ويتعرض الأقصى لسلسلة اعتداءات واقتحامات من المستوطنين, يوميا عدا الجمعة والسبت, بدعم من قوات الاحتلال, في محاولة لفرض السيطرة الكاملة عليه, من خلال معادلة التقسيم الزماني والمكاني, كأمر واقع ,عبر تنظيم اقتحامات يومية صباحية للمسجد, لجعل الأمر معتاداً وطبيعياً مع مرور الزمن, بعد فرض معادلة التقسيم في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل التي تخضع لسيطرة الاحتلال الصهيوني الكاملة.
وفيما تتواصل انتهاكات المستوطنين والمتطرفين الصهاينة لباحات المسجد الاقصى, تحت حماية شرطة الاحتلال, لاسيما منذ العدوان على قطاع غزة, يفرض الاحتلال على الشوارع والطرق المؤدية إلى مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى طوقا أمنيا مشددا يحول دون وصول الاف المصلين اليه.
وتستهدف الاعتداءات الصهيونية بشكل ممنهج وخطير المسجد الاقصى ومكوناته التراثية. فهو يتضمن عدة مبانٍ ومعالم مهمة يصل عددها إلى نحو 200 معلم. ويعد الأقصى الذي يقع بالبلدة القديمة في مدينة القدس التي احتلها الكيان العنصري في سنة 1967 , من أهم المواقع الدينية والتاريخية في العالم.
وكشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية, في تقريرها السنوي, أن 2023 "كان عاما صعبا وقاسيا على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وسائر دور العبادة بكافة أشكالها".
وذكرت الوزارة أن المستوطنين صعدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى, سواء بعدد الاقتحامات التي تجاوزت 258 اقتحاماً أو بأعداد المقتحمين له والذين قدروا بعشرات الآلاف بالإضافة إلى المخططات التهويدية الخطيرة التي طالت المسجد والبلدة القديمة وعشرات حالات الإبعاد لحراس المسجد وسدنته والمرابطين والمرابطات والمواطنين.
وأوضح تقريران فلسطينيان أن الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين, خلال العام الماضي تعد "الأوسع منذ نكبة 1948 . وشملت الهدم والتدمير في قطاع غزة والاقتحامات والتدنيس في المسجدين الأقصى والحرم الإبراهيمي ومساجد أخرى وكنائس بالضفة العربية وقيودا على أداء العبادة والاعتداء على المصلين مسلمين ومسيحيين".
وأشار تقرير للجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس (فلسطينية حكومية) لعام 2023 الى تصاعد الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات والكنائس والأديرة من اعتداء واقتحامات والتنكيل بالمصلين وتقييد حرية العبادة وإهانة رجال الدين والتعرض لهم.
كما اعتدى الاحتلال والمستوطنون على أكثر من 25 مسجداً في الضفة الغربية في الخليل ومدينة البيرة وسلفيت وبيت لحم والقدس المحتلة وطولكرم وجنين ومخيمها للاجئين.
وأسفرت الجرائم المرتكبة بحق الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن تدمير العدوان لأكثر من 900 مسجد في غزة, وفي الحرم الابراهيمي منع الاحتلال رفع الأذان 704 مرات وأغلقه لعشرة أيام, بالتزامن مع تدنيسه.
وفرض المحتل العنصري منذ عام 1994 تقسيما على الحرم الإبراهيمي بواقع 63 % للصهاينة و37 % للمسلمين. ويفتح الاحتلال الحرم بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام وهي أيام الجمعة من شهر رمضان, وليلة 27 منه, وصلاة عيدي الفطر والأضحى, وذكرى ليلة الإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف ورأس السنة الهجرية.
ويؤكد خطيب المسجد الأقصى, مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين, أن المسجد الاقصى جزء من عقيدة المسلمين ولا يخضع للمقايضة والمساومة.
كما يشدد على أن رحاب المسجد الأقصى المبارك بأسواره وأبنيته وأفنيته وقبابه وأروقته ومصاطبه وأسفله وأعلاه, هي وقف إسلامي إلى قيام الساعة, وهو حق خالص للمسلمين لا يشاركهم فيه أحد وأنها لا تخضع لأي قوانين معادية أو قرارات احتلالية وحذر مرارا من عواقب الاعتداءات التي تسيء إلى مشاعر المسلمين في العالم كله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/06/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz