فن " المربوع " الشعبي بعاصمة الونشريس

تزخر ولاية تيسمسيلت بتراث فني أصيل وحضارة شعبية عريقة ، وكذا تقاليد مزجت بين الأصالة والمعاصرة و تنوعت عبر عدة أشكال خلفتها الظروف الاجتماعية بطريقة تلقائية ، فكانت مجالا للترويح عن النفس و الترفيه ، ومن أهم الفنون التقليدية التي لازال السّكان يحافظون عليها نذكر فن " المربوع " ، وهو فن قديم النشأة وعريق الأصول ، وكذا نوع من الأغاني والأهازيج الشعبية ذات الإيقاع العالي الذي ترتبط كلماته بالوزن فقط دون القافية، وقد توارثته الأجيال أبا عن جد ليصبح تقليدا شعبيا راسخا وسط العائلات بمنطقة تيسمسيلت ، ولفن " المربوع " عدة تسميات نذكر منها الرباعة ، السروجي و زوج بزوج ، أما عن خصائص المربوع وكيفية إلقائه فقد يعتمد على 4 أشخاص أثناء الآداء ، حيث ينقسم هذا العدد بالتساوي بين المجموعة، إثنان يلقيان الأغاني والآخران يردّدان وراءهما .ويعتمد " المربوع " على الشعر الشعبي ، هذا الأخير الذي كان مجرد كلمات لها معنى ودلالة تنجح نحو الشاعرية ، كما يعتمد على الكلام المنظوم والإيقاع العالي ، حيث كان عبارة عن وسيلة للتنفيس والترويح ، الهدف منها خلق جو من المتعة والترفيه لاسيما في مواسم الحرث والبذر والحصاد ، إذ تغنيه النساء في الأفراح نهارا والرجال ليلا ، ويؤدي كذلك في الكثير من مناسبات الأفراح كالأعراس ، الرعي ، التويزة ، مواسم الحرث ، الحصاد وكذا البناء ، وللمربوع أغراضه ، فقد أصبح مع مرور الزمن فنا يحوي عدة رسائل ، ويتناول مواضيع مختلفة كالاجتماعية ، الإنسانية و الدينية