بفرنسا كواحد من المغمورين وكذلك عمارة بن يونس، الذي سيكون من بين مؤسسي الأرسيدي، ثم يصبح وزيرا أكثر من مرة في حكومة بوتفليقة ورئيس حزب سياسي، ورابح بلهوان الذي أصبح فيما بعد مناضلا في الأرندي ونائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى في العهدة السابقة، وعبد اللطيف بوناب المدعو تيتيف الذي أصبح إطارا في مؤسسة بنكية لكنه استمر في النشاط والإبداع والكتابة المسرحية، وكان من بين مؤسسي فرقة رفقاء نجمة مع سليم بن سديرة في التسعينيات، وهو الآخر من مؤسسي فرقة دبزة، وجمال زناتي الذي واصل لوقت نضاله السياسي في الحركة الثقافية وإيدير بن يونس الذي سيصبح مديرا لجريدة لاديباش دو كابيلي.. وكان لأغاني فرقة دبزة تأثيرها البالغ في الحياة الطلابية، خاصة الأغاني التي كتبها محمود راشدي الذي كان من بين ألمع كتابها رفقة عبد الكريم غزالي صاحب نص "هزي عيونك" ومن بين الأغاني التي كان لها رواج كبير في أوساط الطلبة، أذكر "واش قراوك في ليسكوت يا وليدي" و«أليزي أليزي دزاير سيفيليزي"... إن مثل هذا التاريخ يجب أن يكتب ويلتفت إليه الجامعيون وذلك حتى يمكن إعادة الاعتبار لكل الأجزاء النيرة من ذاكرتنا الثقافية التي حاصرتها اللامبالاة والنسيان..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)