الجزائر

فنانون يتحدثون ل"البلاد" عن الذل والمهانة في عيدهم الوطني: الجزائر تحتفل بخمسينية استرجاع استقلالها مع الأغراب وتتجاهلنا



فنانون يتحدثون ل
بهية راشدي: أنا فنانة مثلكم ولن أتخلى عنكم.. فاصبروا
عتيقة بن طوبال: صرنا مثل "البوراك".. لا نظهر إلا في رمضان
يعود الثامن جوان، وتعود جروح الفنان الجزائري لتفتّح، في يومه الوطني، هذا التاريخ الذي يذكره باستشهاد قامة الإبداع والكلمة بالجزائر، علي معاشي، وتذكره بأن حقه مهضوم في ظل غياب قانون يحميه. وبعد خمسين سنة من استرجاع استقلال البلاد، ما زالت "الخبزة" تشغل فنانينا، بدل الإبداع، ولايزال التواجد على الساحة يؤرّق المبدع الجزائري الذي يبحث دائما عن هيئة تحتوي تطلعاته الفنية، في التواجد بعمل واحد على الأقل في السنة، لايزال "النجم" الجزائري يبحث عن قمر يعكس "نوره"، في ظل التجاهل الذي يلقاه الأغلبية من قبل المسؤولين، ولايزال فنانونا ماضين في رحلة البحث عن مكان في الحراك الفني العربي والعالمي وسط غليان الأخيرين وابتعادهم بأشواط بل"بسنوات ضوئية" عن نظائرهم بالجزائر. وأكد لنا هذا الأمر غالبية الفنانين الذين استطلعت "البلاد" آراءهم، وقدم هؤلاء الكثير للفن في انتظار أبسط الحقوق التي تحفظ كرامتهم وتولي لهم المكانة التي يستحقونها وسط ما يعانونه خاصة في ظل التجاهل لهم في مسألة استحداث قانون الفنان، حيث أكدوا أنهم سئموا انتظار تجسيده، وإخراجه إلى النور رغم أنهم يسمعون عنه الكثير منذ عقود.
محمد شرشال: المسؤولون بقطاع الثقافة يريدوننا عرائس تتحرك كيفما شاؤوا
بدا الفنان المسرحي و"السيناريست" وكاتب سلسلة "جمعي فاميلي" محمد شرشال متذمّرا وهو يتحدث عن اليوم الوطني للفنان، معتبرا أن هذا الأخير لم يأخذ من حقه الشيء الجدير بالذكر، كما أن مكانته تتراجع إلى الوراء سنة تلو الأخرى، "فالقائمون على الثقافة يستغلونه من أجل ثقافة الواجهة أما ما تعلق بحقوقه فهي مهضومة والدليل أن القائمين على الثقافة يرفضون حتى فكرة الخوض في قانون الفنان.. إنهم يخشون ذلك". كما قال متحدّثنا إن المسؤولين في قطاع الثقافة يحرصون على استخدامه مثل الآلة التي يحركونها مثلما أرادوا، وعلى حد تعبيره "لكي يبقى الفنان كعروسة بين أيديهم يسيّرونه كيفما شاؤوا". أما عن المجلس الوطني للثقافة والفنون فتساءل شرشال "أين هو، وماذا قدّم؟"، واصفا هذا المجلس الذي يترأسه الموسيقار عبد القادر بن دعماش، ب"المهدئ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع"، مشيرا إلى أن الفنان الجزائري في الوقت الراهن يحتاج إلى هيئة تدافع عن حقوقه بقدر "جحود" المسؤولين بالقطاع، وبقوة المؤمن بضرورة استرجاع حق المظلوم.
بهية راشدي: سأدافع عن حقوق زملائي شراسة دفاع الأم عن أبنائها
أكدت الفنانة بهية راشدي لزملائها الفنانين والممثلين منهم بشكل خاص في حديث ل"البلاد"، أنها ستدافع عن حقوقهم، من أبسطها إلى أهمّها، وذلك من خلال عضويتها بالمجلس الوطني للفنون والآداب الذي تشغل فيه منصب "الناطقة باسم قسم التمثيل"، موضحة أنها تعمل رفقة الفريق كاملا بالمجلس على رد اعتبار الفنان الجزائري "الذي قدم الكثير لهذا البلد، وللتعريف به، فمن في العالم لا يعرف، لخضر حامينة، وأمثاله الكبار الذين شرّفوا الفن الجزائري، هذا الأخير الذي شقّ لنفسه مسلكا في الحراك العربي والعالمي رغم الصّعاب التي عقبت طريقه". وتقول راشدي إن مجلس الفنون والآداب يدرس في الفترة الراهنة مشروع قانون الفنان الذي سيكون جاهزا للتنفيذ في القريب العاجل، مشيرة إلى أن بطاقة الفنان التي صادق عليها المجلس أتاحت للمبدع الجزائري عددا من حقوقه الاجتماعية التي كانت مهضومة في وقت سابق، ودعت في هذا السياق زملاءها للتحلي بالصّبر على وزارة الثقافة والمجلس الوطني للفنون والآداب، ذلك أن الأخيرين يعملان في الفترة الراهنة على قدم وساق لإرضاء الفنانين في الجزائر ولإعادة حقوقهم التي لطالما طالبوا بها. وقالت محدثتنا "أنا فنانة وأتطلع لقانون يحمي حقوقي مثلي مثل زملائي، والذي يمسهم يمسني أولا، كما أن الذي يهمهم ويشغل بالهم يشغلني، علينا أن نتحدى كافة الصعاب للوصول إلى قانون ناضج لا ثغرات فيه ولا هفوات، فالمطلب الذي طالما حملناه على الشعارات يجب أن يكون متكاملا وافيا للشروط والأحكام وإلّا سنكون ضيعنا حقنا بأيدينا".
