الجزائر

في الذكرى ال53 لاستشهاد البطل العقيد صالح زعموم إبراز دور الرجل في دعم الثورة ماديا ولوجيستيكيا



استحضر مؤرخون وأعضاء من جبهة وجيش التحرير الوطني، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، خصال الشهيد البطل، العقيد محمد زعموم، المعروف بالاسم الثوري "سي صالح"، ودوره الكبير في التحضير المادي واللوجيستيكي للثورة المسلحة، لاسيما اهتمامه بقضية الحصول على الأسلحة والذخيرة الحربية من الدول الشقيقة.وأبرز الكاتب والمؤرخ المختص في الكتابات التاريخية، الأستاذ محمد عباس، في ندوة تاريخية في إطار منتدى الذاكرة بادرت بها جمعية "مشعل الشهيد" بمنتدى جريدة "المجاهد" تكريما للعقيد صالح زعموم أحد قادة الولاية الرابعة التاريخية، المكانة العسكرية الهامة التي كان يحظى بها الشهيد إباّن الثورة ومساعيه الحثيثة في إطار التحضير لإشعال فتيل الكفاح المسلح بمنطقة القبائل عام 1956 بالتعاون مع كبار المجاهدين على غرار كريم بلقاسم.
وأوضح محمد عباس في هدا الإطار أن الشهيد محمد زعموم لعب دورا رياديا بالولاية التاريخية الرابعة من خلال اضطلاعه بمعية مجموعة من المجاهدين عام 1957 ببحث كيفية التزوّد بالسلاح والذخيرة من بعض الدول العربية الشقيقة، مضيفا أن الحنكة والخبرة العسكرية في الميدان جعلته يخلف الشهيد العقيد أمحمد بوقرة على رأس الولاية الرابعة التاريخية.
وتطرّق المؤرخ مطوّلا للمسيرة النضالية للبطل زعموم في صفوف جيش التحرير الوطني، مبرزا نشاطه المكثّف في صفوف المنظمة الخاصة من خلال مساعدة رفاقه في السلاح في تغيير هويتهم للإفلات من متابعات البوليس وأجهزة الاستخبارات الفرنسية. كما قال إن هذا النشاط الذي أشرف عليه الشهيد مكّن في الأخير من القيام بتنفيذ عدة عمليات عسكرية ومدنية نوعية ضد العدو الفرنسي، بعد اعتقاله من قبل السلطات الاستعمارية وإطلاق سراحه فيما بعد.
كما نفى المتحدث أن يكون سي صالح قد خرج عن عهد ثورة الفاتح نوفمبر 1954 كما يحاول البعض تشويه سمعته الثورية، موضحا أنه كان من بين الأوائل الذين سعوا للاتصال بالجنرال ديغول في محاولة منه لايجاد تسوية للقضية الجزائرية، إلى جانب وضع حد للظروف الصعبة التي كانت تمر بها الولاية الرابعة التاريخية خاصة مع الحصار العسكري المفروض على المنطقة في تلك الفترة.
ومن جهته، تناول المجاهد قدور بن ساسي في تدخل له التحركات الحثيثة للشهيد زعموم على الصعيد الخارجي واتصالاته المتواصلة إبان الثورة مع دول عربية كتونس والمغرب وليبيا لتدارك النقص في السلاح الذي كانت تعاني منه الثورة، مشيرا إلى مسؤولياته الكبيرة في تدريب وتكوين المجاهدين على السلاح الأمر الذي جعله ذائع الصيت على الصعيد الدولي.
وعرفت الندوة فتح نقاش شاركت فيه إطارات من الولاية التاريخية الرابعة وقدماء أعضاء الحركة الوطنية، حيث سلّطوا الضوء على خصاله الحميدة وحبه للوطن وزرع الروح الوطنية في نفوس رفقاء السلاح.
وللإشارة، يعد الشهيد العقيد محمد زعموم المعروف ب«سي صالح" من مواليد شهر نوفمبر 1928 بمدينة عين طاية (الجزائر العاصمة)، بدأ نشاطه السياسي مبكرا رفقة أخيه علي، حيث أصبح عضوا في المنظمة الخاصة ومسؤولا عن خلايا بمناطق مختلفة من منطقة القبائل الكبرى.
وعيّن الشهيد عضوا بمجلس الولاية التاريخية الرابعة، أين أوكلت له مسؤولية جلب السلاح والعتاد الحربي، بعد أن أفرجت عنه السلطات الاستعمارية عام 1956. ليستشهد الرجل في ميدان الشرف قرب مشدالة بالبويرة في 20 جويلية 1961 لما كان في طريقه إلى تونس لتوضيح قضية اتصاله بالجنرال ديغول للحكومة المؤقتة، حيث سقط في كمين نصبته له القوات الاستعمارية.
وتندرج هذه الندوة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية وإحياء للذكرى ال53 لاستشهاد العقيد صالح زعموم قائد الولاية الرابعة التاريخية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)