الجزائر

فلسفة حاليلوزتش صنعت جيلا جديدا وسعدان اكتفى بانتقاد وحيد منتخب المحاربين يفاجئ الملايين بأداء جيد وإقصاء مهين



بعودة المنتخب الوطني الى جو المنافسات القارية بعد غيابه عن دورة غينيا الاستوائية والغابون عادت الروح الرياضية الى ملايين الجزائرين التي تفاءلت بالخير وانتظرت ان يحقق منتخب المحاربين انجازا جديدا الى درجة ايمانهم بتصنيفه كتاني مرشح بعد كوت ديفوار للفوز بالتاج القاري ولكن النتيجة أتت عكس التوقعات حيت خرج الخضر من الدور الاول بجنوب افريقيا بخفي حنين وبمرارة قاسية لم تكن في الحسبان في منافسة الكان ولم يشفع الاداء المتميز لبعض الفرديات في مبارتي توغو وتونس في انقاذ المشوار للبقاء في السباق حيث انتهت المغامرة قبل ان تشتد حمى المنافسة .
* شيخ المدربين اكتفى بالجاهزين ولم يفكر في مستقبل المحليين
وما حدث أول أمس امام الطوغوليين لهو تفسير واضح لعدم امتلاك الجزائر في عهد الخمسينية منتخبا قويا ومتماسكا بمقدوره ان يتحمل عبء منافسة قارية بحجم بطولة الامم الإفريقية رغم الإمكانيات التي سخرتها الدولة للدعم بالخبرة الاجنبية وتحفيز اللاعبين وقبل ذلك ما وضعته السلطات العليا لبلاد تحت تصرف المدربيين المحليين وبالخصوص في زمن الكوتش سعدان الذي كان من الاجدر عليه ان يساهم في دعم المنتخب معنويا قبل الكان على الاقل بدافع الغيرة على الوطن عوض ان يكتفي بتوجيه انتقادات لاذعة لحاليلوزتش لتحتدء بينهما حرب كلامية دفع ثمنها منتخب العزة والكرامة بسبب ما أحدثته التأويلات الجماهيرية من تاتير كبير على الرأي العام الجزائري الذي وبمجرد اقصاء الخضر امام الطوغو هتفوا بسعدان وطالبوا حاليلوزتش بالرحيل اعتقادا منهم ان الخلل في التكتيك البوسني ونسوا ان فلسفة حاليلوزيتش حسنت اداء منتخب كان يعتمد على كتيبة المدافعين ومنح التقني الاجنبي الفرصة للمحليين الذي تجاوز عددهم لأول مرة 11 محاربا وكسر قاعدة شيخ المدربين الذي غامر بالجاهزين في انغولا ومونديال بلاد الزعيم مونديلا ولاينكر جاهد ما قدمه المدرب السابق لفيلة كوت ديفوار من تغييرات جذرية قضت على المحاباة والمحسوبية التي كانت وراء خيبة المنتخب في المونديال والجميع يتذكر ما وقع بين سعدان وبعض اللاعبين الذين فرضوا منطقهم على الكوتش المحلي وتدخلوا في صلاحياته بدعم خارجي من اطارات سامية … المهم أننا دفعنا بروستنبورغ ثمن السياسة القديمة التي كانت تسير المنتخب والتي اتضح اعوجاجها منذ هزيمة سلوفينيا في المونديال بتكتيك محلي عقيم رغم ان التشكيلة كان تضم لاعبين محترفين جاهزين 100 بالمائة وجاء التعادل الذي فرض على انجلترا لان الجزائر كانت تمتلك مدافعين كبارا من طينة الماجيك بوڤرة وصانع العاب من عيار زياني ومهاجم مغوارفي صورة يبدة لتنتهي مسيرة رفاق صايفي امام الامريكان بإقصاء ساذج على اثر خطا فادح من هذا اللاعب الذي لم يفكر سوى في مصلحته الشخصية لالشيء سوى لأنه تمسك بمنصبه في التشكيلة الاساسية .
* لا مفعول قريقري ولا لعنة الحكام تشفع ل "لالجيري"
كل ما يمكن استنتاجه ان الجرح الذي نخر كيان الكرة الجزائرية عميق وبالغ الى درجة لايمكن ان نتصورها فلو كان حاليلوزتش يمتلك نفس تشكيلة المونديال الاخيربغض النظر عن الاصابات التي نغصت الحياة على المدرب البوسني لكنا نتوقع الكثير من المحاربين في الكان ذلك لتوفر عامل الخبرة الذي يفتفد اليه رفاق سليماني، كن الجدير بالذكر ان المدرب السابق لفيلة كوت ديفوار غامر وهو مشكور على روح المغامرة بجيل جديد من الشباب معظمهم حظي لأول مرة بمشاركة قارية وثلاث أرباع منهم محليون ولعل ما جعل الاعلام الفرنسي يتكهن بإمكانية فوز الجزائر بالتاج القاري جاء من منطلق التفكير ان منتخبنا يحتفظ ببواسل المونديال الافريقي ولم يكن يتوقع ان روح ام الدرمان تبددت باعتزال الكوادر دوليا وهم غير مشكورين على قرارهم وكان من المفروض عليهم التقاعد للحفاظ على مكانتهم في قلوب الجزائريين .
* من الجرم أن يرحل حاليلوزتش قبل شهر من تصفيات المونديال امام البنين
ومن العبث ان نتحجج بسوء الطالع ولعنة الحكام الذين زادوا من مشقة الخضر في نهائيات كاس الامم الافريقية لنبرر فشل اللاعبين الذين يتحملون جزءً كبيرا من المسؤولية لان المدرب وظف جميع اوراقه ولو انه اجرى تغييرات غير مهضومة لكنها ليست سببا مباشرا في حدوث الكارثة بعدما جاءت في اوقات قاتلة مثلما حدث مع لموشية في مباراة تونس و اخراج لحسن وتعويضه ببوعزة في لقاء الطوغو وكلها امور لا يفقهها سوى من له دراية بالتدريب والأكيد ان المنتخب ادى ما عليه بتشكيلة غير خبيرة بالكان لكنها بحاجة الى الاحتكاك لكسب التجربة والحقيقة ان تشكيلة المنحوسين لم تكن جاهزة رغم الاداء الجيد لكن الحظ خانها ولم تتأثر مثلما يعتقد البعض بمفعول سحر "القريقري".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)