الجزائر

''في الفترة الأخيرة قلما تجد فيلما أو مسلسلا يجذبك للمشاركة فيه'' الممثل محمود عبد العزيز ل''الخبر''



''في الفترة الأخيرة قلما تجد فيلما أو مسلسلا يجذبك للمشاركة فيه''                                    الممثل محمود عبد العزيز ل''الخبر''
اعترف الفنان محمود عبد العزيز، أن مسلسل ''رأفت الهجان'' أحدث إشباعا لدى الجماهير العربية، ولذلك رفض كل السيناريوهات التي قدمت له وتناولت المخابرات المصرية. وأرجع ساحر الدراما العربية غيابه، في لقاء مع ''الخبر''، إلى ضعف مستوى ما يقدم من دراما اليوم، قائلا: ''في الفترة الأخيرة، قلّما تجد فيلما أو مسلسلا يجذبك للمشاركة فيه، والتمثيل لا يفضل الكمّ، المهم الكيف''.
افتقدك المشاهد العربي كثيرا على شاشة رمضان، ما سبب هذا الغياب؟
لم يكن الغياب مقصودا أو متعمّدا، لكن أفكر ألف مرة قبل الدخول في أي عمل، وأقرأ عشرات السيناريوهات، حتى أختار ما يناسبني فيها، أحب في كل عمل تقديم شيء مفاجئ وجديد للجمهور. وقد عرضت عليّ خلال السنوات الماضية الكثير من السيناريوهات، لكنها لم تكن تناسبني. وفي العام الماضي، أعجبت بشخصية ''محفوظ زلطة'' في مسلسل ''باب الخلق''، وبقينا نحضر له لمدة سنة كاملة، ورفضنا أن نخرج به رمضان الماضي، حتى يأخذ حقه في التحضير.
أشاد الكثير من النقاد بمسلسل ''باب الخلق''، ما سرّ نجاحه في نظرك؟
نحن كفريق عمل كنا نعمل وكأننا عائلة، والأجواء كانت حميمية بيننا، وجميع عناصر العمل كانوا يريدون إنجاحه، فشعر الجميع أننا أمام تحدّ ويجب أن ننجح فيه. كما أن الموضوع يحفز الممثلين على التمثيل، والمخرج على اكتشاف أماكن جديدة في التصوير وإدارة العمل بشكل جيّد، فهناك أفكار مغرية. لذا، لم يبخل الإنتاج علينا، وصوّرنا في أكثر من دولة في الخارج، منها سلوفينيا وعدة محافظات مصرية، وتمت عملية تصحيح الألوان في فرنسا، واستعنا بمشرفة على الماكياج من تركيا.
هل لك أن تحدثنا عن تجربتك في مسلسل ''رأفت الهجان''، وكيف نجح هذا العمل وأصبح واحدا من أهم المسلسلات في تاريخ الدراما العربية؟
الصدق هو سبب النجاح، فإذا لم يكن العمل كله مترابطا وفريقه أيضا، لن يصدقه الناس. وأنت كفنان تحاول أن تصل بإحساسك للناس، بأن هذا شيء حقيقي. كما أن مخرج العمل، يحيى العلمي، اشتغل ببساطة شديدة، لا تشعرك بوجود مخرج يستعرض عضلاته، رغم وجوده كمخرج كبير خلف الكاميرا. فقد كان يعطيني المشهد مكتوبا في ثماني صفحات، وحينما أقرأه، أشعر بأنه مشهد معقد جدا، يغيّر قطعات الكاميرا بإحساسه، ويبني علاقة خاصة بينك وبينه كممثل، قائمة على الاحترام ولا يتنازل أبدا، وكرامته كمخرج فوق كل شيء، كانت هناك روح جماعية ورغبة حقيقية في العمل بصدق.
المشاهد للمسلسل يشعر بأن الساحر ألغى شخصيته الحقيقية وأصبح رأفت الهجان، كيف تم ذلك؟
أنا لا أعرف طريقة أو مدرسة في التمثيل، المسألة إحساس وليس خطا هندسيا أسير عليه. فحينما قرأت سيناريو ''رأفت الهجان''، ذهبت إلى المخابرات العامة، وأخذت منهم ملفا فيه الأوراق الشخصية لهذا البطل وصورا له في مختلف المراحل العمرية، وأحضرت المجلات والصحف التي صدرت في تلك المرحلة الزمنية، وشاهدت فيها طريقة تصفيف الشعر والملابس التي كان يرتديها كل من عاش هذه الفترة الزمنية، خاصة أن رأفت الهجان كان شديد الأناقة، رأيت جملة في أوراق المخابرات العامة المصرية عنه، وهي بالعامية المصرية ''بيتكعبل في النسوان''، وهي جملة بالنسبة لي شديدة الثراء في التمثيل، فالجملة تبرّر علاقاته النسائية الكثيرة والمتشعبة، وحبه للنساء بشكل كبير إلى درجة تجعلني أخلق علاقة خاصة بينه وبين أي امرأة قابلها في حياته. وقد عرضت عليّ بعد ''رأفت الهجان'' عشرات المسلسلات وأفلام الجاسوسية، لكنني رفضتها، فالجمهور حدث له تشبع، وماذا سأفعل ثانية بعد رأفت الهجان.
لماذا لم يحدث مسلسل ''محمود المصري'' نفس الطفرة ولم يكن بمستوى رأفت الهجان؟
لأن الظرف السياسي والاجتماعي تغير، والقدرة على الإبداع لم تعد كما كانت، والهدف من ''محمود المصري'' بالنسبة لي هو تقديم قدوة للشباب، لأنه رمز للكفاح والصلابة والإصرار، فقد خسر ثروته أكثر من مرة ونجح في استعادتها، و''محمود المصري'' قريب من الشخصية اللبنانية في شطارتها بالبزنس والأعمال، وهذا سبب نجاح المسلسل بشكل كبير في لبنان مثلا. أما ''رأفت الهجان''، فيجب أن يوضع في إطار آخر، لأنه تركيبة بإحساسها وظروفها، وطبيعة موضوعها مختلفة.
لكنك تبدو بخيلا في التعامل مع الجمهور في الفترة الأخيرة؟
وصفي بالبخل جارح جدا، لأنني كريم جدا في الحالتين والحمد لله، والكرم أن أقدم شيئا جيّدا يدل على احترامي لجمهوري، وفي الفترة الأخيرة، قلما تجد فيلما أو مسلسلا يجذبك للمشاركة فيه. ففي بعض الأحيان، يعرض علي 20 فيلما، قد تجد فيهم فيلما أو نصف فيلم جيّد، والتمثيل لا يفضل الكمّ الكثير، المهم الكيف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)