الجزائر

في الذكرى السادسة لرحيله


حفل تكريم لعملاق الأغنية القبائلية شريف خدام
أحيا مساء أمس الأول عدد من خريجي مدرسة ألحان وشباب، حفلا تكريميا لفقيد الأغنية القبائلية شريف خدام، بمناسبة حلول الذكرى السادسة لرحيله. بمبادرة من مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، نظم بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري، حفلا فنيا أحيته عدة أصوات فنية معروفة ، بحضور جمهور غفير اكتظت به القاعة، ليستذكر الجميع مآثر أيقونة الفن الجزائري دا شريف خدام الذي غيّبه الموت يوم 23 جانفي 2012 بإحدى المستشفيات الفرنسية، بعد صراع طويل مع المرض، لتنطفئ شمعته وتبقى ذكراه خالدة في قلوب وأذهان كل محبيه.
أدى الفنانون، و أغلبهم من خريجي مدرسة ألحان وشباب، أمثال وعلي رزقي وغيلاس تركي وآمال زان، إضافة إلى المجموعة الصوتية لقرية بومسعوذ التي تحمل اسم شريف خدام، أجمل الأغاني من ريبيرتوار الراحل الذي خلفه خلال مسيرته الفنية الطويلة، على غرار «نادية»، و» اجلاب تمورثيو» و»جرجرة» و «يما» و «ثيلاوين»، فضلا عن رائعة «لدزاير إن شاء الله اتسحلوض» بمعنى «الجزائر إن شاء الله ستشفين» وغيرها من الأغاني التي اشتهر بها. وطغى الحنين لأيام «الدا شريف» على الحضور، واستذكر الجميع أعماله ومكانته الفنية وموهبته كمطرب و كموسيقي و كعازف على آلة العود التي لم تفارقه حتى انطفأت شمعته في شتاء 2012.
وأجمع محبو الفقيد بأنه ترك بصماته في سجل عمالقة الموسيقى والأغنية الجزائرية، فهو الوحيد الذي تمكن من تحويل الغناء القبائلي من غناء شعبي محلي، إلى مؤلفات موسيقية عالمية بإدخال الأوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي كان يؤديها.
جدير بالذكر، أن الراحل شريف خدام من مواليد الفاتح جانفي 1927، بأعالي قرية بومسعوذ في دائرة إيفرحونان ولاية تيزي وزو،و كانت طفولته عادية قضاها بين الرعي وارتياد الكتّاب، لحفظ ما تيسّر من القرآن الكريم على عادة الأشراف المرابطين.
اشتغل كأجير بسيط في مدينة الجزائر العاصمة لدى أحد المعمّرين، قبل أن تُرغمه الظروف الصعبة على مغادرة البلاد نحو فرنسا، للالتحاق بأبناء قريته، بحثا عن العمل وكان ذلك في سنة 1947.
خلال سنة 1955 سجل أول أسطوانة «يليس تمورثيو» بمعنى «بنت بلادي»، تلتها أسطوانة ثانية سنة 1958 تضم ثلاث أغاني وهي «أجلاب تمورثيو» التي تغنى فيها عن حنينه للوطن و»نادية» و «جرجرة».
عاد إلى الجزائر سنة 1963 و التحق مباشرة بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية، و أشرف على حصة «إشناين أوزكا» أو «فنانو الغد» التي استقبل فيها شبابا ولوعا بالفن، من بينهم لونيس آيت منقلات ومليكة دومران وإيدير وغيرهم.
وافته المنية يوم 23 جانفي 2012 بفرنسا بعد صراع طويل مع مرض القصور الكلوي، وقد ووري جثمانه الثرى بتاريخ 27 جانفي بمسقط رأسه في قرية بومسعوذ، تاركا وراءه إرثا فنيا وثقافيا خالدا ورصيدا كبيرا من الأغاني التي لا تزال راسخة في الأذهان وأعاد أداءها العديد من الفنانين الذين تأثروا كثيرا بأعماله ومستواه الراقي.
سامية إخليف
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)