عتيقة: الفنان كان مثل الهلال واليوم كالكسوف النادر
يشغل الفنانة القديرة عتيقة بن طوبال في الوقت الراهن إشكالية غياب الأعمال الفنية الجادة في الجزائر، نظرا لقلة العروض التي أصبح يتلقاها الفنان الجزائري، فحسبها إطلالة هذا الأخير باتت قليلة جدا لدرجة أنها شبهتها "بالكسوف النّادر الحدوث"، مشيرة إلى أن الوضع الفني في البلاد يتحسّن ببطء ممل "حتى أننا نتراجع بفعل هذا التحسن الذي يسير بسرعة السلحفاة". وتقول أيضا "كانت إطلالة الفنان الجزائري تشبه إطلالة الهلال، من فترة قريبة لأخرى، وكانت الساحة تعجّ بالإبداعات والأعمال والتنافس، وكان العالم يسمع صيت الفن الجزائري، ولكن مؤخرا أصبح يطل مع الأكلة الجزائرية (البوراك)، أي مرة واحدة في السنة، فقط في شهر رمضان، أما الكارثة التي نعيشها اليوم فهي أننا بتنا غائبين أو بالأحرى مغيبين تماما عن الساحة الأمر الذي يؤرقني، خاصة أنني أسعى دائما لتقديم الجديد وإلاّ أنقطع عمن يحبونني، أولئك الذين ألتقيهم في الشارع ويسألون عني، ويشتاقون لي.. إنه الجمهور وهو أكبر هدية للفنان الجزائري، كما أنه عزاؤه في ظل الظلم الذي يتعرض له".
عزيوز رايس: 50 سنة في الفن ولم تتصل بي يوما هيئة للمشاركة في تظاهرة ما
تأسف الفنان عزيوز رايس للمكانة التي يحتلها الفنان في الجزائر، مشيرا في حديث ل"البلاد" إلى أنه "في ذيل الترتيب مقارنة بالمهن الأخرى، رغم أنه أسماها، ذلك أننا نحمل رسالة نبيلة، نعمل على تهذيب الذوق العام، وتوجيهه نحو السبيل الصحيح، خاصة في ظل ولوج الدّخلاء لهذا المجال الذي يحاول البعض تشويهه من خلال تصرفاتهم ومن خلال ما يسمونه بالأعمال الفنية، التي هي في نظري لا ترقى حتى لأن تكون مسودات وخربشات على طاولة المراهقة". وقال رايس إنه لم يستدع يوما لتظاهرة فنية ضخمة بالجزائر، رغم باعه في المجال الفني وخبرته التي تزيد عن الخمسين سنة، مشيرا إلى أنه يحزن حينما يسمع أن الجزائر احتفلت بخمسينية استرجاع استقلالها مع "الأغراب وتجاهلت أبناءها الذين يحرصون على اسمها وسمعتها وواعون بأهمية وجلالة تاريخها، ويعرفون حق المعرفة ما الذي يقال في مثل هذه المناسبات وما الذي لا يقال". وطالب المتحدث وزارة الثقافة بإدراج جدول أعمال يمس كل الفنانين، ولا يمجد أحدا على حساب أحد، داعيا المسؤولين في قطاع الثقافة إلى وضع حد لما وصفه بالمهازل التي تحصل بالمهرجانات "خاصة في ظل تجاهل الأسماء التي قدمت مسارا فنيا يحتذى به في بلادنا وفي العالم كله".
محمد عجايمي: نطالب بإسناد الأمور إلى أصحابها وكفانا "أتراك"
أبدى الفنان محمد عجايمي استياءه من بث التلفزيون الجزائري عددا من المسلسلات الكورية والتركية، مشيرا إلى أنه يتم دفع أموال طائلة لاقتناء هذه الأعمال في الوقت الذي يبحث الفنان المحلي عن عمل واحد في السنة ولا يجده. وقال محدثنا إن جفاف الساحة الفنية أصبح يؤرّق الغيورين على هذا المجال، خاصة في ظل التغيرات الحاصلة وانفجار "الدراما العثمانية التي لا تشبهنا ولا تمت إلينا بصلة ولا لتفكيرنا، إذن أين هو دور الفن في هذه الحالة؟". ويجيب عجايمي على نفسه في التساؤل فيقول إن "الفن وجد ليربي، الأجيال ويوعي، وليشارك في الثورة مثلما شارك الكبار من رفقاء علي معاشي الذي استشهد إثر كلمة حق وحرية نطقها، ذات سجن واحتلال". وأوضح محدثنا أن الفنان الجزائري لا يحتاج أكثر من قانون يحمي حقوقه الاجتماعية ويحفظ كرامته، ويضعه في مكانه الصحيح، وفق تعبيره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)