الجزائر

في اليوم الثاني من البكالوريا: الامتحانات تجرى في أجواء عادية و الرياضيات تحبس الأنفاس



تسبب موضوع مادة الرياضيات لمختلف الشعب أمس، في نوبات من الذعر والقلق لدى كثير من المترشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، بسبب صعوبة الأسئلة، لا سيما بالنسبة لشعبة تقني رياضي، وأجهشت مترشحات بالبكاء، خشية لحصول على علامات دنيا قد تحرمهن من تحقيق النجاح.وسارت امتحانات شهادة البكالوريا في يومها الثاني في ظروف جد عادية، بفضل التدابير التنظيمية التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية، والتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية لتأمين مراكز الإجراء ومنع تسريب المواضيع، واجتاز أمس أزيد من 670 ألف مترشح مادتي الرياضيات والإنجليزية، واشتكى كثير منهم من صعوبة موضوع الرياضيات الذي كان متشعبا وطويلا لدى مختلف الشعب.
وتسبب موضوع الرياضيات فور توزيعه في نوبات من البكاء والخوف لدى كثير من المترشحين، خصوصا الإناث، وواجه بعضهم صعوبات كبيرة في معالجته بسبب حالة الارتباك التي اعترتهم، لكن سرعان ما استعادوا أنفاسهم بعد قراءة الأسئلة بتأن والشروع في حلها، واستغرق معظهم أزيد من أربع ساعات كاملة في الإجابة عن الأسئلة.
نشر موضوع الرياضيات ساعة بعد انطلاق الامتحان
وعلى غرار اليوم الأول لامتحانات شهادة البكالوريا، تم نشر موضوع الرياضيات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حوالي ساعة من انطلاق الامتحانات، دون أن يؤثر ذلك على الممتحنين الذين كانوا منهمكين في التركيز والبحث عن الحلول الصحيحة، وهو ما أكده أيضا رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ «علي بن زينة»، نافيا تأثير ما تم تداوله على نفسية الممتحنين، متهما أطرافا بمحاولة التشويش على السير الحسن لامتحانات شهادة البكالوريا، وبإثارة المشاكل للوزير الجديد، الذي استطاع حسبه أن ينظم الامتحانات الرسمية في جو من الطمأنينة والسكينة.
وأشاد رئيس المنظمة بالظروف المواتية التي جرت فيها امتحانات البكالوريا في يومها الثاني، نافيا تسجيل مشاكل أو حوادث أثرت على الجانب التنظيمي، معتبرا بأن عدم إثارة النقابات لملاحظات أو انتقادات بشأن ظروف سير هذه الامتحانات وكذا عدم رفع شكاوى من قبل الأولياء بسبب نقائص أو مشاكل معينة، يعد مؤشرا إيجابيا على نجاح هذه الدورة، آملا أن تطبع نفس الأجواء باقي أيام هذه الامتحانات.
جدل حول استعمال الآلات الحاسبة في امتحان الرياضيات بشعبة العلوم التجريبية
وعرفت مختلف مراكز امتحانات قسنطينة، في اليوم الثاني من امتحانات شهادة البكالوريا تطبيق إجراءات حراسة مشددة على المترشحين، حيث تم سحب المئات من الآلات الحاسبة المبرمجة وحتى العلمية العادية من التلاميذ وهو ما أحدث جدلا قبل بداية الامتحان، فيما تطابقت آراء غالبية تلاميذ شعبة العلوم التجريبية حول سهولة موضوع الرياضيات، فيما اشتكى المترشحون في شعبتي الآداب واللغات من صعوبة المادة.
وأكد غالبية المترشحين، الذين التقت بهم النصر في الفترة الصباحية، أن رؤساء المراكز والأساتذة الحراس فرضوا إجراءات صارمة تجاوزت بحسبهم، حدود المعقول، حيث تم منعهم من استعمال آلات حاسبة قبل بداية الامتحان رغم أنها غير مبرمجة، قبل أن يتم تدارك الأمر بعد تدخل بعض أساتذة الرياضيات، فيما لم يسجل المركز المخصص للعلميين بعلي منجلي أي عمليات تفتيش.
وذكر بعض المترشحين والأساتذة للنصر، أنه لم يسجل أي محاولات غش، حيث تم تشديد الحراسة وفحص آذان التلاميذ، وتفتيش كل من يتم الشك فيه، فيما أجمع مترشحو شعبة العلوم التجريبية، أن امتحان الرياضيات كان في متناول الجميع ، لكن تلاميذ شعب الآداب واللغات والفلسفة وكذا التسيير والاقتصاد، كان لهم رأي مغاير إذ اشتكوا كثيرا من صعوبة الأسئلة.
