فهرس للممارسات اللغوية لوسائل الإعلام قيد الإعداد بوهران

تجري أشغال للبحث العلمي على مستوى المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافة لوهران، ترمي الى إعداد فهرس للممارسات اللغوية في الفضاء الإعلامي الوطني، حسبما علم خلال لقاء خصص لهذه الدراسة. يكمن هدف هذا العمل في تحليل الطرائق التي تستخدمها وسائل الإعلام لتكون أقرب من الجمهور. كما أبرزت إيمان ميري بن عبد الله، مديرة فريق الباحثين لهذا المشروع، الذي يشرف عليه مركز البحث المذكور. وقد تمت تعبئة ستة باحثين ينتمون خصوصا إلى كلية اللغات الأجنبية لجامعة وهران 2 محمد بن أحمد في هذا العمل للتقصي العلمي المقسم إلى ثلاثة أجزاء وهي وسائل الإعلام الشفوية (الحصص الإذاعية) والمكتوبة (الجرائد الورقية) والرقمية (شبكات التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية). ويتمثل اهتمام هؤلاء المختصين في اللسانيات خصوصا في النص والخطاب والسياق (الحدث)، من أجل فهم أفضل للأسلوب المستخدم من قبل المتكلم الذي كثيرا ما يضطر الى استخدام عبارات متداولة، ليكون على نفس مستوى جمهوره أو قراءه ، حسب بن عبد الله. وقد تم تحليل نحو مائة مقال لوسائل إعلام مختلفة في إطار هذه الدراسة التي بلغت حاليا مرحلة تصنيف الأشكال الخاصة للكتابة الكلام على غرار استخدام كلمات من اللغة العامية أو لغة أخرى، وتكرار الكلمة نفسها في بداية الجملة. وسيشكّل هذا الفهرس المستقبلي أداة ستوضع تحت تصرف الطلبة والباحثين الشباب، المهتمين بخصوصيات الخطاب المرتبط بحدث والذي يكون في تغير مستمر مما يقتضى اللجوء في كل مرة ومع مرور الوقت الى تقنيات وأساليب جديدة. ويسمح تحليل هذه الآليات بحصر مجالات أخرى، تتعلق مثلا بتجاوز المعايير النحوية والكلمات الجديدة وفق ذات المتحدثة التي أشارت إلى برمجة مركز البحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران ملتقى دولي مخصص لهذا الموضوع وذلك عقب انتهاء هذه الدراسة عام 2017. وقد شارك العديد من الباحثين من نفس المركز في هذا اللقاء، على غرار عائشة بن عمار التي لاحظت أن وسائل الإعلام تتيح فرص هائلة للتجريب والإبداع، حيث أدى الاستخدام المكثف الى تغيير تمثيلاتنا وممارساتنا . وشهدت هذه التظاهرة العلمية، أيضا مشاركة أخصائي أجنبي وهو أرنو ريشارد من جامعة مونبلييه بفرنسا والذي أكد من جهته على أهمية دور المختص في اللسانيات في إثبات الأسماء المميزة ، مشيرا في هذا الصدد الى ملاحظات أبديت لدى وسائل للإعلام في بلده. وأبرز أن قلة من المختصين في فرنسا حاولت شرح أين تمكن خطورة أو تمييزية بعض الكلمات أو العبارات ، متأسفا في هذا السياق لاستخدام بعض المصطلحات للدلالة على اللاجئين منها تدفق وغزو وإنزال ومهاجرين ومنفيين. إن الطريقة التي نصنف بها العملية والأشخاص المعنيين، تعكس نظرتنا لهؤلاء الناس مما يتعين علينا كمختصين في اللسانيات والأنثروبولوجيا، إظهار والتنديد بالتمييز، حسب المتحدث.