الجزائر

في الصورة رابح رابحي، طفل فقير يبلغ من العمر خمس سنوات



في الصورة رابح رابحي، طفل فقير يبلغ من العمر خمس سنوات
بثياب رثة، حافي القدمين، أمام منزله البسيط بالقنادسة جنوب بشار في الصحراء الجزائرية.
بعد وفاة أمه، سيضطر والده الفقير إلى تسليمه لعائلة فرنسية ليس لها أولاد، لتتبنّاه. هكذا سيغيّران اسمه ليصبح بيار رابحي.
في وهران سيتولان تربيته، تربية مختلفة تماماعن ثقافته الأصلية ؛ وفي لحظة سيطرده والده الفرنسي بالتبني. سرعان ما يقرر الشاب الصغير الهجرة إلى فرنسا، وحيدا، ليصنع مجده.
بعد نحو خمسة عقود، سيصبح بيار رابحي أشهر شخصية في فرنسا، يطلب وده كبار الشخصيات السياسية والثقافية والفنية في فرنسا، وعندما يحاضر في أي مكان هناك، ستكتظ القاعة عن آخرها ؛ طريقته في الحكي والكلام تدهش الجميع، وطريقته في اللباس البسيط والتواضع تدهش الجميع أيضا.
في فرنسا، سيملك هناك منزلا رحبا ومزرعة كبيرة، يجري فيها تجاربه في الفلاحة. يصفونه بالفيلسوف والخبير البيئي، ثم يؤلف عشرات الكتب في الفكر والبيئة، وتحقق كتبه رواجا واسعا. وأمام مواقفه المدافعة عن البيئة في محاضراته ومؤلفاته ودرساته، وكذلك في تجاربه الميدانية في فرنسا وافريقيا ؛ ستعيّنه الأمم المتحدة خبيرا في الأمن الغذائي.
في الحلقة الخامسة والأخيرة من حصة أجرتها معه الاذاعة الثقافية الفرنسية ؛ سألته المذيعة الفرنسية، عن علاقته بالقنادسة، مسقط رأسه ؛ قال أن الحنين يراوده لزيارتها، لكنه لا يرغب، لأن الصورة التي انطبعت لديه عن بلدته في الطفولة، كفضاء روحاني، كمعمار قديم، كتراث انساني، لا يرغب في محوه من ذاكرته ؛ لأنه يعرف أن القنادسة الآن، صارت مدينة مختلفة عن القنادسة طفولته ؛ طغت عليها مظاهر العصرنة.
* أجرت معه الاذاعة الثقافية الفرنسية، قبل أسبوعين حوارا مطوّلا، في خمس حلقات، يحكي فيها عن طفولته وحياته ومغامراته ونجاحه؛ وقد حرص على نشر صورته في موقع الاذاعة، عندما كان طفلا ؛ لم يخجل من فقره ولا من بلدته الصغيرة ولا من ماضيه، بل يفتخر ببلدته الصحراوية الصغيرة وبأبيه الذي علمه مجابهة الحياة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)