وأفاد مدير التربية بوهالي محمد للنصر، أنه تم تسجيل حالة غش واحدة لمتمدرس استعمل البلوتوث بمركز خزندار وتم إقصاؤه، كما ارتفع عدد الغيابات في أوساط الأحرار إلى أزيد من ألفي حالة من أصل 7 آلاف مترشح، فيما ذكر أحد رؤساء المراكز،أنه تم الاستعانة بأستاذة الفيزياء والرياضيات للتمييز بين الآلات الحاسبة العلمية العادية والمبرمجة، مشيرا إلى أن العديد من المترشحين عمدوا إلى استعمالها، قبل أن يتفطن لهم الحراس قبل توزيع الأسئلة، وخير دليل كما قال هو إحضارهم لحاسبات علمية عادية احتياطيا.
إحباط محاولات غش ببعض المراكز
وتقلصت مظاهر الغش أمس أيضا، بتسجيل حالات جد محدودة، حاول أصحابها استعمال قصاصات ورق أو أجهزة بلوتوث في الغش، وسجلت ولاية برج بوعريريج محاولتي غش عبر مركزين يقعان بعاصمة الولاية، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين حسب ما اكده «للنصر» مدير التربية، في حين ابدى مجمل المترشحين ارتياحهم لنوعية الأسئلة، مؤكدين تخوفهم في البداية من موضوع الرياضيات، غير أنهم سرعان ما شعروا بالاطمئنان بعد الاطلاع على المواضيع، فيما قال مترشحو شعبة تقني رياضيات إن الأسئلة كانت طويلة ومتشعبة، ما حتم عليهم استغراق وقت طويل في حلها.
كما أحصت ولاية ميلة أول أمس حالة غش على مستوى مركز ديدوش مراد بعاصمة الولاية، في مادة العلوم الإسلامية، بعد ضبط قصاصات ورق لدى مترشح في شعبة العلوم التجريبية، ليتم طرده من قبل الحراس ورئيس المركز، وتحرير تقرير بشأنه.
وبولاية تبسة ارتفع عدد المترشحين المقصيين بسبب الغش أمس، إلى 13 مترشحا، وأوضحت مديرية التربية بأن أغلبهم من الأحرار، حاولوا استعمال الهواتف النقالة وأجهزة أخرى للغش، وسجلت الولاية في اليوم الأول لانطلاق امتحانات شهادة البكالوريا إقصاء 10 مرشحين، وتغيب 67 مترشحا نظاميا و حوالي 2000 مترشحا حرا.
مترشحون يرفضون دخول مركز الإجراء
ورفض مترشحون بمركز عزون الشريف بمدينة تبسة دخول مركز الإجراء، في سابقة أولى من نوعها، احتجاجا على إجراءات الإدارة، ورفع الطلبة شعار «روَح روَح»، ضد رئيس المركز، مصرين على عدم الالتحاق بقاعات الامتحان، واستدعى الأمر تدخل مدير التربية بالولاية، الذي تحاور مع الطلبة وأقنعهم بالدخول، بعد الاستماع لانشغالاتهم، وظل المركز في حالة استنفار وغليان، الأمر الذي دفع بالوالي إلى تسخير القوة العمومية لإرغام الطلبة على الالتحاق بالمركز، فيما أوقفت الشرطة مترشحا واحدا اعتدى على أحد الحراس بعد منعه من الغش
جمعيات تساهم في التكفل بالمترشحين
ساهمت جمعيات في تدعيم جهود المجالس البلدية في التكفل بالتلاميذ الذين حولوا إلى مراكز تبعد عن مقر إقامتهم، بتوفير الإطعام واستقبالهم بعد انقضاء امتحانات الفترة الصباحية، في انتظار الالتحاق بمراكز الإجراء مجددا في الفترة المسائية، على غرار جمعية «الإحسان» ببلدية تغزوت بالوادي، التي تكفلت ب 200 مترشح، بتخصيص قاعات مكيفة ووجبة الغذاء كاملة ومياه باردة وعصائر، بمساهمة الخيرين من أبناء البلدية.
وعبر مترشحون بولاية جيجل عن ارتياحهم، للأجواء التي طبعت اليوم الثاني، رغم حالة الإحباط التي طغت على بعضهم بسبب موضوع الرياضيات، لكنهم أكدوا أن الأسئلة كانت ضمن المقرر الدراسي، وسجلت الولاية 13 بالمائة نسبة غيابات خلال اليومين الأخيرين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)