الجزائر

في الذكرى الـ24 لاغتيال علي مسيلي آيت أحمد يدعو إلى تغيير سلمي في الجزائر ويحذر من الانزلاق



 قال زعيم جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، إن الجزائر ليست بمعزل عما يحدث في البلاد العربية من ثورات، مشيرا إلى أن الشعوب العربية، ومنها الشعب الجزائري، لا تزال تقاتل من أجل الديمقراطية، غير أنه دعا إلى ''التغيير السلمي'' وحذر من ''العنف''.
أوضح زعيم الأفافاس، لدى وقوفه ترحما على مناضل الأفافاس السابق، علي مسيلي، أول أمس السبت، في الذكرى الـ24 لاغتياله بفرنسا، أن الانشغال العميق للجزائريين، اليوم، يكمن في تقديم أولوية ''إطلاق ديناميكية لنقاش وطني تطرح فيه انشغالات المواطنين اليومية''.
 وقال آيت أحمد إن ''النقاش حتمية لا مفر منها تستدعيها معاناة ومخاوف الجزائريين''، على أنه ''أصبح واجبا أن يضع الجزائريون الثقة في أنفسهم وبينهم، الأمر الذي يعزز إعادة بناء الروابط الاجتماعية والسياسية في البلاد''. وأقر المسؤول الأول عن الأفافاس بأن المهمة شاقة وطويلة أيضا، لكن حتما الجزائريون سوف يجدون أنفسهم بعد ذلك أحرارا.
ووقف آيت أحمد بمقبرة ''بار لاشيز'' بباريس، أمام قبر الراحل علي مسيلي الذي اغتيل سنة ,1987 قائلا إن الثورات التي يعرفها العالم العربي، وخص بالذكر ما حصل بتونس ومصر، ''أعطت دفعا قويا للتاريخ''، لكنه يشير إلى التغيير في الجزائر، بواجب إحداثه، سلميا، دون تكلفة غالية. وحمل هذا الشق من خطابه ملامح المبادرة التي أطلقها قبل أسابيع قليلة، مقدما انتخاب مجلس تأسيسي سيد واحدا من الحلول المقترحة بالنسبة للأفافاس.
وخاطب زعيم الأفافاس الحضور أمام قبر مسيلي بالقول: ''لقد كنت من المؤمنين بالحركية التي يعرفها العالم العربي، في وقت دفع الجزائريون فاتورة غالية في معركة الحرية والكرامة وتغيير النظام''.
وحذر آيت أحمد من انزلاقات محتملة تحت ما أسماه بـ''عدوى الديمقراطية'' التي تؤدي إلى ''تصرف غير مسؤول تماما''. وقال: ''لا ينبغي أن نكذب على أنفسنا''، والرهان بالنسبة له، الكفاح من أجل بناء قوى سياسية متوازنة انطلاقا من معتقداتنا، وبدءا من القاعدة بدلا من الانزلاق نحو الاضطرابات والعنف، مشيرا بأن دم الجزائريين هدر كثيرا.
ورافع آيت أحمد من أجل ''تغيير سلمي في الجزائر''. ورغم أنه استعاد أملا سابقا شاركه فيه زميله في النضال علي مسيلي، بضرورة تغيير الأنظمة في البلدان العربية، إلا أنه رأى ''من المفارقة أن يعود الجزائريون إلى سنوات الدم والدمار''، بينما انتقد وضعا اجتماعيا وسياسيا، سمته الغلق، وتحول ''حائط الخوف في أعماق المجتمع إلى جدار الملل والاشمئزاز''.
وتحدث عمن أسماهم بـ''النخب الزائفة'' ومصادرة حق الشعب في الاختيار الحر، بما سماه ''تزوير الانتخابات''.
وتطرق آيت أحمد لمعضلة عائلات المفقودين، مشيرا أنهم أعطوا المثل بالصمود رفقة ''ضحايا أحداث القبائل 2001 وشجاعة شباب غرداية وورفلة والأوراس ووهران وقسنطينة، بالإضافة إلى الكفاح الذي تقوم به النقابات المستقلة والطلبة في الجامعات''، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب قاعدة اجتماعية واسعة لمقاومة ''كل هذا العنف والظلم والقهر''.
وألقى آيت أحمد خطابه في الذكرى الـ24 لاغتيال مناضل الأفافاس علي مسيلي بباريس سنة ,1987 ويتهم الأفافاس النظام بتدبير اغتياله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)