الجزائر

فنجان السلطة...



قلت لحماري الذي بدا حزينا للغاية رغم تسكعه طوال النهار تحت المطر الذي يحبذ المشي تحته برومانسية الحمير الزائدة.
قلت له: كيف ترى مستقبل الأفلان بعد كل ما حدث؟
قال وكأنه استفاق من حلم جميل على كابوس مرعب: تقصد بعد وفاة رجل الإجماع بينهم؟
قلت: ليس ذلك فقط.
قال ضاحكا: هل تراني أقرأ الفنجان حتى أبصر لك؟
قلت ساخرا: تقصد فنجان السلطة أم فنجان آخر؟
قال: لا، فنجان السلطة لا أجيد قراءته وما عليك سوى أن ترى شخصا من السلطة حتى يفك لك الرموز.
قلت: أنت تشير إلى أن الحل في يد السلطة إذن؟
قال مقهقها: طبعا، ولا تظنني غبيا لدرجة أن أصدق كل ما يقال هنا وهناك.
قلت: إذن أنت لا تعطي أهمية لنضال هؤلاء الذين يعتقدون أنهم أسقطوا بلخادم؟
قال: وأنت هل صدقت ذلك؟
قلت: على الأغلب نعم.
قال: إذن، عليك أن تعيد رسم تصوراتك وتعرف أن لا شيء يهدم أو يبنى إلا بموافقة السلطة وكل آلياتها.
قلت: وهل كانت السلطة بحاجة إلى كل هذه المسرحية الكبيرة حتى تطيح ببلخادم؟
قال ناهقا: أين هي المسرحية التي تتكلم عنها يا عزيزي؟
قلت: مسرحية سيدي فرج القديمة والحديثة، التي تمت بالعصي والتي تمت بالصندوق.
قال ساخرا: كلها ذر للرماد في العيون وإياك أن تصدق شيئا تراه بعينك.
اندهشت وقلت: إذن، ماذا أصدق يا حماري؟
قال: صدق ما لا تراه فقط لأنه هو الحقيقة التي تخفيها السلطة على شعبها المغفل مثلي ومثلك.
̄ سميرة ڤبلي
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 7
إقرأ أيضا:
* عش الدبور...
* على الورق...
* زيديلي كفّ..
* أنفلونزا السياسة...
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)