تعيش المراكز الثقافية المنتشرة في ولاية مستغانم حالة من الركود، عززها انعدام التأطير في غالبيتها مع نقص ثقافة التطوع لدى شباب الولاية، حيث أصبحت بعيدة كل البعد عن تطلعات المواطنين، مما أضعف قدرتها على جذبهم أو التأثير على ميولاتهم وصقل مواهبهم.المثير للإنتباه أن جل المراكز الثقافية تحمل نفس المخطط المعماري، فمكتب المدير أول ما نشاهده عند مدخلها، بينما تتوسط قاعة الحفلات المليئة بالكراسي الفارغة مجموعة من المكاتب يختلف أثاثها من مركز لآخر. يسير المركز الثقافي مدير محدود الصلاحيات ملزم بالعمل مع جمعية لنشاطات الشباب ممولة من طرف مديرية الشبيبة والرياضة أومن ميزانية البلدية، كما أن الجمعية مخولة بالتعاون مع المدير لتنشيط الجو الثقافي والرياضي، بينما تملك البلدية مبنى المركز وهي المخولة بترميمه أو توسيعه دون أن يكون لها دخل في الجانب البيداغوجي. ينشط الشباب في الغالب دون تأطير علمي موجه؛ حيث يعمدون للتدرب على الآلات الموسيقية دون دراية بالسلم الموسيقي ويمثلون على خشبة المسرح دون دراسة لأبجديات هذا الأخير.وقد أجمع مدراء المراكز الثقافية الذين اتصلنا بهم على أن تطبيق التصحيح الهيكلي الذي اقترحه وزير القطاع السابق يحي ڤيدوم، كفيل بإخراج المراكز الثقافية من دائرة المناسباتية، كما يسمح بخلخلة الجمود الذي تعرفه الساحة الثقافية في مستغانم، حيث ينص التصحيح على استحداث مناصب عمل قارة أهمها المسير المالي، مع توظيف مؤطرين في المجالات التي يمكن أن تجذب الشباب كالإعلام الآلي، الموسيقى، الرسم والمسرح.. كما أضافوا أن نقص ثقافة التطوع لدى شباب الولاية وانعدام التأطير يجعل من عمل المراكز الثقافية أقل احترافية.كما لم يخف مدراء المراكز الثقافية وجود بعض الإستثناءات التي لا تؤثر على المردود العام، والمهم بالنسبة لهم التفكير في الاستثمار في الموارد البشرية بإعادة تفعيل المراكز الجهوية للتربية كمركز عين الترك بوهران، عوض الإهتمام بالجانب المادي فقط، حيث أن البرامج البلدية للتنمية التي نفذت منذ سنوات سمحت حسبهم بإضفاء شيء من الجمالية على المراكز، لكنها بدون المؤطرين تبقى غير كافية، رغم استهلاكها لمبالغ طائلة كان من الممكن توجيه جزء منها إلى التأطير. ت. خطاب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com