فلاحو بجاية يطالبون بمسالك ريفية

يطالب سكان الأرياف والمناطق النائية بولاية بجاية من السلطات المحلية بخطة على مستوى الولاية، قصد إنجاز مشاريع تنموية محلية وإخراجهم من العزلة التي تحيط بهم، والتي تعكر صفو حياتهم، وهذا جراء النقائص التي تفرض نفسها بقوة والتي تلازمهم وتعرقل نشاطاتهم اليومية، خاصة تلك المتعلقة بالفلاحة والرعي وتربية الدجاج والنحل.يرى الفلاحون أنه من الضروري فتح مسالك جديدة تسمح لهم بممارسة أعمالهم اليومية، كما أن مداخيلهم الوحيدة مرهونة بتلك النشاطات التي يقومون بها، ويأملون من السلطات المحلية تجسيد ما جاء به برنامج التنمية الريفية الجوارية والذي بدأت نتائجه تعطي ثمارها على أرض الواقع، كما أنهم يأملون مواصلة دعم الفلاحين في بناء سكناتهم الريفية، حيث يشير البعض إلى وجود عراقيل بيروقراطية على مستوى بعض البلديات التي سجلت تأخرا في تنفيذ الإجراءات الجديدة المتعلقة بملف البناء الريفي.ويقول البعض الأخر إن هناك تماطلا كبيرا في دراسة ملفاتهم، وأحيانا أن الوثائق المطلوبة في الملف ليست في حوزتهم مثل تلك المتعلقة بحيازة القطعة الأرضية، والتي اكتسبها الشخص عن طريق الوراثة من الأسلاف، حيث إن بعض البلديات ترفض التصريحات الشرفية التي يوقعها المعنيون لإثبات ملكيتهم للقطعة الترابية التي يرغبون بناء مساكنهم الريفية عليها، فكلها إجراءات بيروقراطية معقدة، حلها يكمن في إجراء مسح للأراضي وإصدار محررات الملكية لأصحابها، ولا شك أن هذه العملية ما تزال بعيدة المنال بولاية بجاية، فمعظم البلديات لم تستفد بعد من عملية مسح الأراضي من قبل الوكالة الوطنية للعقار، والأسباب متعددة نظرا للتعقيدات الميدانية من جهة ومعظم الأراضي تابعة للخواص وللورثة، وكذا صعوبة الطبيعة الجغرافية التي تتميز بها المنطقة.لكن سكان الأرياف يطالبون من السلطات المحلية التعجيل في توفير أسباب الاستقرار ومساعدتهم في ممارسة مختلف الأنشطة اليومية، منها ما يتعلق بالفلاحة، التي شهدت مؤخرا اهتماما بالغا وتطورا ملحوظا، والتي ساهمت بقدر وفير في تلبية احتياجات المواطنين من حيث المنتجات الفلاحية، وبالأخص زيت الزيتون والحليب وغيرها، وهو ما يدعو للتفاؤل بشكل أوفر من باب تأمين الغذاء وتغطية الأسواق المحلية بالمنتجات الفلاحية المطلوبة.